سوق العمل كفاءة الرجل ومظهر المرأة الأهم

التاريخ : 2011-12-13 09:40:06 |

نماذج من إعلانات متفرقة تنتشر على صفحات الجرائد وحتى شاشات التلفاز تطلب عمال وموظفين من كلا الجنسين لشغر الوظائف. شباب ابدوا أراءهم حيال التقدم لشاغر وظيفة من حيث مواصفات المتقدم والشروط الواجب توافرها في طالب الوظيفة.صفات من يرغبون في ان يكونوا ضمن فريق عملهم في اشغالهم. والجامع بين هذه الاراء كان تعليقات الشباب من كلا الجنسين والتي كالت التهم لاصحاب العمل ،خاصة القطاع الخاص ،بأنهم يفضلون الفتيات، سيما الجميلة والرشيقة على الشاب.

خبرة وكمبيوتر

العشريني سامر محادين اشار في تعقيبه على الموضوع ان الشاب الباحث عن عمل مطالب بخبرة ومهارات كاستخدام الكمبيوتر واجادة اكثر من لغة.

«ولكن ،والحديث لمحادين،يكفي الفتاة حسن المظهر ليصار الى تعيينها فورا». محادين أكد ان هذا الامر حدث فعلا حين تقدم لشغر وظيفة في احد شركات القطاع الخاص، والتي نالتها فتاة فيما بعد، «رغم انها خريجة حديثة الا ان الشركة كانت تبحث عن مظهر لائق لا عن مهارة او شطارة»، بحسب ما قال الشاب الباحث عن العمل.

وبين محادين انه خضع لجلسة امتحان لشغر الوظيفة الا ان طلبات الشركة كانت تركز على الكفاءة والخبرة،وهي امور يفتقدها الشاب حديث التخرج،ولكنه ابدى استغرابا من ان تنال الوظيفة فتاة جميلة لا تملك خبرة ولا سيرة ذاتية مليئة بالمهارات».

الجمال والرشاقة والوجه الحسن

وحتى العمر الصغير، ويفضل من هي غير مرتبطة هي «أهم مواصفات عمل المرأة في زمننا الحالي» بهذه العبارة التي لم تخلو من تهكم واضح قال الشاب زيد بقاعي انه عجز حتى اللحظة الحصول على وظيفة. ووصف بقاعي الامر بالمنافسة غير المتكافئة فالرجل مطالب بخبرة وكفاءة ومهارة بينما يكفي جمال حواء لتشرع لها ابواب العمل».وفق بقاعي.

ودلل بقاعي على ذلك بازدياد عدد العاطلين عن العمل من الشباب وتزايد اقبال اصحاب المهن والشركات على تعيين الفتيات». واضاف «كشباب مطلوب منا شهادات خبرة ،ولكن يكفي اللباقة واللياقة لتنال الانثى ذات الوظيفة».

افضل الفتيات

الى ذلك قال خالد سامي صاحب عمل انه يفضل ان يعيين فتاة في مصلحته.وبرر تفضيله ذلك بعدة دوافع منها قبول الفتاة العمل بأجور قليلة توفر لها التكلفة الإجمالية لمصروفاتها. ويتابع « بينما أغلب الرجال يفضلون العمل برواتب عالية تمكنهم من إعالة أسرهم ،بينما على النقيض نجد أن أغلب النساء لا يحتجن للأجور العالية لأن الرجال فى الغالب هم الذين يتحملون مصاريف البيت «على حد قوله.

ويؤكد صاحب احد محلات التجارية الكبرى التي توظف كلا الجنسين «سعيد حسان « كلام سابقه بل ويرى ان الكفاءة تزيد من الإنتاج ، بينما يجعل حسن المظهر الزبائن أكثر اقبالا على المحل .بحسب وصفه.

وزاد حسان ان الوجه الحسن والمنظر الجميل سمة تدعو الى التفاؤل والاقبال عموما ،بينما الوجه العبوس والمظهر المتواضع سمة تدعو للتشاؤم والنفور، ومن هذا المنطلق يرى انه من الأفضل اختيار ذوات المظهر الحسن للأعمال التى لها علاقة بالتعامل المباشر مع الناس والزبائن».

مفارقة

سهادعبدالفتاح اثرت استطلاعنا بتجربتها الشخصية حيث ذهبت وصديقتها لتخضع لمقابلة عمل ،سهاد التي لا تحبذ وضع مساحيق التجميل والمغالاة في مظهرها على العموم،رجعت بعد حصول صديقتها على الوظيفة وفشلها هي.

وتقول سهاد «اعتقدت ان الكفاءة هي المطلوبة ،ولكن وبسبب اختيار صديقتي التي لا تحمل مؤهل ولا كفاءة،عرفت ان المطلوب مظهر وليس جوهر للعمل».

وترى سهاد في هذا الأمر انتقاصا لذكاء المرأة والفتاة وتقليلا من شأنها، وتضيف أيضا أن البيئة الاجتماعية هي التي تشكل المجتمع، فمثلاً في العائلة البنت الجميلة ينجذب اليها الجميع والأقل جمالاً عليها ان تكون أكثر خبرة وأكثر علما لتلفت الانتباه بدورها.

ارفض الأفكار النمطية

فيما ترى انتصار جادالله الموظفة في احد البنوك أن النظرة النمطية والصورة التقليدية للمرأة هي التي تفرض هذه الشروط وليس سوق العمل كما يعتقد البعض.

وترفض جادالله الفكرة تماما وتضيف « ان هذه النظرة اختصرت المرأة فى جسد وجمال بصرف النظر عن الخبرة والكفاءة والشهادات التى تحملها، خاصة فى بعض الوظائف».

وتضيف هناك وعلى الطرف الاخر من يضع في اعلاناته الباحثة عن موظفين عبارة «للذكور فقط» وكأن المرأة لا تصلح لهذه الوظائف ، مؤكدة أن هذه الشروط تهدر تكافؤ الفرص بين الجنسين».

ومن وجهة نظر جادالله فان الأساس فى العمل الكفاءة والخبرة وليس المظهر».وترى ان التركيز على المظهر يحصر المرأة في عدد محدد من الوظائف حتى تم تأنيثها فنجد السكرتيرة مهنة أكثر استساغة وانتشارا من السكرتير.

وترى جادالله انه من الاهمية بمكان ان «ننظر إلى منطقية شكل طبيعة العمل فهو الذي على أساسه نختار الفتاة او الشاب حسب الشكل أو الشخصية».

وختمت جادالله «ان بعض الأعمال قد تشترط جاذبية الفتاة وحسن مظهرها وتستهدف هذه الأعمال الرواج من خلال الجمهور مثل المذيعة والمضيفة ووظائف العلاقات العامة، لكن حينما تكون الوظيفة لا تحتاج للمظهر ولكن تحتاج إلى عقل المرأة هنا نضع علامة استفهام لأن طبيعة العمل لا تستدعي الاهتمام الزائد بالمظهر»حسب رأيها.

1ر23 بالمئة من مجموع المشتغلين نساء

واظهرت دراسة أجرتها المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي أن نسبة النساء العاملات في الأردن بلغت حوالي1ر23 بالمئة من مجموع المشتغلين فيما شكلت نسبة الذكور9ر76 بالمئة.

وأشارت الدراسة التي أعدتها الباحثة هيفاء بطارسة من إدارة الدراسات والتطوير بالمؤسسة بان نسبة العاملات في المنشات التي تستخدم خمسة أشخاص فأكثر حوالي 90 بالمئة من مجموع النساء العاملات مقارنة مع 10 بالمئة في المنشات الصغرى التي تستخدم اقل من هذا العدد.

وفيما يتعلق بنسبة النساء العاملات حسب المستوى التعليمي أوضحت الدراسة بان أعلى نسبة عمالة بين النساء عند المستوى التعليمي بكالوريوس فأعلى بلغت 3ر41 بالمئة يليها الدبلوم المتوسط بنسبة 3ر22 بالمئة .

وبينت الدراسة بان أعلى نسبة عمالة للنساء في قطاع التعليم وبلغت 7ر42 بالمئة تليها الصناعات التحويلية 2ر16بالمئة و4ر12 بالمئة لنشاط الصحة والعمل الاجتماعي ، أما قطاع الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات فبلغت نسبة الإناث العاملات فيه 15ر7 بالمئة وهذا يظهر ان توجه المرأة يتجه للعمل في القطاعات التي تحتاج إلى مهارة ومستويات تعليمية عليا.

أما ما يتعلق بالتوزيع النسبي للعاملات في السوق الأردنية فأشارت الدراسة ان أعلى نسبة للنساء العاملات كانت في العاصمة حيث بلغت3ر54 بالمئة من مجموع العاملات في المملكة تليها محافظة اربد 3ر15 بالمئة ومحافظة الزرقاء 10 بالمئة ومحافظة البلقاء 7ر4 بالمئة أما في بقية المحافظات فتتراوح النسبة بين 6ر1 -5ر3 بالمئة.