وما حدث في المباراة مع نتسيونا، الجمعة الماضية، يؤكد بالكلمة والالوان ان تعثر الاحمر نابع عن انخفاض في السقف المعنوي والذهني للاعبيه. فحتى قبل سقوط الهدف الاول في شباك الحارس اريك يانكو، وطوال فصول وفترات الشوط الاول، سيطر الاحمر على مجريات اللعب، وشكّل خطرًا على مرمى ضيفه بامتداد هجومي جارف، لكنه عقيم. ولولا الخشبات، العارضة فالقائم، التي تحالفت مع الفريق الضيف وحارسه، لانتهى الشوط الاول بتقدم لافت لمصلحته. لكن الدهشة الكبرى والعظمى تمثلت في غيابه عن مسرح الاحداث في الشوط الثاني، وخلاله وطّد الضيوف من تفوقهم بهدف ثانٍ، لم يحلموا به، في ظل هجمات فحماوية بحثت عن قدم وربما عن اصبع واحدة لمتابعتها نحو الشباك، دون طائل.

وجراء الخسارة الخامسة، ظل الاحمر سابعا على اللائحة، مع 22 نقطة، وبفارق الاهداف عن المرتبة الـ11، مع العلم انه لو فاز في اللقاء الاخير لقفز الى المرتبة الخامسة، واقترب من المسالك والطرق المؤدية الى المراتب العليا.

ولعل ما خطف الانظار وشدها في الخسارة هي الروح الرياضية العالية التي رسّخها بامتياز جمهور الفريق وانصاره مع سماع صافرة النهاية، بالتصفيق للاعبين وشكرهم على محاولاتهم وبذل الجهود في ابقاء ولو نقطة واحدة في العرين، املًا بالتعويض في الاستحقاقات القادمة، وما أصعبها وأشقاها!!

وفي غضون ذلك، من المقرر ان ينادد الاحمر فريق هبوعيل عكا، المستفيق من سباته والمدجج بمجموعة مميزة من اللاعبين العرب، وذلك مساء الاثنين القادم مع دقات الساعة السابعة مساء، في مباراة خارجية محفوفة بالمخاطر والصعاب، لا سيما وان الفريق المستضيف من عكا يتواجد في فترة جيدة، ويرغب في مواصلتها للابتعاد عن المراتب الخطرة.

وفي القلعة الحمراء يعون ويدركون جيدا انهم بصدد مباراة صاخبة ومثيرة، كون الخسارة من شأنها ان تقرب الفريق من المراتب المتدنية، وتعيد الى الاذهان السيناريو الماضي، بإخفاق الفريق بالفوز في 10 مباريات متتالية.

والى التشكيلة الاولى، سيعود هداف الفريق الاول دوفيف غباي، الغائب عن المباراة السابقة لتجمعيه 5 بطاقات صفراء، وسط امال عريضة في ان يستأنف زياراته الاسبوعية للشباك، بعد جولتين من الصيام، سواء القسري بسبب الايقاف او الحظ الذي عانده في المباراة قبل الاخيرة.

ومن غير الواضح اي من التغييرات سيشهدها الاحمر خلال شباك التنقلات الشتائية، ففي الحقيقة هنالك حيرة لافتة في ادارة الفريق بهذا الشأن، مع العلم ان الاحمر بحاجة الى صانع العاب مع خيال خصب وعمق في النظرة وحس مرهف في قيادة الحلقة الوسطى، التي تفتقد الى ما يسمى بالمهندس الصانع للفرص، واحيانًا يتكفل في جلب الفوز لفريقه ويوقع على كامل نقاطه.

وكان الاحمر قد نعى وفاة والد مدرب الفريق درور كاشطن درور، الذي وافته المنية مطلع الاسبوع عن عمر يناهز الـ79. وهو يعد واحدا من نخبة المدربين في البلاد، وقد حقق انجازات تاريخية مع هبوعيل ومكابي تل ابيب وبيتار القدس وفرق أخرى، لتفقد الحركة الرياضية في البلاد ركنا مركزيا من اركانها وبُناتها المرموقين.

وفي الاثناء، اثارت قضية قلب دفاع الفريق عميد محاجنة ردود افعال متبانية، بانضمامه الى المنتخب الفلسطيني الملقب بالفدائي، للمشاركة في كأس الامم الاسيوية التي تحتضنها دولة قطر، في عرس وتنظيم ليس بالغريب على دول صغيرة، بإخراجه بأبهى واحلى صورة.

وكان محاجنة قد تلقى الموافقة من الفيفا ومن الدوري الفلسطيني، ومن المستشار القضائي للاتحاد العام لكرة القدم، بعد بلاغ ورسالة تسلمها من رئيس ادارة الفريق احمد ابو العم.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال احمد ابو العم حول تداعيات انضمام عميد محاجنة الى المنتخب الفلسطيني: "احترمنا قرار اللاعب بالانضمام الى المنتخب الفلسطيني، وتجنبًا لاي مساءلة قضائية قمنا في ادارة الفريق بإبلاغ المستشار القضائي للاتحاد العام لكرة القدم بهذا الخصوص. وهو من جانبه صادق على طلبنا، ما مكّن اللاعب الذي حصل على مصادقة مسبقة من الفيفا والاتحاد الفلسطيني لكي يلعب لقميص المنتخب الفلسطيني".

واضاف احمد ابو العم يقول: "حذّرت من اي مزايدات عديمة المعنى والقيمة بحق فريقنا جراء هذا التطور، لان الاحمر الفحماوي فريق يعد رمزا للتعايش بين ابناء الشعبين ويضم لاعبين عربا ويهودا في صفوفه، ونحن لن نسمح ان تستغل جهات محرضة هذه القضية لأغراض بنفس يعقوب ولا باي شكل من الاشكال. فالاحمر الفحماوي لا يجبر اي لاعب على الدفاع عن قميصه، ويحترم اي قرار برحيله".

وتابع ابو العم يقول: "الكرة في البلاد فقدت واحدا من ابرز نجومها السابقين وهو المدرب الراحل درور كاشطن، والد مدرب فريقنا تومر كاشطن، فقمنا بالمشاركة في الجنازة ولاحقا تقديم واجب العزاء. وباسم الاحمر الفحماوي، اداريين ولاعبين ومدربين وجمهورًا، نتقدم من على هذا الصحيفة الغراء باحر التعازي لعائلة الفقيد على مصابهم الجسيم".

وحول مساعي الفريق في احضار تعزيز جديد خلال شباك التنقلات، قال ابو العم: "الموضوع قيد البحث والدراسة، واظن بان المباراة امام عكا الاثنين القادم ستكون عاملا مساعدا في تقرير وتحديد خطانا، سواء الاستمرار بالكادر الحالي او استبدال لاعبين بآخرين".