حكم الشرع في صبغ الشعر

التاريخ : 2012-06-23 10:11:00 |

- ما حكم صبغ الشعر؟
- أولا: حكم الصبغ بغير السواد: اتفق الفقهاء على جواز صبغ الشَّعر بغير السواد وتحويله إلى الصفرة أو الحمرة، سواء كان الصبغ بالحناء أو الكتم، أو الزعفران، أو غير ذلك.
جاء في الفتاوى الهندية: "اتّفق الْمشايخ أنّ الخضاب في حقّ الرّجال بالحمرة سنّةٌ، وأنّه من سيماء المسلمين وعلاماتهم". وقال الحصكفي الحنفي: "يستحب للرجل خضاب شَعره ولحيته".
وجاء في الذّخيرة: "اتّفقوا على جواز تغيير الشّيب بالصّفرة والحنّاء والكتم وإنّما اختلفوا في الأفضل هل التّرك أو الفعل؟ والقولان لمالكٍ". وقال ابن عبد البر: "ولم يختلف العلماء في جواز الصبغ بالحناء والكتم وما أشبههما»".
وجاء في المجموع من كتب الشافعية: "يسن خضاب الشيب بصفرةٍ، أو حُمرةٍ، اتفق عليه أصحابنا، وممن صرَّح به الصيمري، والبغوى، وآخرون".
وجاء في المغني من كتب الحنابلة: "ويستحب خضاب الشيب بغير السَّواد. قال أحمد: إني لأرى الشيخ المخضوب فأفرح به"، وقال البهوتي: "ويسنّ خضابه (أي الشَّعر)".
ولكن لا بدّ من مراعاة الضوابط الشرعية التالية:

1.أن لا يؤدّي صبغ الشَّعر إلى تشويه جمال الخِلقة، وذلك كتغيير ألوان الشَّعر المعهودة إلى ألوانٍ غير معهودة بصبغٍ يدوم، فيكون بذلك قد شوه خِلقته.
2. أن تكون المادة التي يصبغ بها الشَّعر طاهرة، ولا تكون نجسة، إذ الصبغ بالنجس حرام.
3. أن لا يترتب على الصَّبغ ضرر.
ولا بدّ أن يضاف إلى ذلك شرط مهم وهو ألاّ يكون بذلك تشبه بأهل الفسوق والمجون وخرم للمروءة وخدش بالحياء- كما نراه من بعض الشباب من صبغ لألوان متعددة للشعر بصورة لا تليق عرفاً ولا ذوقاً.
ثانيا- حكم الصبغ بالسواد: اتفق الفقهاء على عدم جواز استعمال الصبغ بالسَّواد إن كان للتلبيس والخداع، كأَن يفعله الرجل تدليساً عندما يريد الزواج، فَيُوهِم المرأة التي يريد الزواج بها أنه لا يزال شاباً، وكذلك تفعله المرأة عند الزواج تدليساً. فهذا متفقٌ على مَنعِهِ وذمِّه عند الفقهاء وأمّا إذا كان للتزين ولم يترتب على ذلك خداع أو غش، فيكره ولا يحرم عند المالكية والحنابلة. وإليكم نصوص الفقهاء في المسألة:
جاء في "أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في فقه الإمام مالك" للكشناوي رحمه الله قوله: "ويكره صبغ الشعر بالسواد" ا.هـ. قال العدوي المالكي: "ويكره صباغ الشَّعر الأبيض وما في معناه من الشّقرة بالسَّواد من غير تحريمٍ".
وقد علَّل النفراوي المالكي سبب كراهة الصبغ بالسَّواد دون غيره، فقال: "وإنّما كره الصّباغ بالسَّواد دون غيره؛ لأنّ فيه صرف لونٍ إلى لونٍ مع ذهاب الأوّل بخلاف نحو الحنّاء، فإنّ الأوّل لم يذهب جملةً وإنّما تغيّر فلا يتلبّس الشّيب على أحدٍ باحمراره أو اصفراره".
وجاء في "مطالب أولي النهى)" للرحيباني قـوله: "وكُرِه تغيير الشيب بسواد في غير حرب، وحَرُمَ للتدليس" ا.هـ. وفي: "الإقناع لطالب الانتفاع)" للحجاوي قوله: "ويكره بسواد ، فإن حصل به تدليس في بيع أو نكاح: حَرُم" ا.هـ . قال الشيخ علي القاري في "جَمْع الوسائل في شرح الشمائل": "ذهب أكثر العلماء إلى كراهة الخضاب بالسواد" ا.هـ.
ومعلوم لدى الفقهاء بأنّ الكراهة تنتفي لدى الحاجة، فإذا رأت الزوجة من زوجها الرغبة بالصبغ بالسواد، وأنّ ذلك قد يقرّب بينهما ويوثّق علاقتهما ،فلا كراهة حينئذ .