شيئًا فشيئًا وبسلاسة وحنكة، يقترب الاحمر الفحماوي من المرتبة الثانية المؤدية الى الدرجة العليا نهاية الموسم، مستغلا فوزه الصغير - الكبير على ريشون لتسيون، بهدف نظيف حمل توقيع المهاجم الواعد انس محاميد، في الحصة الاولى من اللقاء، مطلع الاسبوع.

وبفضل الفوز، الخامس للاحمر، ارتفع رصيده الى 20 نقطة، مندفعًا نحو المرتبة الخامسة، وعلى اثره قلص الفارق الى مسافة خمس نقاط عن المرتبة الثانية، لتتجدد أماله بصورة ملموسة في الارتقاء وتحقيق حلم طال امده وعمره.

وهكذا، انهى الاحمر اربع مباريات دون ان تهتز شباكه، وتحديدًا خلال 410 دقيقة، ما يدل على متانة وصلابة الحلقة الدفاعية، التي يقودها بنجاح الثنائي المميز عميد محاجنة والاجنبي البرازيلي ماركوس دانيز.

وكان جمهور غفير قد اصطحب الاحمر الى المباراة الاخيرة التي احتضنها استاد الدوحة في سخنين. وكعادتهم اشعلوا المدرجات نارا بهتافاتهم وصيحاتهم ملهبين حماسة اللاعبين، ومحفزين اياهم في استثمار كل ما يمتلكون من امكانات في سبيل حصد الفوز المرجو والمأمول. والجميل ان فريقه ردّ التحية بعرض مميز ونتيجة مشرفة، ضاعفت حظوظه في نيل مراده وغايته.

وفي القلعة الحمراء تسود اجواء غير مسبوقة من التفاؤل والآمال العريضة، لا سيما وان الفريق يشهد اندفاعة ويتواجد في اندفاعة مميزة، بجمعه 10 نقاط من 12 ممكنة في المباريات الاربع الاخير، مؤكدين ان العزف على هكذا منوال ووتر يعد الطريق الامن والافضل، لبلوغ اسمى وانبل الغايات بمعانقة المرتبة الثانية، التي تصعد بصاحبها الى الدرجة العليا.

وما زاد من حلاوة الفوز، عدا عن انه الاول على ريشون في تاريخ مواجهات الفريقين، عودة المهاجم الواعد انس محاميد ليمارس هوايته المفضلة باقتلاع الشباك وغزوها بالهداف ملعوبة، بعد صيام وامساك عنها في المباريات الثلاث السابقة، مؤكدًا انه مهاجم بارع وقادر على العودة بقصف المرمى بعد فترات صعبة.

ولعل ما يصطاد البصر والبصيرة في مباريات الاحمر ان اللاعب والعنصر الفحماوي بات ركنا رئيسيا في معادلة التشكيلة الاساسية، لدرجة انه يشارك في مبارياته كحد ادنى خمسة فحماويين، تاركين بصماتهم من خلال اداء قتالي واستبسالي يرفع الرؤوس والهامات معا.

الى ذلك، سيخرج الاحمر الى استراحة طويلة في الاسابيع الثلاثة القادمة، بسبب انطلاق المونديال الكوني في قطر. وسيجدد منافساته بمواجهة هبوعيل رمات غان، في مباراة ليست سهلة وتنطوي على الصعوبة والخطورة.

وفي غضون ذلك، فان الاحمر بصدد الاستغناء عن بعض من عناصره مع افتتاح شباك التنقلات، مطلع العام القادم. ومن غير المستبعد ان يضم مهاجما برتبة هداف. ومن الاسماء المرشحة عيدان شيمش، الذي يلعب لهبوعيل بيتح تكفا، وارتدى قميص الفريق في الموسم الفائت.

وعلمت "المسار الرياضي" ان المهاجم غاي دهان يقترب من العودة الى الاحمر، الذي ارتدى قميصه في الموسم السابق، وكان هدّافه الاول واحد اوراقه الرابحة. اذ ان عملية اسقدامه مجددا باتت محتملة وضمن حسابات ادارة الفريق، التي تميل برؤيته كعنصر مركزي في الخلقة الهجومية .

ومن جهة ثانية، فان الآمال بافتتاح استاد السلام بُعيْد المونديال مباشرة آخذة بالازدياد، كون وتيرة العمل تشهد نشاطا وتقترب من النقطة النهائية والانجاز، وبجهود مضنية ولافتة وبرعاية شخصية من رئيس البلدية الدكتور سمير صبحي، حيث وعد بان مباراة الكأس امام مكابي تل ابيب، منتصف الشهر القادم، ستجري في ام الفحم وعلى ارضية استاد السلام المتجدد بكافة مكوناته ومركباته.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال مدرب الاحمر ادهم هادية: "واضح بان فريقنا يسير بخطى ثابتة ومتسارعة نحو المراتب المنشودة، والفوز على ريشون لتسيون يؤكد جدية وبطولة لاعبينا في افراغ كل طاقاتهم من اجل الفوز".

واضاف ادهم هادية بقول: "آمالنا في الارتقاء شهدت ارتفاعا وصعودا، وخاصة بعد تعادل عكا وخسارة كابليو يافا، وفوزنا المستحق.. وكلي امل في ان نستمر بتقديم العروض القوية والممتعة والمتوجة بانتصارات باهرة ومميزة".

وتابع ادهم هادية يقول: "لدينا كادر واسع ورحب، وكل لاعب اساسي له بديل لا يقل مستوى وشانا عنه على مقاعد البدلاء، فهذا يعد امرا صحيا ونافعا لفريق عيونه نحو العلالي والمراتب العليا".

وانهى ادهم هادية يقول: "حقيقة مشاركة عدد كبير من اللاعبين الفحماويين ضمن التشكيلة الاساسية، مردّها بان الاحمر يسير على جبهتين مهمتين ومتوازيتين. الاولى تحقيق حلم الارتقاء، والاخرى بناء توليفة ومجموعة من اللاعبين الفحماويين ليكونوا نواة التشكيلة في المواسم القادمة.. وبهذه الوتيرة سيكون لام الفحم جوقة وكتبة مرعبة ورهيبة من ابناء المدينة، سيقودها نحو اهداف تليق بسمعة وهيبة المدينة وجمهورها العملاق".