قال تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) -سورة النحل - الآية 92.

وفي الشعر: أن يقول شاعر قصيدة يفخر فيها بنفسه وقومه، فيرد عليه شاعر آخر بقصيدة على نفس الوزن والقافية وينقض معانيه بحيث يقلب فخره ذمًا.

قال الفرزدق:

أنّ الذي سمك السماء بنى لنا - بيتًا دعائمه أعزّ وأطول

فردّ عليه جرير

أخزى الذي سمك السماء مجاشعًا-وبنى بناءك في الحضيض الأسفل

ومن شعراء النقائض في العصر الأموي: جرير والفرزدق والأخطل.

**

قال عمرو بن بحر الجاحظ، يسخر من نفسه: "ما أخجلني قَطّ إلا امرأتان، رأيت إحداهما في العسكر(سامراء) وكانت طويلة القامة وكنت على طعام فأردت أن أمازحها. فقلت: انزلي كلي معنا. فقالت: اصعد أنت حتى ترى الدنيا.! (معرضة بقصره) - وجاءت إليّ الأخرى وأنا على باب داري، فقالت: لي إليك حاجة وأنا أريد أن تمشي معي. فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي، فقالت له: مثل هذا؟! وانصرفت. فسألت الصائغ عن قولها فقال: إنها أتت إلي بفص (خاتم) وأمرتني أن أنقش لها عليه صورة شيطان، فقلت: يا سيدتي ما رأيت الشيطان، فأتت بك! (عن مجلة البيان للبرقوقي، العدد 19 الصادر بتاريخ 31 تموز)

**

ولّادة أميرة أندلسية وشاعرة عربية من بيت الخلافة الأموية في الأندلس، ابنة الخليفة المستكفي بالله. اشتهرت بالفصاحة والشعر، وكان لها مجلس مشهود في قرطبة يؤمه الأعيان والشعراء.

يُروى أنها كتبت بالذهب على طرزها الأيمن:

أنا والله أصلح للمعالي*** وأمشي مشيتي وأتيه تيها

وكتبت على الطرز الأيسر:

أُمكّن عاشقي من صحن خدّي *** وأعطي قبلتي من يشتهيها

وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف.

حيث تقول:

إني وأن نظرَ الأنام لبهجتي*** كظباءَ مكةَ صيدهنَّ حرامُ

يُحسبنَ من لين الكلام فواحشًا *** ويَصُدُّهنّ عن الخنا الإسلامُ

ولابن زيدون فيها قصائد ومقطعات.