|
|
|
فلسطين الحاضر الاكبر في مونديال قطر! .... بقلم: احمد كيوانالتاريخ : 2022-12-02 09:15:41 |ربما ظن الاحتلال الاسرائيلي بينه وبين نفسه انه سيكون نجما مميزا في قطر، كيف لا واتفاقات ابراهام التطبيعية اصبحت من المحيط الى الخليج؟! ولماذا لا يظهر هذا الاحتلال عضلاته، وقد طالب بسفر مباشر بين تل ابيب والدوحة لنقل عشرات الاف الاسرائيليين، وكان لهم ما ارادو؟! وطالبوا بقنصلية مؤقتة نظرا لعدم وجود تمثيل دبلوماسي بين قطر واسرائيل، "لحل الاشكالات التي قد يواجهها الاسرائيليون هناك"، وكان لهم ما ارادوا ايضا. وقد استعد الاحتلال لنقل الصورة التي كان يمنّي نفسه بها "السوبرمان الاسرائيلي"، الذي يصول ويجول بها وكأنه امبراطورية الشرق الاوسط. لكنها يا "فرحة ما تمت"، فالتطبيع الذي روّجوا له منذ سنوات لم يصمد هناك، وتهاوى كما لو انه من الكرتون. اذ ان الشعب العربي، ومن كل الاقطار، ظل بعيدا عن الاسرائيليين. وغالبيته رفض ان يتحدث مع وسائل الاعلام الاسرائيلية. وعندما كانوا يقدمون انفسهم بانهم من اسرائيل، كانت اصوات الاستهجان والاستنكار تتصاعد في وجوههم، تهتف باسم فلسطين وتنكر وجود شيء اسمه اسرائيل. وظل هؤلاء الصحافيون يحاولون إحداث اي اختراق، وقد فشلوا تماما. وربما سيدركون الآن ان السلام الموهوم والمزعوم مع الدول المطبعة كان سرابا، ولم يكن البضاعة المطلوبة. وراحت جوقات الدعاية الخاسرة والبائسة واليائسة تبحث عن ماء يستر وجهها، الذي لم تتوقع ان يصاب بخيبة كهذه فاستدارت رأسا على عقب. وبتوجيه حكومي لم يتوقع هول الصدمة، راح ينصح مندوبي وسائل الاعلام باتخاذ الحذر الشديد والعودة في حال الضرورة، و"المشجعين" الاسرائيليين بعدم القدوم الى قطر لأنه "لا امان للإسرائيليين هناك"، حسب ! وسبحان الله، فهناك الملايين من كل القارات، وكل الوافدين شعروا ويشعرون بالراحة والطمأنينة، ولم ينقص احدا منهم شيء، ام ان الاسرائيلي هو "سوبرمان" من فصيلة اخرى ويحتاج الواحد منهم عشرة من رجال الشرطة للحفاظ على امنه. وهم وبعظمة اللسان من طالبوا السفر المباشر والقنصلية المؤقتة لترتيب الاحوال. فكيف انقلبت الصورة؟ وكيف اصبحت قطر، بين عشية وضحاها، معادية لهم، وهي التي عرفتهم قبل غيرهم، ومن المطبعين من ايام رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم. فلماذا اسقط في ايديهم الآن؟ وهل اصبحت اتفاقات ابراهام جزءًا من الماضي؟ دعونا ننتظر القادم من الايام، وبعد تشكيل حكومة المستوطنين والعنصريين. وقد يجدون غالبيته دول العالم وشعوبها امام هذه الجوقة، التي افرزتها الديمقراطية الاسرائيلية. وقد قلت لكم سابقا، وها انا اكررها الآن، بان الازمة في اسرائيل ستبقى قائمة بينما كل شيء في هذه المنطقة يتغير ويتحرك ويتبدل. فمن كان يصدق ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في قطر؟ فالمسألة كانت لقاء استمر ثلاثة ارباع الساعة، وليس كما قيل سابقا مجرد مصافحة عابرة على هامش افتتاح المونديال. ولن نستغرب انه، وفي اول فرصة ممكنة، سيلتقي الرئيس التركي بالرئيس الاسد، إمّا في سوتشي في روسيا او طهران، لان ما يرشح من معلومات يؤكد صحة ذلك. فالاتراك على ما يبدو حسموا امورهم ولم يعودوا يثقون بالامريكيين، الذين وقفوا مع اليونانيين خصوم تركيا، وكذلك مع جماعة "قسد" الكردية الانفصالية التي تلعب على كل الحبال. وقد تلجأ الى روسيا اخيرا، اذا ما تحرك التركي ضدهم. وهذا الكلام يعني ان هناك شيئا كبيرا سيحدث في الشمال السوري، يتقدم فيه الجيش العربي السوري ليضبط حدوده مع تركيا. وهذا يعني كذلك انهاء البؤرة الكردية، وانهاء وجود الامريكي الداعم لها. فهل الامريكي قادر ان يقف امام تحديات كبرى امامه؟ وهناك رمال متحركة والساحات جميعها مفتوحة على كل الاحتمالات. ومن حق "السوبرمان" الاسرائيلي ان يقلق من قادم الايام، فالتشكيلة التي يقوم بصياغتها بنيامين نتنياهو ليس ما كان يتمناه. ولا ادري كيف سيتخطى ازمته، التي تقضّ مضاجعه، فـ"هذه بضاعتكم رُدّت اليكم"...!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |