|
|
|
نلتقي لنرتقي..!...بقلم: محمود تيسير عوادالتاريخ : 2022-03-25 07:47:03 |* المصلحة العليا للانظمة فوق كرامة الشعوب خلق الناس ليتعارفوا، ومن ثم ليتحابوا لو كتب لتلك العلاقات النجاح، والتي ما كان ليكتب لها النجاح أصلا لو لم تبنَ على الاحترام المتبادل والتفاهم الخاليين من المنفعة. لم تقتصر التبادلات والتعاملات البشرية، على مر ازمنتها المتعاقبة، على التبادل التجاري والاقتصادي والمقايضات فقط. بل كان تبادلا ادبيا واخلاقيا واجتماعيا، قبل ان تداس تلك المعايير، للأسف، تحت سنابك المنافع المادية الخالصة، والتي أودت ولا زالت بالبشرية المتهالكة تبادلاتها المالية الربوية، كتهالك تبادلاتها وتعاملاتها الثقافية والاجتماعية والأدبية.. تعاملات وتبادلات أصبحت مغلفة بالطابع العنصري المقيت، او القومي النتن، او الطبقي الاجتماعي البغيض، والديني المسيّس البعيد عن الدين كبعد السماوات عن الأرض. وكما التقاء المطر بالأرض ميلاد ونمو، كان حريًا بسكان هذا العالم الالتقاء للاستمرارية والنماء، وليس للهدم والخراب، دون فوارق طبقية، تخلق الحواجز الدينية والقومية والاجتماعية، تحت مسميات بشرية مرفوضة، لا تصب في صالح الناس وملايينهم المهمشة. فهي بقيت تزيد من تلك الفوهات والفوارق، التي اغنت القلة من السادة وافقرت وجوّعت وهمشت العبيد، كما أرادوا لهم ان يكونوا. كل ذلك في الوقت الذي ولد ابن آدم حرا، دون أي علاقة لحريته، بلون بشرته، وقوميته، ودينه. وبقيت النظرة الفوقية للسادة هي من تحدد معالم ونوعية العلاقات والتعاملات مع من هم سواهم، وبقيت سياسة الكيل بمكيالين اتجاه الشعوب المضطهدة هي السياسة السائدة، مع العلم ان العالم المتنور، كما يحلو له ان يطلق على نفسه بهتانا، يتغنى بالحريات ليل نهار ويسن القوانين الكفيلة بحماية الحريات. وبقيت البشرية المتمثلة بسادتها تتغنى في العلن بالعمل على اجتثاث آفة العنصرية والفوقية في المحافل الدولية والاجتماعات المنقولة في بث حي ومباشر. ولكنها كانت تتعمق تلك الشروخ والهوات والفوارق بين سكان البشر، بل وازدادت العنصرية المغلفة بالقومية النتنة، وبقيت تعشعش في فكر السادة وتحدد اجنداتهم، وهم الذين حكموا البقية من منطلق العلاقة والتعامل مع العبد وسيده، الحاكم والمانح والحنون.. سياسة التجويع والافقار، سياسة من شأنها تعزيز سياسة الاقتراض من تلك الدول الغنية لبيع الناس قوتهم، الذي يزرع بعرقهم وسواعدهم العارية المنهكة بأسعار فاحشة، لا تزيد الا ادرار المليارات من العملات الصعبة الى خزينتها، وافراغ جيوب الفقراء الخاوية أصلا، بطونهم قبل جيوبهم! وأيضا خلال العواصف، العاتية الحالية، التي تعصف بالبشرية جمعاء، والتي لم تقتصر تداعياتها على هذا العرق البشري او سواه، او هذه الأقلية المهمشة او تلك، بقيت تحكم البشرية وتتحكم بأرزاق افرادها قلة قليلة من البشر لا تراعي فيهم أي معيار بشري. وجل همها تعزيز سياسة الترويع، من خلال اشعال فتن في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي تأجيج نيران الحروب بواسطة اذكاءها بالمزيد من مسرعات الاشتعال. ةكنا على موعد مع الكثير من الوعود والعهود المكتوبة، والموثقة منذ انتهاء الحربين العالميتين، والتي قسّمت على أثرها الشعوب وتجمعاتهم تقسيما اثنيا وقوميا تبعا لمصالح الدول العظمى. وهي هي من داست كرامة الشعوب الى هذا اليوم. وهي هي من تتغنى بكل وقاحة وصلف بالحريات وصون الكرامة الآدمية، في الوقت الذي كانت تعزز أسس العنصرية وتعمل على نشر بذورها في كل بقعة من بقع العالم، لافتعال الازمات لاحقا كما اسلفت، وفقا لمصالحها، والظروف والمتغيرات الجيوسياسية. * مع الأم مجددًا ومن الأيام التي تم تصديرها الى الشرق المستهلك، يوما أطلق عليه البعض، يوم الأم.. صراحة كانت تستوقفني هذه الأيام والمسميات الغريبة عنا، في مهمة التمعن في فحواها ومضامينها، لأجدها فارغة من أي مضامين فعلية، تفتقر الى دفئ امهاتنا الذي ما خفتت جذوته للحظة طيلة أيام السنة او على مر سني اعمارهن ، اعمار فنيت في اعداد أجيال الى العالم وتصديرها الى شتى الميادين بعد تسليحها بالحنان أولا ، والعزيمة ثانيا وما الذي نعلمه نحن عن امهاتنا لنختزل ايامهن الحافلة بالعطاء في يوم واحد. لم اعد استغرب صراحة من كم النفاق المغدق على تلك الأيام التي يحتفل بها البعض، ومنها يوم الام. لم تكن الام يوما يوما عابرا ولا ذكرى تلقى على شرفها الحطابات والعبارات الرنانة وتنثر عند اقدامها الرياحين الفواحة. كانت ولا تزال امي وامك وامها عالما لا حدود له، وآفاقا مترامية الى خارج نطاق الكون، ام جعلت الجنة تحت اقدامها، من غير المعقول اختزالها بيوم. واي منطق هذا الذي بات يحكم تفكير البعض من المحتفلين بهذا اليوم، في الوقت الذي كان كل يوم هو عيدها، وكل ثانية وساعة من عمرنا بلا دعواتها النابعة من قرارة القلب. هي مجرد أيام بلا معنى ولا طعم ولا رائحة، وبقيت ربتة يديها الطاهرتين ولمساتها السحرية امي، ذلك الفنار الذي تهتدي به الى بر اماننا ابان ابحار سفننا في محيطات هذا العالم مترامي الأطراف. امي يا ملاكي يا حبي الباقي الى الابد... ولم تزل يداك ارجوحة ولم ازل ولد تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |