وبهذا، ترتفع حصيلة القتلى العسكريين الاسرائيليين منذ 7 أكتوبر الى 570 ضابطًا وجنديًا.

وفي اعقاب ذلك، استشهد 4 لبنانيين مدنيين وأُصيب 11 شخصا، في غارتين إسرائيليتين منفصلتين على بلدتي الصوانة وعدشيت جنوبي لبنان، بينما أكد الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه إننا "رصدنا إطلاق صواريخ من لبنان على قاعدة عسكرية شمالي البلاد ونهاجم مصدر إطلاق النار"، وفي بيان لاحق، أكد مقتل مجندة وإصابة جندي في قوات الاحتياط بجروح خطيرة وآخرين بجراح لم يحدد طبيعتها بصاروخ أطلق من لبنان.

أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن "العدو الإسرائيلي ارتكب بعد ظهر اليوم مجزرة في بلدة الصوانة الجنوبية، ذهبت ضحيتها عائلة المواطن جلال حسين محسن".

وجاء أن "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ قرابة الساعة 13:45 عدوانا جويا حيث استهدف منزلا يقطنه المواطن جلال حسين محسن في بلدة الصوانة بصاروخين".

وأدى ذلك، بحسب الوكالة الرسمية اللبنانية، إلى "تدمير المنزل وارتقاء الفتى حسن جلال حسين محسن (13 عاما) والسيدة روعة المحمد (سورية) وابنهما الرضيع أمير (عامان)".

وأوضحت أن "فرق الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة الإسلامية والدفاع المدني والصليب الأحمر عملت على رفع الردم من المنزل المدمر ونقل الجثامين إلى مستشفيات في المنطقة".

ودوّت صافرات الإنذار في مدينة صفد والجليل الأعلى، ثلاث مرات في غضون أقل من ساعة لتحذر من هجمات صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه مواقع إسرائيلية. وسقطت صواريخ في قواعد عسكرية في محيط صفد، ورجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق الصواريخ نحو صفد كان موجها على ما يبدو نحو مقر قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة مبنى بشكل مباشر في مدينة صفد بقذيفة صاروخية أطلقت من لبنان، حيث ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 10 صواريخ أطلقت من لبنان تجاه مدينة صفد؛ ما أسفر عن إصابة مجندة وإصابة 8 أشخاص على الأقل أحدهم بحالة خطيرة.

كما أفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّ صفارات الإنذار دوّت في عدد كبير من مستوطنات الشمال، من بينها "نتوعا" والجليل الأعلى وصفد، وسُمع دوي انفجارات عديدة.

وقال: "جرى إطلاق نار استثنائي وقاسٍ من لبنان نحو منطقة صفد وميرون والمنارة"، وهما وفق الوصف الإسرائيلي "منطقتان استراتيجيتان من ناحية حزب الله".

ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ صاروخاً سقط أيضاً "مباشرة قرب قيادة المنطقة الشمالية، وفي المنطقة الصناعية في صفد، وفي عدّة مناطق من غلاف مدينة".

ولفت أيضاً إلى أنّ حزب الله استخدم صواريخ دقيقة في صلية الصواريخ في اتجاه صفد، مشدداً على أنّ "القبة الحديدية لم تنجح في اعتراض كل الصواريخ".

وشدّد على أنّ مدى إطلاق الصواريخ هذه المرة كان "أوسع من السابق"، والعملية تشير إلى أنّ هناك "ارتقاء تدريجياً في مستوى إطلاق الصواريخ من قبله"، مؤكداً أنّ "الحدث في الشمال اليوم يُعرف في إسرائيل بأنه الأخطر منذ اندلاع الحرب عند الحدود مع لبنان".

وأشارت الى ان ما حدث في صفد لم نرَ مثله منذ اندلاع الحرب، وهو حدث استثنائي مع إطلاق الصواريخ نحو منطقة بعيدة نسبياً عن الحدود"، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلي ذكرت أنه "لا أماكن محصنة لـ50% من سكان المستوطنات، حيث دوت صفارات الإنذار منذ قليل".

من ناحيتهـ أكد الوزير بيني غانتس أن من يتحمل المسؤولية عن إطلاق النار من لبنان هما حكومة بيروت والدولة اللبنانية أيضًا، اللتان تتيحان إطلاق النار من أراضيها، وليس فقط حزب الله. وحذر غانتس من انه ما من أهداف أو بنية تحتية عسكرية في لبنان لا تقف أمام مهداف جيش الدفاع. ومضى يقول انه حتى اذا كانت هناك تسوية سياسية، فان اسرائيل ستتحرك عسكريا ضد كل من سيعرضها للخطر، وانها غير مستعدة للعودة لواقع السادس من أكتوبر لا في الشمال ولا في الجنوب.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في زيارته له في مقر قيادة الجبهة الشمالية في صفد، لرؤساء السلطات المحلية في الشمال: "بفضلكم الجيش يقدر على العمل لتغيير الوضع الأمني بالشمال، هناك إنجارات كبيرة بضرب حزب الله، ولكن نحن مستمرون بالعمل وهذه ليست نقطة التوقف، لدينا طريق طول".

واجتمع رئيس الاركان العامة الجنرال هيرتسي هاليفي مع رؤساء سلطات محلية من منتدى قرى خط المواجهة في الشمال، لاطلاعهم على بعض النشاطات التي يتخذها الجيش في هذه الجبهة.

وقال رئيس المنتدى، موشي دافيدوفيتش: "أكدنا امامه انه لا يمكن اعادة السكان الى منازلهم - الا بعد خلق وضع آمن في هذه الجبهة".

من جهته، رأى رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، أنّه بإطلاق الصواريخ على صفد "تحول الخط الأحمر إلى علمٍ أبيض، وكابينت الحرب استسلم لحزب الله وفقد الشمال".

بدوره، قال رئيس المجلس الإقليمي ماتيه أشير موشيه دافيدوفيتش إنّ "إسرائيل تعيش في مملكة نصر الله.. نحن نعيش في مملكة حزب الله".