www.almasar.co.il
 
 

منح "جائزة شيرين ابو عاقلة" للصحفيات فاطمة خمايسي وملاك عروق ونجمة حجازي

في اليوم العالمي لحرية الصحافة اقيم في مركز اعلام بالناصرة نقاش مثرٍ...

مسيرة احتجاجية في ام الفحم مطالبة بوقف الحرب المدمرة على غزة

شارك المئات، مساء اليوم، الجمعة، في مسيرة بمدينة أم الفحم احتجاجا على...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

رحل في دمشق عن 95 عاما... هل كان شعر شوقي بغدادي ضحية مهنته الثانية؟ بقلم: محمد منصور*

التاريخ : 2023-02-03 22:57:50 | عن: القدس العربي



في عام 1992 كنت أجري تحقيقا صحافيا لمجلة «الكفاح العربي» اللبنانية المحتجبة، عن حاجة الأدباء لممارسة مهنة ثانية لأن الأدب لا يطعم خبزا، وعن أثر هذه المهنة على نتاجهم الأدبي. كان من بين من التقيتهم الشاعر شوقي بغدادي باعتباره مارس مهنة التدريس في ثانويات دمشق لمدة تزيد عن الأربعة عقود، وقد شكا لي حينها من أثر التدريس في شعره بالقول:
«مهنة التعليم بالذات، هي مهنة تجعل المعرفة الصعبة سهلة، والغامض واضحاً، والمعقد بسيطاً. إنها المهنة التي لا يمكن ان ينجح فيها إلا من يتقن فن التبسيط والتوضيح والتنظيم مع التركيز على الجوهر، ولكن الفن قد يرفض أحيانا كل هذه المواصفات. فهو لا يحتاج إلى التوضيح الذي يستخدمه المعلم في درسه أمام الطلاب، ولا للمنهج المنظم الدقيق الذي يخضع له ويستخدمه استخداما مثمرا أمام عقول غضة، ولهذا السبب أجد في شعري خاصة، مقاطع فائضة عن الحاجة ، لم يكن لها من وظيفة سوى توضيح ما أعتقد أنه غامض، أو طرائق في التعبير تلح على تفسير الأشياء بدلا من التلميح إليها، وهذا ما أوقعني أحيانا في ما يشبه التعليمية أو الخطابية أو التفسيرية، التي يتصف بها درس المعلم الناجح. والحق يقال إنني انزلقت إلى هذه المطبات أحيانا، ولم أجد من ينبهني إليها في وقتها، إلا أنني كنت أحس بها إحساسا مبهما أول الأمر، ولكن سرعان ما اكتشفت هذا العيب، وعرفت أن ما يتطلبه الدرس والخطاب مختلف نوعيا عما يتطلبه الشعر والقص الفني».
تكشف هذه الشهادة الاعترافية الثمينة، أن أثر مهنة التدريس في شعر شوقي بغدادي كان مؤذيا إلى حد ما، وبمقدار ما أعطت هذه المهنية النبيلة لشوقي بغدادي القاص، صاحب مجموعة «حينا يبصق دما» التي صدرت عام 1954 قبل مجموعته الشعرية الأولى «أكثر من قلب واحد» بعام، فرصة عظيمة للتعرف إلى مشكلات الأجيال، والاحتكاك بها في سن التكون والتفتح الأولى، والتعرف على الطبقات والأهواء الاجتماعية، بمقدار ما جعلت شعره أسير هذه الخطابية والتفسيرية، خصوصا في دواوينه الأولى.
ففي ديوانه «أكثر من قلب واحد» تبدو قصيدة «بيتنا المهدد» بكل عذوبتها وتماسكها وإيقاعها الهادئ، قصيدة نموذجية تصلح للتدريس للأطفال في مناهج الدراسة الابتدائية، ترسم صورة الحياة اليومية للبيت بصور سهلة واضحة أقرب إلى صور النشيد:
يا بيتنا ودربُهُ الصغير حلو، حرجُ
شباكه يطل مثل طفلةٍ تبرّجُ
وإخوتي أمامه صياحهم مؤجّج
أسماؤهم على الجدار ذكرياتٌ تلهج
وأمّنا جالسةً تصرخ، ثم تنسج
أحبه... فسحتهُ وبابهُ والدرج
يضحك لي كأنما جدرانه، تختلجُ

 

