هذه كانت مقدمة مقالة في "هآرتس" للكاتب روغيل البار، يسخر فيها من "الانجازات" التي يتغنى بها الناطق بلسان الجيش وقيادة الحكومة والتي بالواقع تعتبر "لا شيء"، بل على العكس.

في المقال ذكر الكاتب أن الحيش يتصرف كشركة انتاج تقوم بأفلام وثائقية أكثر من تصرفه كجيش.

ووصف الكاتب الشارع الاسرائيلي أنه يبتعد عن حقيقة وواقع وجود الحرب نفسها، وكل يوم يبتعد أكثر عن "المخطوفين"، ولا تُعرض أمامه مشاهد الدمار التي يتسببها الجيش في غزة، والقتلى والجرحى.. وفي نفس الوقت يبدو أن المفاوضات لا تتقدم، ونتنياهو يقود اسرائيل الى دمار استراتيجي ودبلوماسي مع الولايات المتحدة، أوروبا والدول العربية "المعتدلة"، ويحاول اشغال الشارع بتوثيقات خالية من أي قيمة اخبارية واستخباراتية ولا حتى اعلامية.

"الحرب تدور فعليًا بينما ننشغل بفيديو عمره 4 شهور ونصف، لا يضيف أي قيمة حقيقية باستثناء أنه مؤثر. وإذا كانت شيري وولديها فعلًا على قيد الحياة (حماس اعلنت مقتلهم بقصف اسرائيلي قبل شهرين)، لكن إذا كانوا أحياء، يقول الكاتب، الذي يحتاجونه من شعبهم ودولتهم ليس مشاهدة فيديو قديم يوم اختطافهم، انما الا يقتلهم الجيش عن طريق الخطأ وأن تتم اعادتهم الى بيتهم. بحاجة الى الاهتمام بالواقع وليس ببدائل تلفزيونية".

هذا المقال يلخص الواقع الاسرائيلي ومحاولات نتنياهو ومماطلاته لإطالة عمر الحرب خوفًا من اليوم الذي يليها وإرضاءً لشركائه وللشارع اليميني، والتركيز على توافه الأمور.. وكل هذا على حساب مئات الاف الابرياء في غزة، وأيضًا على حساب الرهائن وعائلاتهم.

هذا الحال لا يمكنه أن يستمر هكذا..!!