تقرير "المسار": شوارع أم الفحم عشية العاصفة منقوشة بالحفر.. والمواطنون يعبرون عن تذمرهم والبلدية تعقب

التاريخ : 2015-02-22 09:29:05 |

تقرير: بيان الشيخ زيد

المشهد ذاته آخذ بالتكرار ملازما لفصل الشتاء.. هي حفر كبيرة في شوارع مدينة أم الفحم. هذا هو الحال. تجدها على جانب الشارع، وفي وسطه، في كل زقاق تجد حفرة لا تعرف من أي جانب يمكن أن تأتيك، حفر تجدها مع كل يوم تزيد اتساعا وخطرا على جمهور السائقين والمواطنين.
فاذا اطلعنا على صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) لمدينة أم الفحم نكتشف ان معظمها تتداول مشكلة الحفر المنتشرة، وجدالات واسعة بين المتصفحين حول ما يواجهونه من مشكلات، وما تشكله لهم من معاناة شديدة ومن يتحمل المسؤولية؟ طبعا بلدية ام الفحم..!
الكثير من العبارات تقال، الكثير من الانتقادات توجه، والكثير من الخسائر يتعرض لها اصحاب السيارات الخاصة وحتى الحافلات العامة. ويبقى السؤال: على من تعود المسؤولية؟! وكيف يمكننا أن نرتقي بشوارعنا الى حال أفضل مما هي عليه؟! والى أين المآل؟!


هل المسؤولون يعانون مثلنا؟

الحاجة سعاد محاجنة 

تقول الحاجة سعاد محاجنة عن الوضع في شوارع المدينة: "اصبحت ظاهرة الحفر في الشوارع مشكلة كبيرة، ذات أضرار جسيمة تشكل عائقا كبيرا، ففي كل فصل شتاء تظهر في شوارع المدينة المستوى المتدني للاعمال والبنی التحتية التي من المفروض ان تكون تحت رقابة البلدية.. الأمر مزعج جدا ويجب إيجاد حل جذري له. وأنا كمواطنة في هذه المدينة أعاني من مشكلة الحفر والتي يعود سببها لعدة أسباب، أهمها له علاقة مباشرة بالبلدية التي من المفروض اولا، بعد وجود تلك الحفر في عدة اماكن وعدة مرات، ان تشكل في موسم الشتاء لجنة تقوم وبشكل مباشر بتصليح الحفر، حتی لو كان بشكل مؤقت لتفادي الاضرار بشكل أقل. ولا اعلم، بصدق، اذا كان المسؤولون يعانون مما نعاني، فشوارع مركزية في البلد تشكل ضررا للمركبات، ومثل هذه المشاريع يجب دراستها دراسة تامة وتشديد الرقابه علی جودة اعمال الترميم وأمانة اتجاه بلدنا".
وتشدد اصالة جبارين على أهمية العمل على القضاء على ظاهرة الحفر، وتقول: "يوم الجمعة الماضي كنت متوجهة بسيارتي خارج المدينة، حينها رأيت حفر المجاري مفتوحة بالطريق المؤدي الى اشارة المرور، وكانت أغطيتها متروكة وسط الشارع، عندها ابتعدت بسيارتي كي لا اصطدم بها فأقع بالحفرة، الامر الذي أدى الى تضرر العجل. ودفعت مالاً مقابل تصليحه، ولم اكن انا صاحبة السيارة الوحيدة التي عانت من هذا الاهمال فقد كانت هناك سيارات اخرى. وإضافة لذلك كان معي أطفال داخل السيارة، ولو حدث لهم أي مكروه فمن سيكون المسؤول؟! وأنا طالبة جامعية وسيارتي أذهب بها الى تعليمي، فبدلا من أن ألاقي الدعم ألاقي في مدينتي هذه الحفر التي تدفعني لصرف أموالي على أمور من المفروض عدم وجودها".


لماذا اصبح المطر في ام الفحم نقمة وليس نعمة؟

احمد سليمان بدوية


وفي نفس السياق يقول أحمد سليمان بدوية: "كمواطن في هذه المدينة أعاني بشكل متكرر من مشكلة الحفر الموجودة في انحاء شوارع المدينة، ما يؤدي الى عطل وأضرار في السيارات، وحتى الى ازدياد الحوادث. وهناك الكثير من الأمور التي أظن بأنها السبب في ازدياد هذه الحفر في فترة هطول الأمطار، منها تعبيد الطرقات بشكل غير صحيح". وأضاف: "أطالب البلدية بتعبيد الحفر الشوارع المتضررة بالآلية الصحيحة التي تحول دون عودتها من جديد، وأن يكون هناك حل جذري طويل ألمدى، ومن تجربتي فقد تعرض ابني لحادث بعد ان وقع عن دراجته بسبب حفرة موجودة في الشارع، الأمر الذي أسفر عن كسور في جسده".

ادهم محاجنة
 وعبّر أدهم محاجنة عن استيائه قائلا: "حفر يتخللها شوارع.. قد يتهيأ لقارئ هذه العبارة أن بها نوعا من المبالغة، ولكن هنا وعلى أرض الواقع، وعندما تتجول في شوارع مدينة أم الفحم، سواء كنت راكبا أم ماشيا، ترى أن هذه العبارة لا تكاد تعبر عن واقع شوارعنا. فللأسف، ولكثرة الحفر على طول وعرض الشوارع، بتنا نعتقد انها حفر تتخللها شوارع، وليس العكس شوارع تتخللها حفر..!! والأدهى من ذلك تساقط الأمطار، الذي نعتبره نعمة، فيصبح عندنا في ام الفحم نقمة عندما يزيد من عمق وبشاعة هذه الحفر المتعددة المصادر. فهذه حفرة نتيجة أعمال الحفر للمجاري، وهذه حفرة نتيجة سوء العمل في الشوارع، وتلك حفرة نتيجة اهمال قديم للشوارع فازدادت مع الزمن. وهكذا أصبحت شوارعنا تكتظ بهذا الكم الهائل من الحفر. والمشكلة أن الجميع يتذمر ولا من مجيب، إلا ما قل ودل، اللهم فقط إن حصل حادث سير مروع نلفت نظر المسؤولين، وما عدا ذلك لا يوجد مجيب. فهذه الحفر تفتح أفواهها وتستنجد لمن يقوم بإغلاقها، ولكن هل من مجيب؟!".

اضرار مادية متكررة للسيارات

نسيم اغبارية
ويقول نسيم اغبارية: "كثيرا ما تصادفني الحفر في الشوارع، وفي بعض الاحيان تسبب لي المشاكل في السيارة وهذا الامر غير منطقي ويجب ايجاد حل سريع من اجل القضاء على هذه الحفر. والأمر الاهم من ذلك ان امهاتنا وأخواتنا، وحتى اولادنا، لا يستطيعون المشي في هذه الشوارع بسبب هذه الحفر المليئة بالوحل والماء. لذلك اطالب البلدية بحل هذه المشكلة والنظر للموضوع بصورة جدية".

انس محاجنة
وانتقد انس محاجنة بشدة ظاهرة الحفر والضرر الكبير الذي تخلفه بشكل متكرر على سيارته، قائلا: "حين اتجول في شوارع مدينتي اجد من كل صوب واتجاه حفرة، وكثيرا ما اعاني من هذه المشكلة المزمنة التي تثير استيائي وضيقي وتؤثر كثيرا على سيارتي. فحين اواجه حفرة أمامي أحاول الابتعاد عنها، وفي نفس الحين احاول الابتعاد عن السيارة التي أمامي، ومن جهتي اتمنى ايجاد حل لهذه الحفر، فكثيرا ما أحس أن حتى دعاء السفر بات مطلوبا داخل المدينة"..!

تعقيب مهندس البلدية

وفي تعقيبه على هذه الاتهامات، قال مهندس البلدية سليمان حسين محاميد: "مساحة نفوذ مدينة ام الفحم 26000 دونم، والشوارع المعبدة والارصفة ما يعادل 120 كم. وبشكل عام البنية التحتية في الاحياء القديمة والضواحي تعاني من بنية تحتية قديمة، في بعض الاحيان عمرها يزيد عن 20 عاما، والشوارع ضيقة، تتراوح عرضها بين 4-8 امتار. وهي شوارع قديمة جدا بدون بنية تحتية حديثة كتصريف المياه، وقسم منها مهترئ، وفي فصل الشتاء ونتيجة الامطار، تحدث هذه اضرار والحفر في الشوارع. وهنالك خطة كاملة ومتكاملة مع تخطيط مفصل لتطوير وفتح وشق شوارع لمدينة ام الفحم".
أما عن اسباب تردي البنية التحتية في ام الفحم، يقول المهندس سليمان محاميد: "إنها كثيرة، وابرزها النقص الصارخ في ميزانيات التطوير، فغالبا الميزانية هذه منعدمة، بالاضافة للفجوة التاريخية لعدم الاستثمار في البنية التحتية من قبل الحكم المركزي، والوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب. كذلك عدم تفعيل القوانين المساعدة، ووجود عدد كبير من الشوارع نفذ قبل اكثر من عقدين بطبقة اسفلت واحدة، وضعها الحالي متردّ وهي بحاجة لطبقة اسفلت كاملة ولا يمكن صيانتها عن طرق الترقيع".
أما توصيات مهندس بلدية ام الفحم فهي: "زيادة ميزانية التطوير للبنية التحتية والشوارع عن طريق الضغط على الحكم المركزي، وتفعيل القوانين المساعدة لشق الشوارع وتطويرها وتصريف المياه، وزيادة الميزانية العادية للشوارع للتناسب مع الوضع الحالي وما ذكر اعلاه".