ومع أنّنا اليوم بالضبط قد ودّعنا أيار، إلّا أن النكبة تلازم أهل البلاد كلّ يوم. يُودِعُون مدن فلسطين التاريخيّة في أغانيهم الشعبيّة، وفيها يبثّون حسرتهم على ضياع بلادهم، وغير ذلك من موضوعات ومشاعر ومواقف ذات صلة.

"مرمر زماني" هي نموذج أقلّ شيوعًا لأغنية شعبيّة شاميّة طُوِّعت لهذا الغرض، فخرجت بمضمون معبّر، وبصوت نسائيّ جماعيّ جميل، برأيي، وبنغمة مؤثرّة، وأداء حسن، وتأثير لافت. علمًا بأن من يُؤدِّين الأغنية لَسْنَ محترفات ولا يمتهنّ الغناء، حسب انطباعي، ويعتمدن على أصواتهن فقط دون مرافقة آلة موسيقيّة (مرفق رابط في تعقيب أدناه).

ز(ظ)ريف الطول والدلعونا الشاميّتان وجفرا(ة) الفلسطينيّة تحديدًا هي أشهر الأغاني الشعبيّة وأطوعها لاحتواء مضامين مختلفة في الحبّ والغزل والوطنيّة ولاستنطاق البشر والشجر والحجر في الوطن، ولتوثيق الأحداث، ومواقف ومشاعر أهل البلاد منها، والشّخصيات العينيّة، والنماذج الإنسانيّة الشاملة، والمواقف والمشاعر منها، وموضوعات أخرى ذات الصلة.