وممّا قد جاء في مقدمة الكتاب: "كثرت الأسئلة والاستفسارات في الفترة الأخيرة حول مسألة تحديد جنس الجنين من النّاحية الشّرعية والأسباب الدّافعة إلى ذلك كثيرة، فمنها صِحيّة ومنها نفسية ومنها اجتماعية وأسرية ومنها اقتصادية.

ومهما كانت الأسباب فإنّه من الواجب الكفائي على أهل العلم الشّرعي أصحاب الكفاءة والتّخصص بذل قصارى جهودهم في سبيل التّوصل إلى معرفة الحكم الفقهي في هذه المسألة الجديد. اذ إنّ فقهنا الإسلامي له القدرة على استيعاب وتغطية جميع المستحدثات والمستجدات العصرية على المستويات كافة لما فيه من المرونة التي تجعله صالحًا للتطبيق في كلّ زمان ومكان وخاصة لما يحتويه من المسائل الفقهية الافتراضية التي زخرت بها كتب التّراث الفقهي.

وإنّنا وإذ نؤكّد في هذا المقام مرة تلو مرة على ضرورة البحث والاجتهاد في المسائل المستجدة نحذّر بالوقت نفسه من الاجتهادات الفردية، ونحثّ على الاجتهاد الجماعي، وذلك لما يترتب على الاجتهادات الفردية من زلات وهفوات وفي كثير من الأحيان دخول أهواء وتأثيرات خارجية وربما ضغوطات سياسية أو اجتماعية بينما لمّا أن يكون الاجتهاد جماعيًا فالفتوى تكون أشدّ عودًا وأقوى شكيمة وأكثر حصانة وأعمق رؤية وتكون عصية على أيّ تأثير أو تسيس أو توجيه خارجي".

وهذا ما سلكه الباحث في هذه الدّراسة حيث حرص كلّ الحرص على السّير والاتباع لقرارات المجامع الفقهية إن وجد بذلك قرار وإلا فوفق قرارات الهيئات العلمية كدور الإفتاء العالمية ذات المنهجية الفقهية الأصيلة، التي تتمسك بالثّوابت مع مراعاة المقاصد والحاجيات والضّروريات الشّرعية بلا غلو ولا إفراط ولا تفريط.

وقد اجتهد الباحث في هذه الدّراسة بتغطية ما لم يذكره الباحثون في الدّراسات السّابقة وتعميق ما دعت الحاجة للإسهاب فيه وتسليط الضوء عليه، خصوصًا مسألة الدّوافع النّفسية لتحديد جنس الجنين عن طريق التّدخل الطّبي والتي لم تنل الحظ الكافي فيما سبق من الأبحاث والدّراسات.

وسعى الباحث جادًّا للتقريب بين الآراء في حال الاختلاف وذلك من خلال تحرير محلّ النّزاع والخلاف ومناقشته بطريقة علمية موضوعية تحليلية بلا تعصب ولا تشدّد.

وقد تميزت الدّراسة بالتأصيل والتّوثيق وفق المنهجية البحثية الأكاديمية التي تطلبها الجامعات والمجلات العلمية للتسهيل على طلبة العلم والباحثين.

يُذكر أنّ الكتاب مسجل رسميًا وفق قوانين الطباعة والنشر في وزارة الثقافة التركية. وسيعرض في معرض اسطنبول الدولي للكتاب في الفترة ما بين 9.12 حتى 17.12 مع مجموعة كتب أخرى للدكتور مشهور فوّاز صادرة عن عدة دور نشر عالمية .