‏إن أعلى درجات التعافي أن يصبح المرء معالجًا ذاتيًا لنفسه، وكما يقال من لم يكن نورًا لنفسه لن تسعفه كل أضواء المدينة. فلا تستمر الحياة إلا بالتجاوزات يجب أن تتجاوز ندمك وتتجاوز هزيمتك وتتجاوز بعض الأشخاص أيضًا.

لقد نمت ولم يُسهرك ألَم، وقُمت ولم تُفزِعك مصيبة، وأصبحت ولم تُرهبك حرب؛ أنت في نعمة يصغر معها كل هم..

لا تجعل همومك الصغيرة تُنغّص عليك هذه النّعَم الكبيرة. فوالله لو فقدت شيئًا منها لعلمت أن همومك تلك كانت لا شيء، وأنك كنت تملك أكبر نعمة.

كن مع هؤلاء الذين ينيرون لك الطريق، ويجعلونك تحب نفسك، ويزرعون داخل قلبك حدائق تثمر زهورًا جميلة كل يوم. كلما أعطيت بلا مقابل.. كلما رُزقت بلا مقابل.. لذلك اعمل الخير بصوت هادئ، فغدًا يتحدّث عنك عملك بصوت مرتفع!

يا صاحبي..

‏- "لا بأس ببعض الإحباط، فنحن بشر، لكن العبرة بما تُحبط منه وبما تحزن لشأنه!

‏ارتقِ بنوعية أحزانك قليلاً، ليس كل شيء يستحق أن تحزن عليه".

عش حياتك كما هي، واستمتع بكل تفاصيلها حتى لو كانت بسيطة. ولا تقارنها بحياة الآخرين، الذين أنعم الله عليهم من فضله، فأنت بذلك تتعب نفسك، وتُؤلم قلبك، وتسخط ربك..

‏- "هناك أيامٌ في الحياة أثقلُ من أن تمرنا ببساطة دون أن تغيّرنا وتترك علينا علامات، تكون متعِبة جدًا ويبقى الشيء الوحيد المطمئن بها أن كُل ما نمرّ به مقدر من الله، والأقدار لها حكمة بالغة يتبعُها رحمة عظيمة تُسمى العوض.. "اللهم عوضًا عمّا مَضى وعافيةً فيما يجري وكَرمًا فيما سيأتي".

يا صاحبي..

- "النقد المستمر يُميت لذة كل شيء، وإن كان مزحًا.. امدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح، تفتح به قلوب من حولك".

(فَصَبْرٌ جَمِيل).. الصبر الجميل هو الصبر الذي يأتي مُلازمًا للسعي والالتزام، ويتخلَّلُه الرضا والارتياح، ويُزيِّنُه التسليم والقبول، ويملأه الأمل بالتفاؤل وحسن الظن ونَبذ التشاؤُم والقُنوط.. الصبر الجميل هو الصبر الذي يكون بالله؛ {واصْبِر وَمَا صَبْرُكَ إلَّا بِالله}..

خلقنا مختلفين لنتكامل، فيحتوي الحنون الغاضب، ويساعد الهادئ المتسرع، ويُطفئ المتفائل لهيب اليائس..

يا صاحبي..

أجمل البشر من يزرع في قلبك راحة أنت لم تطلبها، ويصنع لك من وقع اللحظة ابتسامة أنت بحاجتها، ويرسم لك صورة جميلة تمحي آثار السلبية في واقعك المؤلم، فيبثّ فيك الأمل ويهديك الأمان والفرح، فيعلمك أن الصدق ليس بمفقود، وأن خير المحبة عطاء من دون طلب أو شروط، وأن أحاديثُك إلى الله ِلن تأتى إلا بخير..

إن كانت شكوى فقد وضعتَها بين يدي من بيده الأمر. وإن كانت نجوى فقد حدّثتَ بها السميع َالعليم. وإن كانت سرًا فقد أودعته لمن هو أقرب ُإليك من نفسك. وإن كانت حلمًا فمن غيره يقول للشيء كن فيكون؟ وإن كانت ذِكرًا فإنه سيعرفك وسيذكرك في ملأ خير من الناس أجمعين.

إن اللهَ لا يملُّ حتى تملّوا، ولا ينصرفُ حتى تنصرفوا. فتودّدوا إلى الله حبًا ورجاءً صدقًا وتسليمًا، فإنه أمان ُالدنيا الوحيد.

يا صاحبي..

‏- "اطمئن جدًا لفكرة أن اللهَ هو الصاحب! صاحبٌ في سَفَر، صاحبٌ في بقاء، صاحبٌ في الدنيا كلها، وكل مكان نذهب إليه أو نبقى فيه مهما أطلنا.

ومهما كان حولنا من أناس في كل مكان، يظلُّ هناك رُكنٌ آمن، هادئ مليء بالأُنس، وهو صُحبة الله، نلجأ إليه ونلوذُ به، نرتاح فيه ونأنسُ بِه"..!!