وقال الأمن الإسرائيلي ان منفذ عملية تل أبيب هو يوسف أبو جابر من مدينة كفر قاسم، واستعمل سيارة عائلته في تنفيذ العملية.

وبحسب "كان"، فقد أفاد التحقيق الأوليّ بأن المركبة التي استقلها الشهيد، تعود إلى زوجته، وليست مسروقة، كما ادعت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية في البداية. كما أكد أن ما زُعم أنه سلاح حقيقيّ، لم يكن سوى "لعبة بلاستيكية".

وفي الصدد ذاته، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ، بأن والد منفذ العملية المزعومة، من الضفة، ووالدته من كفر قاسم.

وكشف بيانان صدرا عن الشرطة، تناقضا كبيرا، إذ زعم الأول أن سلاحا كان بحوزة المنفذ، فيما أكد آخر أن ما زُعم أنه سلاح، لم يكن كذلك، في حين أشار التحقيق الأولي إلى أن الشهيد كان بحوزته "سلاح لعبة بلاستيكي"، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي العامة ("كان 11").

ولم تنشر الشرطة أي صورة للسلاح الذي ادعت في البداية، أنه كان بحوزة المنفذ، كما لم يؤكد جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، أن خلفية العملية، هي خلفية قومية، وهو ما يناقض عمليات مماثلة، نُفذت في وقت سابق.

كما أن البيان الأخير الذي أصدرته الشرطة بشأن ما حدث، ذكر أن "ملابسات الحدث، يجري التحقيق فيها من قبل الوحدة المركزية في لواء تل أبيب، ومن قبل الشاباك".

ورغم ذلك، اقتحمت قوات من الشرطة والشاباك، منزل أبو جابر، وعبثوا بمستلزماته، وصادروا بعد الأوراق والأغراض، كما حققوا مع جزء من أقرباء المنفذ في المنزل، واقتادوا جزءا منهم إلى محطة شرطة كفر قاسم، للتحقيق معهم.

وقال قريب العائلة إن "العائلة لا تصدِّق أن يوسف، قد أقدم على أمر كهذا، ولا تزال تستبعد أن تكون عملية قومية".

وشدد المصدر ذاته على أن "يوسف لديه عائلة مكونة من زوجة وخمس بنات، وهو يعيلهم بشرف، وأب مثالي، وخلوق، يعرفه الكثير بحسن أخلاقه". ونفت عائلة ابو جابر ان يكون ابنها نفذ العملية وتقول ان سيارته سرقت وبداخلها هويته.

وارتفع بذلك عدد القتلى من جراء العمليات التي نُفّذت، منذ بداية العام الجاري إلى 18 قتيلا.

وفي بيانها الأول الذي أصدرته الشرطة، ذكرت أن "سيارة مسافرة من الشمال إلى الجنوب، صدمت أربعة أشخاص بالقرب من منتزه 'تشارلز كيلور'" في تل ابيب، مضيفة أن "ضابط شرطة كان في محطة وقود قريبة، سمع ضجيجًا، ولاحظ سيارة مقلوبة رأسًا على عقب، والعديد من الأشخاص ممددين على الأرض".

وذكر البيان أن "الشرطي اقترب من السيارة مع مفتشي شرطة بلدية تل أبيب، ولاحظ أن السائق كان يحاول الوصول إلى السلاح الذي بحوزته... فقام الشرطي والمفتشون بتحييد السائق وقتلوه"، على حدّ زعم الشرطة، التي لم تنشر أي صورة للسلاح الذي ادعت أنه كان بحوزة المنفذ.

وفي بيان أصدرته لاحقا، يحوي تناقضا مع بيانها الأول، ذكرت الشرطة أن الضابط الذي كانت قد أشارت إليه، برفقة أفراد الأمن الآخرين؛ قد "رصدوا السائق وهو يحاول الوصول إلى شيء يشبه البندقية كان معه، وحيدوه".

يأتي ذلك فيما كان متطرفون يهود من عصابة "تدفيع الثمن" الإرهابية، قد اعتدوا فجر الجمعة، على مدينة كفر قاسم، وأحرقوا سيارات للأهالي، وخطّوا عبارات عنصرية معادية للعرب؛ كما يأتي بعد مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بعملية إطلاق نار، نُفّذت في الأغوار، في وقت سابق الجمعة.

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعدما اقتحمت الشرطة المسجد والاعتداء على المصلين فيه واعتقال المئات منهم قبيل فجر الأربعاء، طالبت الشرطة المواطنين الذين بحوزتهم رخصة سلاح بأن يحملوا سلاحهم معهم إلى أي مكان يتوجهون إليه خلال أيام عيد الفصح اليهودي الذي من المقرر أن ينتهي نهاية الأسبوع المقبل.

وجاء في بيان صدر عن رئيس بلديّة كفر قاسم، المحامي عادل بدير: "ندين بشدّة العمليّة الخطيرة القاسية الّتي وقعت هذه الليلة، ونبعث بتعازينا لأسرة القتيل، كما وندعو للمصابين بالشفاء العاجل. إنّنا ندين أيّ مسٍّ بحياة الأبرياء، وندعو الأطراف إلى التسامح والحوار. ما حدث لا يمثّل كفر قاسم، وهو بعيد عن درب وقناعات مواطني هذه البلدة الّتي كانت وستبقى مكانًا نموذجيًّا للتعايش المشترك والسعي لتحقيق السلام".

وقال النائب د. منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة: "قلنا سابقًا ونقول مجددًا هذا المساء. المجتمع العربي في البلاد يختار الطرق السلمية للتعبير عن رأيه والعمل من أجل تحصيل حقوقه. عملية إطلاق النار هذا المساء لا تمثل قيم المجتمع العربي وتخالف مواقف القوى السياسية العربية وعلى رأسها الموحدة والحركة الإسلامية التي أكدت دائمًا أننا نرفض وندين استخدام العنف ضد غيرنا كما نرفض وندين استخدامه ضدنا".

وقال ابن كفر قاسم، النائب وليد طه من القائمة العربية الموحدة، تعقيبًا على عملية تل ابيب: "تابعنا منذ ساعات المساء مع رئيس البلدية المحامي عادل بدير والقيادات المحلية ما تناقلته وسائل الاعلام حول عملية الدهس التي حصلت في تل أبيب والتي وقع ضحيتها سائح ايطالي وعدد من الجرحى.

حتى هذه اللحظة لم تنشر الشرطة تفاصيل التحقيق النهائية، لكنها تحدثت عن أن عملية الدهس كانت عملية مقصودة وأن الفاعل من سكان كفر قاسم.

كفر قاسم قاطبة تستنكر هذه العملية بشدة وتشاطر عائلة السائح الايطالي القتيل العزاء، وتدعو بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين. كفر قاسم أثبتت على مدار السنين أنها ترفض قتل الأبرياء رفضاً قاطعاً تحت أي ذريعة، وأنها كانت وما زالت تسعى لتثبيت وتحقيق الحقوق بالطرق السلمية بعيداً عن التعصب والتعرض لحياة الأبرياء". (عرب 48 ومواقع اخرى)