يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من طيبهنّ القاع والأكم

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه *** فيه العفاف وفيه الجود والكرم

الرّسول العربيّ الكريم، القائد، الأمّيّ، الثّائر، الصّابر، المتسامح، المُشرّع، والّذي كرّمه الله بالنّبوّة وبالإسراء والمعراج وبكتاب من السّماء.

وفي كتاب "الخالدون المائة" لمايكل هارت وهو عبارة عن قائمة احتوت على أسماء مائة شخص، رتّبهم الكاتب حسب معايير معينة بمدى تأثيرهم في التاريخ. وقد اختار هارت الرسول الكريم أوّل شخصيّة في هذا الكتاب، لما له من أثر عظيم في التّاريخ وتطوّر الحضارة البشريّة.

ما أعظمه من نبي!

هو من قال عن القبليّة والعائليّة: "أتركوها فهي مُنتنة".

هو من حارب جاهليّتنا.

هو من نادى: "استوصوا بالنّساء خيرًا".

وعن تسامحه نستذكر: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".. هذه أعظم وثيقة للتسامح أطلقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، حينما ملك أمر من طردوه وآذوه واتّهموه باتّهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وضيّقوا الخناق على كل أتباعه ومناصريه، وبرغم كلّ ذلك لم يفكّر رسولنا الكريم في الانتقام أو الثأر منهم أو حتى ردّ الإساءة بالإساءة.

مولد نبيّ، يستحقّ أن نخصّص له الذّكرى، أن نحتفل به، وأن نعيش أثره العظيم.

وكلّ عام والجميع بألف خير!

***

سأكذب عليكم لو أخبرتكم بأنّني مشغول بأمر هام. ما يشغلني آلاف الموضوعات، تشابكت، والنّاتج أنّ هناك شيء يشغلني، لا أعرفه، ربّما أحنّ لركن في مقهى بحري، قديم، هادئ، أرتشف القهوة هناك، أرقب الموج، أتأمّل، ربّما أنفّخ سيجارة، وهو طقس أمارسه كلّ عدّة سنوات.

سأردّد: "تنسى كأنّك لم تكن".. سأحاور درويش وإدوارد سعيد، وحدي.

الحقيقة المؤكّدة بأنّي سأنجو بأعجوبة من هذه الحياة في تلك الجلسة!

في بداية الأسبوع أو في نهايته، إن شاء الله، ستكون روحي، كشال خفيف حملته الرّيح، إلى شاطئ ما، إلى مقهى ما، ربّما هنا، ربّما هناك...!