www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: حكايات من تحت تراب غزة!

لا أسمع الانتحاب ولا أصوات البكاء ولا أرى الدموع ولا أرى الوجوه التي...

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: غزة من زمن آخر!!

التاريخ : 2024-01-31 16:06:14 |



-أ-

شوارع ملطخة بالدم والمطر والفقر والقهر ، شوارع وطرقات تثير في الروح أغاني الغدر وفصول الدهشة من وداعة كراسي القادة والحكام العرب قبل الأجانب ، أما صدى الصراخ الغزي الذي أصبح اغتصاباً لأبجدية اللغة واقتحام الحروف والكلمات والمفردات، فقد تبعثر في الطرقات لأن هناك من أصيب بالخرس ، وفي آذانهم وضعوا اسمنت عدم الاهتمام .

الوجوه التي تجعدت من شدة البكاء تنتحب بصمت ، وخلفها بيوتاً كانت يوماً عامرة ، بهية ، تقرع طبول الأحلام في ليالي الحصار ، الآن أصبحت تطل من بين الخراب والدمار جواز سفر لشريعة القوة التي تحاكي الدعس على الانسان .

تسافر في دمي كل الشتائم والكلمات التي ركبت قطارات التاريخ تتصفح الأقوال والأفعال ، لم أقطع يدي التي كانت تلوح للمستقبل ، بل فتحت صفحات الخيانة فوجدتها متوحشة حاملة مكبرات الصوت و عنوانها " آكلة للحم الفلسطيني " .

-ب-

أبحث عن كلمة " الدفء " في هذا البرد القارص ، أراها تتسكع في البيوت المطمئنة تصافح الأغطية الصوفية والحريرية وتنام فوق الأجساد حيث تتشاجر الأغطية بين بعضها البعض من سيكون دافئاً أكثر ، وفي الخيام الملعونة هناك من يحاول إبعاد جسده عن قطرات الماء التي تتسلل من ثقوب الخيمة التي أصرت على العناد فهي على خلاف مع " الدفء" وتريد تقديم فواتير الذل لأصحاب القرار ، وترتجف كلمة " الدفء " وتقف جانباً عندما ترى المياه تدفقت وأصبحت بحراً داخل خيمة ، قالها يوماً كاتبنا الفلسطيني " غسان كنفاني " خيمة عن خيمة تفرق " لكن في غزة أصبحت الخيمة شفافة جداً ولا مجال للهروب من حقيقة الكابوس الاحتلالي الذي استمر قرابة قرن من الزمن اللامبالي ، أصبحت الخيمة شفافة لأنها أصبحت مزروعة بالتساؤلات المدفونة كرؤوس النعام في تراب المفاوضات .

-ت-

كلما تذكرت أمي - رحمها الله - أنها تزوجت دون عرس وموسيقى ورقص وغناء كانت تهمس لي " الله يسامحه جدك" فأضحك في سري ، فالقصة سمعتها عشرات المرات .. لقد كان عرس أمي في حرب 56 - أي زمن العدوان الثلاثي - الإسرائيلي ، الفرنسي ، البريطاني عام 1956 - على مصر وكان جدي " أبو السعيد " عاشقاً لمصر وعبد الناصر والعروبة تسري في دمه وكان طوال الوقت ملتصقاً بالراديو ، وكانت تحضيرات العرس على قدم وساق، لكن جدي أقسم وقام بإلغاء كل مظاهر الفرح ، لا موسيقى ولا زغاريد وتخرج العروس - أمي - على الصمت ، وقال بأعلى صوته متوعداً الجميع ( احنا نعمل عرس ونغني وأهل بور سعيد بنقتلو ... بتعرضوا للموت . فش عندكو دم عربي !!! ) .

تذكرت زمن القيم الأخلاقية التي رغم بساطتها كانت عنواناً لمرحلة فيها أعذب رسائل التضامن عندما كانت الشعوب العربية تلتف حول بعضها البعض ، هل يعقل أن الشرايين أصابها الصدأ والعفن ؟ أعراس ومهرجانات في كل مكان ، في السعودية فنانين بدلاً من أن يكونوا قدوة ومثال ، نراهم بكامل العري يتصدرون المنصات ، عري ثيابي وعري أخلاقي ، كأنهم يعيشون على كوكب آخر لا يمت لشعوبهم بصلة، والمصيبة إذا خرج أحدهم عن سكة قطار اللامبالاة وقام بتحية أهل غزة ، يهاجمونه وينبذونه كأنه يذكر العالم بحقيقتهم وسطحيتهم . أخجل عندما أرى أحد الممثلين الأجانب يتحدى هيمنة الأصابع اليهودية في هوليود ووسائل الاعلام ، ويقف إلى جانب غزة ، بينما أكبر ممثل ومطرب عربي يقوم بحشر نفسه في سروال الهرولة نحو المهرجانات .

-ث-

منذ زمن طويل وأنا أعاني من مرض يدعى قراءة لافتات - آرمات - المحلات والدكاكين ، اكتشفت أنها عبارات إنكليزية وعبرية واللغة العربية تطل بخجل ، كأنها تقول لي عذراً البقاء للأقوى ، حتى لو كانت لغتك احتلت العالم ونامت في قصور الأندلس وحضنت الأراضي الأوروبية والأفريقية وعانقت الكتب التاريخية التي نفرشها اسلاكاً كهربائية تضيء الجامعات والأبحاث العلمية الغربية ، حيث لم يعد لنا فخراً إلا تلك الكتب المفخخة بالشموخ والاعتزاز والفخر ، ومؤكد صفحات تلك الكتب تهزأ وتضحك على حالنا المترهل ذلاً.

ولكن لم أعلم أن لافتة مكتوباً عليها - 7 أكتوبر - معلقة على محل شاورما في مدينة الكرك الأردنية تهز عرش الحكومة الإسرائيلية، يعني كل من ولد و تزوج أو نجح بامتحان أو حتى قام بحفلة - طهور لأبنه - في 7 أكتوبر عليه أن يصمت وممنوع أن يكتب تهنئة أو يتطرق بكلمة . رحم الله صديقي الشاعر النصراوي " فوزي الحكيم " الذي كلما كنت أتذمر من الوضع السياسي ، يقول " نحن في الزمن الترللي " وكانت عبارته القصيرة جداً تلخص زمناً يجثم كالصخر فوق صدورنا .

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR