رَحِيلٌ مُفاجِئٌ لِمُبْدِعَةٍ باحِثَةٍ أُسْتاذَةٍ مُرَبِّيَةٍ مِنَ الدَّرَجَةِ الْأُولَى الدَُكْتورَة دالية نَعيم بِشارَة.

اِمْرَأَةٌ شَقَّتْ طَرِيقَها بِنَجاحٍ تامٍّ،

لَها طاقاتٌ هائِلَةٌ مِنْ ذَكاءٍ مُتَوَقِّدٍ، وَفِطْنَةٍ يُعْتَزُّ بِها وَيُفْتَخَرُ

اِبْنَةُ الطِّيرَةِ، صاحِبَةُ مَعْهَدِ تَعْليمِ اللُّغّةِ الْإنْجِليزَّيَّةِ، كانَتْ مُحاضِرَةً لِسَنَواتٍ طَويلَةٍ في كُلِّيَّةِ الْقاسِمِي، ثُمَّ مُدِيرَةً لِلْمَدْرَسّةِ التَّطْبيقِيَّةِ الْمُلْحَقَةِ بِالْكُلِّيَّةِ. وَحَطَّتْ رِحالَها في مَسْقَطِ رَأْسِها لِتُقِيمَ مَعْهَدًا لِلتَّعليمٍ راقِيًا مُتَقَدِّمًا لَهُ شُهْرَةٌ طَيِّبَةٌ في الْبِلادِ.

الْمَرْأَةْ هيَ الدُّنْيا فَكَيْفَ إذا كانَتْ عالِمَةً ناشِطَةً مُبْتَكِرَةً لِطُرُقِ تَعْليمِ الْإنْجِليزِيَّةِ، وَلِغَيْرِها مِنَ الْفَعالِيَّاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ. إنَّها خَسارَةٌ لا تُعَوَّضُ وَقَلَّ مَثِيلُها.

هَذِهِ هِيَ النَّوائِبُ الْقاتِلَةُ الّتِي تَضْرِبُ فَجْأَةً دونَ أَنْ يَتَوَقَّعَها أَحَدٌ. الْإنْسانُ فيها يُخَطِّطُ وَالْبَيْنُ يَتَرَبَّصُ، لِيَقُولَ لِلْعالِمِ قِفْ إلى هُنا فَأَنا مَوْجُودٌ.

مَأْساةٌ أَصابَتْ الْمُجْتَمَعَ الطِّيراويَّ أَوَّلًا وَالْمُثَلَّثَ ثانِيًا.

لا أُقولُ كَما قالَ أَبُو الطَّيِّبِ:

وَما التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ

وَلا التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلالِ

وَلَوْ كانَ النِّساءُ كَمَنْ فَقَدْنا

لَفُضٍّلَتِ النِّساءُ عَلى الرِّجالِ

لِأَنِّيي أُومِنُ أَنَّ في النِّساءِ فَضْلًا لا يُوجَدُ مِثْلُهُ في الرِّجالِ .

وَلَكِنِّي أَقُولُ مُؤَكِّدًا قَوْلَ ابْنِ الرُّومِي الَّذي صَدَقَ فيهِ:

أَلا قاتَلَ اللَّهُ الْمَنايا وَرَمْيَها

مِنَ الْقَوْمِ حَبّاتِ الْقُلِوبِ عَلى

عَمْدِ

رَحِمَكِ اللَّهُ أَيَّتُها الْعالِمَةُ الرّاحِلَةُ إلى دارِ النَّعيمِ دارِ الْخُلُودِ. وَأَنْتِ خالِدَةٌ في هَذِهِ الدُّنْيا بِمَآثِرِكِ الْعَظِيمَةِ، وَبِما قَدَّمْتِ لٍلْأَجيالِ السابِقَةِ والْقادِمَةِ مِنْ خَدَماتٍ لا تَنْضَبْ.