|
|
|
جراب الحاوي السحرية...!...بقلم: محمود تيسير عوادالتاريخ : 2021-12-31 07:29:04 |بعد ان غنت فيروز" العملاقة "رجعت الشتوية"، في حينه، أي منذ عقود طويلة، كنا نردد في الوقت الحالي، ولا زلنا على وقع الانهيارات والانجرافات والشلالات والنوافير، التي خلفتها موجة الشتاء الأخيرة في احياء متفرقة من مدينة ام الفحم، "رجعت الشتوية يا بلدية". ولكن كانت البلدية منغمسة كعادتها في سرد سيل إنجازاتها الى العامة، وكانت في الوقت عينه لا تتردد بالحجز على حسابات الناس، الذين اغلبهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين ما اسعفتهم ظروفهم الاقتصادية المتردية، في أعقاب موجات كورونا المتلاحقة، من اجل سداد ديونهم. لا يخفى على الناس كم الحراك العمراني ظاهريا، الذي تبادر اليه بلدية ام الفحم، منذ تولت الإدارة الحالية مقاليد الحكم. وهي من عوّلنا عليها خيرا في حينه، ولكن يبدو بان بين النوايا وتحقيق النوايا في بعض الأحيان هوات سحيقة، تعيق إخراجها الى حيز النور، فلا تزال الطرق الخطرة تعرضنا الى المخاطر، في ظل تقاعس مقيت ومتعمد عن تفعيل غرفة طوارئ لمعالجة أي طارئ ، ابان الازمات والعواصف. اذ لم نلمح المعدات الثقيلة والمجهزة لفتح الطرق، بل انها المجهودات الفردية لبعض الافراد الذين تبرعوا بمعداتهم لفتح الطرق والمجاري المسدودة. اين كانت هذه المؤسسات صاحبة العلاقة، طوال فترة الصيف؟ ألم يكن حريًا بها، وهي التي تُضَخ الى حساباتها ملايين الشواقل، ان تقلد النملة التي تجني صيفا لترتاح في الشتاء، ام ان الملايين التي تضخ الى خزينة هذه المؤسسات الربحية والانتفاعية الغارقة في المحسوبية معدة أصلا لدفع معاشات طوابير الموظفين، الذين يقضي عدد غير قليل منهم معظم اوقاته في أروقة البلدية او أروقة قسم الجباية في "طق الحنك" واحتساء القهوة؟ ألم يتحدث الرئيس الموقر في حينه عن تحريك في الأقسام؟ وما هو دور مراقب البلدية الذي يتقاضى عشرات آلاف الشواقل شهريا؟ نعم، كانت الوعود بالمفرق والجملة، ولكنها تبخرت، ولا زال الحيز العام مستباحًا، وكل يوم نجد مقصفًا يبرز هنا وهناك على قارعة الطريق العام او على زاوية لافتة في الشوارع المركزية، اذ لا يزال الرصيف والشارع مستباحًا، ولا عقاب او حساب. ويقال ان بعض هذه المقاصف تشغل اضواءها ومعداتها مجانًا على حساب التيار الكهربائي التابع للبلدية، أي على حساب المصلحة العامة. وفي غضون ذلك، لا تزال مركباتنا تهوي الى حفر سحيقة في شوارع بلدتنا الحزينة، لتحيلها الى كومة من الخردة، ولا حياة لمن تنادي...!
* عّرج على عين خالد واخشع يشجي قلبك ما شجاني! لم يكن الانهيار الترابي الخطير للشريان الحيوي الموصل بين حي المصايات وحي عين خالد في مدينتنا ام الفحم بالنبوءة او المفاجأة، التي ستقع على رأس المواطنين او أصحاب السلطة في البلدية كالصاعقة في يوم مشمس، بل ان كل الإشارات من هناك كانت تنذر بوقوع كارثة كالذي حصل تماما خلال موجة الامطار الأخيرة. لا اعلم ضمن أي سلطة نفوذ تقع هذه الاحياء، لعلها تتبع الى مناطق نفوذ ليست تابعة لام الفحم. وسألقي بالملامة هذه المرة كعادتي عليك أيها المواطن المسكين، يا دافع الضرائب والأرنونا لقاء الخدمات التي توفرها لك البلدية من باب العطف والاستجداء. فقد كان جديرًا بكم، يا سكان هذه الاحياء المطوية عميقا عن بال وتفكير مهندس البلدية او المخطط الذي يضع الخطط الخمسية لترميم الاحياء المهمشة والخطيرة، ان لا تصمتوا امام هذا التجاهل. لقد كنا ولا زلنا احياء نرزق وشهادت، منذ عقود طويلة، على الخطر المحدق بأهلنا سكان المنطقة، وشهدنا على بسالة رئيس البلدية المتقلد في حينه مقاليد السلطة حديثا حين هب لفتح الشارع المغلق بفعل الانهيارات الصخرية والترابية في شارع حي عين خالد المنكوب. ولكن ما الذي تغير من حينه؟ وما الخطط التي وضعت منذ ذلك الوقت الى لحظة الانهيار الخطير الأخير؟ ألم يكن بمقدور مهندس البلدية او أعضاء المجلس البلدي الضغط لإتمام هذا المشروع ، وتوفير الميزانية لإنشاء مشروع معد وفق معايير هندسية، ام ان المواطن المسكين دافع الارنونا كان عليه التفكير نيابة عنكم لإنشاء المشاريع الحيوية اتقاءً للخطر؟ كان عليك، انت أيها المواطن، المبادرة الى تولي أمور حياتك وبلدك، وترميم شوارعك بنفسك، فـ"ما حك جلدك مثل ظفرك"، ولا هم عن ظهرك نزلوا، ولا هم الى مآسيك يلتفتون! لم تعد تنحصر مآسينا، على ضوء التأثير الذي يشاع انه واضح وجلي في حياتنا، بالحفر والمطبات التي تهلك الصحة والمركبات، بل تتخطاها الى ابعد من ذلك بكثير. ونحن نودع اعوامنا المتسارعة الى الرحيل، كانت لا زالت مستعصية وعصية حلول الحاوي السحرية التي وعد جمهور مراقبيه بها، عن الخروج أخيرا من جرابه السحرية. وعلى عكس رواد المسارح الهزلية، او رواد السيرك الباحثين عن التسلية والضحك في نهاية كل مقطع، يقوم به الحاوي او البهلوان بإتقان ومهنية ليستل الابتسامة من فم الجمهور المتعطش للإثارة، كان حواتنا لا يفلحون الى اللحظة الا في تسريع إدرار دموعنا من مآقينا التي اتعبها طول انتظار انفراج ازماتنا، من جراب حواة الوعود الواهية!
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |