في قلب مدينة ام الفحم تتجلى قصة إلهام وعطاء تنتقل من جيل إلى جيل. الناشطة الخيرية الحاجة أم محمد- رحاب كامل كساب ابو شقرة، مديرة جمعية العطاء والإحسان، تُعتبر نموذجًا حيًا لتوارث عمل الخير والمسؤولية الاجتماعية.

ولدت ام محمد في عائلة عُرفت بإلتزامها بمبادئ العمل الجماهيرية والوطني والسياسي والخيري والاجتماعي، حيث كان والدها وجدها من الشخصيات البارزة في هذه المجالات.

بدأت الحاجة أم محمد مسيرتها في العمل الاجتماعي والخيري منذ صغرها، حيث رافقت والدها في العديد من المبادرات الخيرية والأعمال الإنسانية التي قامت بها العائلة. وكانت تلك التجارب الأولية هي الشرارة التي أيقظت فيها شغف الخدمة الاجتماعية والرغبة في إحداث فرق في حياة الآخرين.

مع مرور السنوات، تطورت مهارات الحاجة أم محمد وأصبحت معروفة بقدرتها على تنظيم وقيادة المشاريع الإغاثية والتطوعية. وتحت قيادتها، شهدت جمعية العطاء والإحسان نموًا ملحوظًا وتوسعًا في برامجها وأنشطتها، مع التركيز على دعم العائلات المحتاجة، وتحسين التعليم للأطفال المحرومين، وتعزيز الوعي الصحي في المجتمع.

أم محمد تُعد مثالًا حيًا على كيفية تقديم العطاء على أن يكون جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي.

تقول في أحد اللقاءات: "العطاء ليس مجرد فعل، بل هو ثقافة ومسؤولية تنتقل عبر الأجيال.. لقد تعلمت من والدي وجدي أن مساعدة الآخرين هي أسمى ما يمكن أن يقدمه الإنسان".

ومع استمرارها في قيادة الجمعية، تعكس أم محمد الرؤية والإلهام الذي يمكن أن ينبع من تقاليد العطاء المتأصلة في الأسرة. ومن خلال عملها، تواصل ترك بصمة إيجابية على العديد من المحالات، مؤكدةً على أن روح العطاء والخدمة لا تزال حية ومتأصلة في قلب المجتمع.