وجاء في التفاصيل، أن الجريمة ارتكبت قرب مدخل "موشاف غان نر" الواقعة قرب بلدتي صندلة والمقيبلة. وأظهر توثيق مصور تهجم القاتل على الضحية حينما تواجد داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بينهما في الشارع.

ووفقا لما بيّن التوثيق، عند عودة الضحية إلى سيارته أقدم اليهودي على إطلاق النار عليه وأرداه قتيلا. وقدم طاقم طبي من "نجمة داود الحمراء" عمليات الإنعاش للمصاب، إذ عانى إصابة حرجة في جسده.

وقال مضمدان من المكان إن الضحية "عانى جروحا في جسده من جراء تعرضه لإطلاق نار، وقد كان ملقى على الشارع وهو فاقد للوعي ودون نبض أو تنفس، وعلى الفور قدمنا له عمليات الإنعاش ونقلناه إلى المستشفى بحالة حرجة، وهناك أقر الطاقم الطبي وفاته".

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية القاتل (32 عاما) في مكان الجريمة وهو من سكان "غان نر"، فيما ضبطت المسدس بحوزته.

وأعلن في صندلة عن الإضراب العام والشامل، اليوم الأحد، احتجاجا على جريمة اعدام الشاب ديار عمري (20 عاما) من صندلة برصاص شاب يهودي قرب البلدة الواقعة في منطقة مرج ابن عامر.

ووصل المئات من أهالي صندلة إلى مدخل "غان نر" واحتجوا على إعدام الضحية عمري، فيما وقعت مناوشات مع عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين أطلقوا قنابل الصوت على المحتجين.

وتظاهر العشرات من صندلة على مدخل البلدة احتجاجا على إعدام الشاب عمري، كما رددوا هتافات منددة بإعدامه بدم بارد.

واعتقلت الشرطة شخصين بادعاء إلقائهما الحجارة، فيما دعت سكان "غان نر" إلى عدم الخروج "خشية تعرضهم لإلقاء حجارة."

وجاء في بيان نعي عن عائلة الشهيد عمري: "تزف عائلة عمري في صندلة وأرجاء فلسطين داخل الوطن والخارج إلى شعبنا الفلسطيني الشهيد الشاب، ديار عمري، الذي ارتقى برصاص مستوطن إرهابي إسرائيلي بدم بارد اليوم السبت".

وأضاف البيان "نرحب بأبناء شعبنا للمشاركة بجنازة الشهيد ديار وذلك يوم الأحد بعد صلاة العصر.. المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار".

وختمت العائلة بيانها: "الحرية لمعتقلي قرية صندلة الذين اعتقلتهم شرطة القمع في أعقاب الغضب العادل على جريمة القتل".

هذا، وتظاهر العشرات، السبت، في مدخل مدينة أم الفحم احتجاجًا على إعدام الشاب ديار عمري من صندلة برصاص يهودي أطلق النار عليه عن بعد أكثر من 10 أمتار دون أن يشكل خطرا وتهديدا على حياته.

وجاءت التظاهرة بمبادرة من حراك "مكملين"، الذي ينشط في النضال ضد الجريمة والعنف المستفحلة في المجتمع العربي.

وهتف المتظاهرون خلال الوقفة، مطالبين بالعدالة للشاب عمري، وإنزال أشد العقوبات على المجرم الذي أعدمه. وصرح القيادي في حركة "ابناء البلد" رجا إغبارية بان "المجتمع العربي يفتقر لقرارات من القيادات العربية ، التي تستطيع ان تشل الدولة وبشكل قانوني ، واليوم اصبحت مطالبنا فقط ان نعيش دون خوف او قتل ، قضيتنا اليوم اصبحت ان نعيش فقط ".

من ناحيته، قال النائب د. منصور عباس - رئيس القائمة العربية الموحدة الذي وصل الى صندلة: "ندين جريمة قتل الشاب ديار العمري ونحمّل حكومة نتنياهو وبن غفير مسؤولية تفشي الجريمة واستسهال إطلاق النار على الأبرياء العزّل".

واضاف: "واجبنا أن نكون مع أهلنا في صندلة، نتضامن ونتعاضد ونعزّي العائلة الكريمة. ونطالب جهاز الشرطة والنيابة بالتحقيق النزيه وتقديم الجاني للعدالة لردع من تسوّل له نفسه الاعتداء على حياة الناس".

وتحت عنوان "إعدام ديار عمري جرس إنذار"، قال حزب "الوفاء والإصلاح" في الداخل الفلسطيني، في بيان: "إننا في حزب الوفاء والإصلاح ندين ونستنكر بشدة قيام شخص يهودي من مستوطنة "غان نير" بقتل وتصفية الشاب ديار عمري ابن قرية صندلة،بدم بارد، في وضح النهار".
واضاف البيان: "ما كان هذا القاتل الجبان ليقدم على فعلته لولا استشعاره بالضوء الأخضر من المؤسسة الرسمية- التي نحمّلها كامل المسؤولية- ممثلة بالمأفون بن غفير (ورئيسه نتنياهو)، الذي يسعى لتسهيل شروط الحصول على سلاح لكل يهودي(وكأن المجتمع اليهودي ينقصه السلاح)، ولكن الحقيقة المرة أن هذه الخطوة توقع مجتمعنا بين فكي كماشة، سلاح عصابات الإجرام من جهة وسلاح المؤسسة الإسرائيلية من جهة أخرى، وفي كلا الحالتين، المؤسسة الإسرائيلية هي المسؤولة".
واختتم البيان بالقول: "هذه الحادثة هي جرس إنذار لمجتمعنا في الداخل الفلسطيني، لنرتقي جميعاً، قيادات وجماهير، إلى مستوى المخاطر المحيطة والمحدقة بنا".

كما اصدرت شخصيات وجهات فلسطينية بيانات استنكار عقي جريمة قتل الشهيد عمري. وقال رئيس الوزراء محمد اشتية: "ندين جريمة إعدام الشاب ديار عمري، ونطالب المنظمات الحقوقية والدولية للضغط على سلطات الاحتلال، لوقف جرائمها."

واضاف ان "جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ستضاف إلى الملفات المرفوعة إلى المحكمة الجنائية الدولية."