وانتظر الاصفر الفحماوي، الذي خاض لقاء وعرا وملغوما امام اتحاد باقة الغربية حتى الدقائق الثلاث الاخيرة من عمره، خلاله استثمر الواعد انيس حسن احمد انيس حماد ركنية مرفوعة بأقدام اسلام مواسي، طار لها انيس ببراعة ونطحها الى عمق المرمى، مانحا هدف الارتقاء ومعلنا عن بدء الاحتفالات وحلقات الرقص والدبكة في المدرجات. ولينقل بذلك فريقه من سراديب وزنازين الدرجة الثانية الى شرفات ومنصات الدرجة الاولى، بفوز رأى مكابي ام الفحم النجوم نهارا، قبل ان تسبح في الفضاء في الليالي الكريمة.

ومع عودة انصار الفريق والقوافل الى ام الفحم، تواصلت مشاهد الافراح والحبور، وخاصة في منطقة الشاغور معقل الجمهور الاصفر، الذي فاضت شوارعه بدموع البهجة الباردة، التي انهمرت بكثافة من عيون المشجعين العائدين من المباراة احتفالا وابتهاجا بعيد سبق العيد المبارك.

هذا، ويشار الى ان رئيس البلدية الدكتور سمير محاميد انتصر للاصفر ورافقه الى مدينة باقة الغربية، وحضوره كان فأل خير، اذ منح الثقة والآمال ورفع من حرارة الاجواء على المدرجات، التي عزفت الحانا ومعزوفات جديدة مع تسلم كابتن الفريق حمادة انور جبارين درع الارتقاء والبطولة من عضو الاتحاد العام لكرة القدم احمد ابو العم.

وفي القلعة الصفراء يؤكدون ان فريقهم حقق مآربه واهدافه بفضل كادر خليط من اللاعبين المجربين المرصع والموشح بثلة من المواهب الفحماوية الصاعدة، وبقيادة المدرب فايد حسون ابن دالية الكرمل، صاحب حصة الاسد في الارتقاء، كونه قلب الموازين في الفريق مهنيا وبدنيا ومعنويا، خلال فترة زمنية قصيرة جدا، باعتبار انه تسلم المفاتيح المهنية في الربع الاخير من الموسم. وبعهدته لم يخسر الاصفر ولو في مباراة واحدة، لكنه سجل تعادلا يتيما، وفاز بجميع المباريات.

هذا، ومن المقرر ان يقيم الاصفر احتفاله الرسمي بمناسبة الارتقاء، مساء اليوم الجمعة في الساعة التاسعة مساء في قاعة "ابو سرور" للافراح، بدعوة عامة وبرعاية بلدية ام الفحم، وسط توقعات بان يكون ناجحا وعلى قدر التوقعات بجمع مبلغ يساهم في بناء ميزانية تليق بفريق قمة في الدرجة الاولى، كون ادارة الفريق ستحدد نواياها المستقبلية وفق حجم التبرعات وقيمتها المتوقعة ان تكون سخية وكبيرة نحو تهيئة فريق مرموق في الاولى، وله كلمة مسموعة ورنانة.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال اداري الاصفر فادي صالح محاميد: "مبارك لفريقنا بلاعبيه وجمهوره وللكرة الفحماوية وللكرة العربية، التي ستحتضن فريقا آخر في الدرجة الاولى. فكل عبارات الشكر والامتنان والعرفان لانصار الفريق، ولكل من دعمه ورعى مسيرته المظفرة.. وحقا، الكلمات تعجز عن التعبير عما يجيش بالقلب والصدر من مشاعر حيال هذا الانجاز الهائل والكبير".

واضاف يقول: "ما اثلج صدري هو الدعم والمؤازرة الني تلقاه فريقنا من الشارع الرياضي الفحماوي.، ما يؤكد اننا نعمل على تمثيل مدينة ام الفحم بأبهى صورة ممكنة، فضم فريقنا للاعبين فحماويين من الحارات الاربع يؤكد بان الاصفر مللك وارث فحماوي خالص، وان ابوابه مشرعة امام الجميع في الانضواء تحت ظلاله".

وتابع فادي صالح يقول: "الارتقاء لم يكن سهلا، وتحقق بعد معاناة وجهود كبيرة واعصاب وتوتر، بدليل انه انجز قبل نهاية الموسم بثلاث دقائق، وبعد نوبات من القلق والهم. لكن طعم الارتقاء يبقى مميزا وطيبا، وخاصة ان فريقنا انهى فترة جهنمية في الدرجات المنخفضة، واستعاد هيبته ووقاره بعد مشقة وكبد وتعب لا يعلم حجمها الى الله، لدرجة اننا لم نعش اجاء رمضان لثقل المهمة وصعوبتها".

وانهى فادي صالح يقول: "اليوم سنقيم احتفالا رسميا لأبطالنا الشجعان من اللاعبين، تقديرا لتفانيهم وتألقهم مع المدرب فايد حسون على صنع الانجاز، وبدعم لا محدود من انصار الفريق ومحبيه.. وكلي امل في نجاح الاحتفال وتحقيقه اهدافه، كونه سيلعب دورا مركزيا في كشف بعض من بنود مخططنا وبرنامجنا للموسم القادم. وادعو الجميع لحضوره، فالدعوة عامة، واهلا وسهلا بالجميع وبكل من يشرفنا بعرس فرساننا البواسل".

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال مسجل هدف الفوز، عفوا، الارتقاء الى الاولى، الموهبة الصاعدة انيس حسن حماد: "الشعور لا يوصف وفي السماء، لا سيما وان الهدف كان السطر الاخير في حكاية المنافسة على خطف البطاقة المباشرة الى الاولى، اذ دخلت بديلا، واثناء مرحلة التسخين والاحماء من على الخطوط، جاءني زميلي حمادة انور، وقال بانك ستدخل لحسم المباراة وانهائها لمصلحتنا.. وبالفعل هذا ما حصل، فتقدمت وصعدت الى الامام لمساعدة الفريق في ركنية، احسنت استغلالها براسية من اعماق وخلجات القلب راسا الى الشباك تحولت الى هدف بقيمة الذهب الاصفر".

وتابع اللاعب الواعد انيس حسن يقول: "الانجاز هو الاول على المستوى الشخصي وفي مسيرتي الكروية، وارى به فاتحة خير وبداية لمشوار كروي حافل بالعطاء والاجتهاد. فارتقاء فريقنا المستحق وبعد منافسة مسعورة عوضني كثيرا عن الغياب في مباريات عديدة بداعي الاصابة، اذ تغيبت عن عدد من المواجهات لهذا السبب، قبل ان اعود في اللقاءات الاخيرة والمشاركة كبديل، من منطلق العودة تدريجيا، الى مكاني الثابت والطبيعي والاساسي كظهير ايسر".