www.almasar.co.il
 
 

غزة في أول أيام رمضان: لا طعام ولا ماء ولا مساجد للصلاة.. ووفاة طفلين بسبب المجاعة.. ما يرفع الحصيلة إلى 27

أعلنت مصادر طبية، اليوم الإثنين، وفاة طفلين بسبب المجاعة، ما يرفع عدد...

الاثنين أول أيام شهر رمضان المبارك غالبية الدول الاسلامية.. وكل عام وانتم بخير

أعلن المجلس الإسلامي للإفتاء برئاسة أ . د . مشهور فوّاز أنّ غدًا...

عملية جراحية لتصحيح عيب خلقي لطفلة عمرها 3 أيام في المركز الطبي هعيمق التابع لكلاليت

في الأسبوع الماضي، تم إجراء عملية لإنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر 3...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

أيام مرتجلة...!!...بقلم: محمود تيسير عواد

التاريخ : 2021-11-12 07:21:54 |



كان نسيم الصبح قد تجرأ وداعب وجنتيها، قبيل ان تلمحها خيوط الشمس التي ستظهر حسنها الى العالم بعد لحظات.

لم يقتصر ذهوله الى حد الوقوف متسمرا في مكانه، بل تخطاه الى اسراب الاطيار التي استفاقت على وقع خطاها، والى افنان الأشجار التي استنشقت مسك أنفاسه التي زكّمتها فترنّحت طربا اسراب الاطيار، وهي تشدو الحان جمالها الآسر في كل سهل ووادٍ.

كانت بلادي، المتمثلة بقراها ومدنها العامرة، لوحة طبيعية رسمتها ابداعات الله في ارضه، لا يعكر صفو جمالها وطهرها وعفافها وصفاء صباحها سوى بعض من الشوائب التي تعيق سير تقدمها نحو أهدافها المرجوة، بغية بث روح التغيير والنشاط في عروق أصابها، او يكاد، بعض من تصلب وتكلس.

·      وهن في العزيمة

كما الابدان تشيخ وتهرم، وتتعب تعاقب الأيام حواسها وتسحق أعضاء جسمها، تشيخ كذلك القيادات وتهرم وتسحق ابداعاتها، التي تغنت بها لعشرات السنوات، فبات تآكلها جليا للعيان.

وكما خيوط الشمس، التي ستظهر الى العالم حسن ومفاتن هذه البلاد المقدسة، كانت بالمقابل خيوط الشمس التي اشرقت لتوها منيرة سماء بلادي، تفضح الى العالم كمًّا رهيبًا من التهميش والحرمان، كانت تقود ولا زالت تجمعات أبناء هذا الشعب المترنح تحت ثقل التجهيل المقصود والانصياع  الاعمى خلف سياسات قيادته البالية، والتي ما زادتنا الا مرضا على مرض، والتي ما اضافت الى جداول أيامنا التي بتنا نترجلها ارتجالا، الا كمًّا إضافيًا من التخبط والتعثر نحو اهدافنا، التي كانت من المفهوم ضمنا انها مكفولة الى اجل مسمى.

هانت عزيمتكم، وشاخت اجنداتكم، وضعف بصركم، وتآكلت بصيرتكم.. فما عدتم تتلمسون في دروبكم الى الزعامة وكراسي السلطة، وتصنع تحمل المسؤوليات الموكلة اليكم، الا مصالحكم الشخصية. وكان الصباح ككل صباح يفضح عوراتكم وعيوبكم التي سترها ظلام الليل. ولكن الليل سرعان ما انقضى، وسرعان ما داعب نسيم الصبح وجنات قرانا ومدننا المصعوقة ألما وتهميشا. وما جدوى مداعبة النسيم العليل لجسد متهالك، ما عادت تسعفه كثرة ثرثرة تلك الزعامات المنصبة، فوق عروش قراكم ومدنكم منذ فجر التاريخ، تدّعي انها تطالب وتناشد، وتطرق أبواب صناع القرار لاستخراج حقوق من فكي الأسد؟!

أحقًا ما يشاع؟ وما هو المقابل المدفوع مقابل تخاذل تلك الزعامات امام هذا الكم المخيف من العنف والفقر والتهميش، الذي بات سمة من سمات هذه التجمعات التي باتت تبعد سنين ضوئية عن طابع التجمعات البشرية العصرية، الخالية من الآفات الاجتماعية المميتة؟!

كان من المفهوم ضمنا ان صباحنا سيكون آمنًا داخل هذه التجمعات المكتظة. لكن أي امن هذا الذي يحياه المواطن العربي وقد ذهب لينام مرعوبا، ترعبه كميات الاخبار المرعبة الواردة الى مسامعه تباعا، ثم بالتالي سينعكس كل ذلك السخط والحنق على مزاجه المتعكر أصلا ليضيفه تعكيرا؟!

كانت طوابير السيارات صباحا، قرب ومن والى مدارسنا، او عياداتنا او مؤسساتنا العامة مع كونها  شحيحة، تمتد الى كيلومترات معيقة سير الحياة، فكان التذمر ولا يزال سيد الموقف. كان الزحام رهيبا، والانكى من كل هذا التدافع، وسيل الشتائم التي سيطلقها جمهور سائقي الاساطيل، كان الاكتظاظ وهشاشة البنى المتآكلة كتآكل سياساتكم العرجاء وخططكم الجوفاء سببا من أسباب العنف.. سببا مركزيا، من مجموعة مخيفة من الأسباب التي قادت هذه الجماهير المتدافعة، الى تقديم فروض الولاء والطاعة خمسا عند اسيادها، التي شاخت منذ زمن - كما اسلفت - عزيمتهم!

لم نعد بحاجة الى أي منكم ليخبرنا بان الصباح جميل، وبان شروق الشمس مريح لأعصاب متأملي الشروق صباحا. بل اننا بحاجة ماسة الى تخطيط وهيكلة لنظام حياتنا من جديد، نظام متآكل لا يصلح معه أي تقدم او رفعة، كان سيكتب لذلك النظام ربما الحياة، لولا تدخلكم السافر في نسق حياتنا، او هيكلته عن غير دراية.. وهو الذي اضفى من قبل رونقا وطابعا قرويا مسالما، فلا عنف في شوارعنا الا ما ندر، ولا قتل او ترويع ولا تزاحم او تدافع.

كنتم تعدون القطيع بمزيد من الاعلاف، مقابل الصمت المطبق والطاعة العمياء. وكنا على موعد معكم دون موعد مسبق، فكنتم بدهائكم تقودون هذه التجمعات الى الهاوية السحيقة حتى كادت تمسح من ذاكرتنا التي اثقلها مخزون الاخبار المحزنة مواعيد الشروق. وبتنا لا نتأمل المغيب، كما تلك الأيام التي تأملها اجدادي وزعامات حقيقية، كان همها الإصلاح واجتثاث جذور الفتنة والشقاق، ان وجدت، قبيل تكاثرها وانتشارها كانتشار النار في حقل قمح جاهز للحصاد.

ما كان لتلك الطفيليات التي غزت تجمعاتنا، التي تطلقون عليها تجنيا وصف قرى او مدن، لولا لم تكن نصب اعينكم أهداف شخصية، من شأنها تسميد التربة وامدادها بكل عنصر مساعد على نمو وانتشار هذه الطفيليات.. ألم تكونوا انتم من تغاضى عن تلك الآفات القاتلة  لعقود، واشاح بطرفه عن تلك الطفيليات التي باتت تصيب كل عضو حيوي في قرانا وتجمعاتنا المهمشة، ولا كيف كان سيكتب لتلك الطفيليات المتمثلة بالعنف الجامح، او المحسوبية التي نمّاهما النفاق والمداهنة المتجذران في نفوس عبيد المال والمناصب. والا ما نهب الصباح عنوة من سمائنا، وما كان سينهب المغيب من آفاقنا. وكنا سنراهما بالعين المجردة دون ان تحجبهما عن عيوننا اكتظاظات سكنية مخيفة، احالت قرانا الوادعة الى مدن من علب اسمنت متلاصقة الى ازقة وحارات مخيفة، يسكنها اشباح لا يراعون ذمة، ولا يردعهم قانون او مطبق لقانون.

ترى، كيف استحالت بلادي المتمثلة بقراكم ومدنكم المخيفة، بين الشروق والمغيب، الى اسم محفور في قاع الهاوية، يلطخ ماضينا الجميل ذات يوم وحاضرنا أساها المعيب؟! أما ارتويتم من شرب المال الذي بتم في حساباتكم السرية تكدسونه، والى كم من المليارات من الدراهم التي تعبدونها وتصلون لها أنتم بحاجة لإعادة اعمار وهيكلة وتنظيم مدننا وقرانا، ومعها جيل يبحث عن يوم يحياه.. جيل عنيف مخيف، لن تردعه على ما يبدو أي سلطة وقانون عن غيه الذي اوصله اليه أنتم، أنتم يا من سلبتم الصباح رونقه والمغيب سحره. وسلبتم الجيل أي بارقة امل تعيد اليه امله بان يحيا أيامه بأمن وامان، قبل ان تصبح ايامنا كما الجيل مرتجلة.. لا طعم في زحام شوارعها، ولا جمال في اكتظاظ تجمعاتها..!!

 

 

     

 

 

 

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR