لم نفاجأ من قرار قسم التغطية على جرائم الشّرطة، والمسمى "قسم التحقيق مع أفراد الشرطة / ماحش" بإغلاق ملف قتل شرطتهم لشهيد هبّة الكرامة الطالب الثانوي، ابن الـ 17 عاما، محمد كيوان، من مدينة أم الفحم، والذي أصيب برصاصات الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت عليه بدم بارد يوم 12.5.2021، ليستشهد يوم 19.5.2021، فقد اعتادت المؤسسة الإسرائيلية بكل أجهزتها على إلحاق الجريمة بجريمة مثلها أو أسوأ منها.

وإننا نتساءل أمام هذا المشهد الذي يتكرر أمامنا منذ عقود، وخاصة منذ هبّة القدس والأقصى: ماذا يعني "إغلاق ملف التحقيق لعدم توفر الأدلة"؟!!

وما هي الأدلة المطلوبة حتى يتأكد ارتكاب الشرطي لجريمته؟!!

كانت هناك قوة من الشرطة أطلقت النيران على السيارة التي كان الشهيد داخلها على مفرق البيار (ميعامي). فكيف يمكن إقناع أحد بعدم وجود أدلة على إطلاق الرصاص من سلاح الشرطة؟؟!!

لقد زعمت الشرطة يوم وقوع تلك الجريمة أن سيارة حاولت دهس أفرادها، ولذلك أطلقت النار على السيارة. وهذا يؤكده بيان الشرطة التي تبرر دائما جرائمها بالدفاع عن نفسها. فإذا كان هذا هو الحال، فإن الشرطة تعترف أنها هي التي أطلقت النار. ولأنها جهة رسمية فإن الأسلحة والذخيرة كلها مسجلة بالأرقام التسلسلية، ومن السهل تحديد السلاح الذي أطلت منه النار، فكيف يمكن عدم توفر أدلة؟؟؟

إن هذا يحدث فقط في الدول التي ليس للعدالة فيها مكان ولا دور. والمؤسسة الإسرائيلية تتعامل معنا في الداخل الفلسطيني، بأنه يجوز سفك دمائنا دون أن يحاسب أحد.

إننا نؤكد وقوفنا إلى جانب عائلة الشهيد التي طُعنت مرتين؛ بقتل ابنها وبالتستر على قاتله، وندعم كل خطوة تراها مناسبة بخصوص هذا الملف الذي يجب ألا يُغلق على المستوى الشعبي والحقوقي.

كما نؤكد أن تجربة مجتمعنا الطويلة والدامية مع هذه المؤسسة الظالمة وشرطتها، التي تمارس قتل أبنائنا بدم بارك، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما يسمى بقسم التحقيق مع الشرطة متواطئ، ويسعى دائما إلى اختلاق مبررات للتغطية على القتلة ولإغلاق ملفات التحقيق عندما يكون الضحية عربيا.

كذلك فإننا-كلجنة حريات- ندعو جميع المؤسسات الحقوقية إلى ما يلي:

أولا: بذل جهودها القانونية والحقوقية لفتح هذا الملف من جديد، حتى يقدم قتلة الشهيد كيوان للمحاكمة.

ثانيا: علينا جميعا في الداخل الفلسطيني العمل على إخراج مسؤولية التحقيق مع أفراد الشرطة من يد هذا القسم المتواطئ، وإعلان عدم ثقتنا بتحقيقاته، وبذل كل وسيلة من أجل تحقيق عادل وحقيقي ضد أفراد الشرطة بوجود جهات تحقيق غير إسرائيلية.

- دماء الشهداء أمانة في أعناقنا.

- دماء الشهيد محمد كيوان لعنة تلاحق القتلة.

​​لجنة الحريات

الخميس 15.9.2022