لكن قصيدته «أغنية إلى موسكو» من الديوان نفسه، تقدم لنا مناخاً خاليا من هذه العذوبة، ينحو نحو الخطابية الفجة مأخوذاً بموضة التغني بالحلم الاشتراكي في خمسينيات القرن العشرين:
ونهضت معامل واستطالت مداخن وفاز بالصلب كير
دخانها.. كأنما كل صدرٍ أرسله.. فهو اللهاثُ الكبير
وانسرحَ التراكتور في كل أرضٍ تغرف كفاه ويُغني الهدير

 

 

أما قصيدته «خطوات صامتة» فتبدو خطابا ثوريا مملوءا بالحماسة الجوفاء ويفتقد للنضج حين يدعو الثائرين، الذين تطهروا للساعة المنتظرة، إلى خوض «مجزرة»:
تطهروا تطهروا للساعة المنتظره
واغتسلوا بالنوروالحماسة المدخره
واحترقوا بالوجد والعقيدة المستعره
ووحدوا الأصوات في الأغنية المعبره
تطهروا غدا تجيء الساعة المنتظره
وتقرع الأجراس تدعونا لخوض المجزره

 

 

لم يكن هذا الديوان ينبئ بشاعر واعد بالمعنى الفني للكلمة، وإن لقي احتفاء حينها من شلة اليسار في الوسط الثقافي السوري، في ظل بروز استقطابات وسجالات نقدية كان شوقي بغدادي طرفاً فيها، حين اتهم حينها الشاعر نزار قباني بأنه يمثل «أدب المرأة الفاجر» وحين كتب عام 1957 مقاله الشهير ـ وهو أمين سر رابطة الكتاب العرب ـ في العدد (302) من مجلة «الأحد» والذي يقول فيه: «لنبدأ قبل أن يستفحل الأمر، ويحل أدب المرأة الفاجر محل الأدب الذي يجب أن يرتفع إلى مستوى الأحداث، ويكون انعكاساً لحياة الناس الشرفاء.. قبل أن ندخل في عصر ينظم فيه شاعر كالقباني القصيدة التي لم تُنظم بعد في... الطمث».
وليس هدف هذه المقالة العودة إلى بدايات شوقي بغدادي لاعتبارها مقياسا لمدى شعريته، ففي بدايات كل شاعر كبير الكثير مما لا يشبه ولا يكاد يمت بصلة إلى مراحل نضجه اللاحقة، لكن ما أردت التوقف عنده هو شكوى اشوقي بغدادي من أنه لم يجد ناقدا ينبهه إلى ما كان ينطوي عليه شعره ـ باعترافه ـ من خطابة وتفسيرية لا لزوم لها. إن أجواء الاستقطابات السائدة في تلك المرحلة والتي تمتح من انتماءات سياسية متضاربة، لم تكن تسمح بأن يستمع شوقي لهذا الناقد الغائب أو المغيب في زحمة المناحرات والسجالات، كما أن التصنيف الأيديولوجي ربما ساهم في إلهاء النقاد عن تأمل جوهر العيوب الفنية في هذه التجربة الشعرية أو تلك.
رحل شوقي بغدادي بعد أن عاش ما يقرب قرنا من الزمان، عاصر فيه الكثير من الوجوه والأحداث والتقلبات والعهود السياسية، ورأى انهيار التقاليد الأدبية في اتحاد الكتاب العرب المسيطر عليه من قبل مخابرات الأسد. قاوم الضغوط والضوابط ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وحاول أن ينجو بأقل الخسائر، وقد تفاوت نضج تجربته الشعرية بين ديوان وآخر، لكن ذلك كله لم يحجز له مكاناً مستحقا بين كبار شعراء سوريا، وإن ظل اسمه في وجدان الثقافة السورية مرتبطاً بكونه شاعراً معترفا به، كتب القصة وكتب المقالة الصحافة، وألقى العديد من المحاضرات والأمسيات في المراكز الثفافية وكان أديبا نبيلا في أي منبر تسلم إدارته، نزيها ومحبا للمواهب الشابة، ومنصفا لها بذائقة نقدية لم تتوفر له في بداياته المسكونة بلوثة الأيديولوجيا. وربما كان أجمل تلخيص لتجربة الشاعر ما كتبه في (ديوان الفرح) الصادر عام 2010:
«آهٍ على دنيا كسرتُ زجاجها جهلاً
ولو خيرتُ لاسترجعتها
وبنيت من ذاك الركام مدينةً
أو قريةٌ، أو غرفةٌ
وسكنتها»

 

** كاتب وناقد سوري


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR