لأول مرة في البلاد.. المركز الطبي "هعيمك" يجري عملية قيصرية للولادة بالطريقة الاقرب للولادة الطبيعية

التاريخ : 2015-11-15 13:58:42 |

المركز الطبي " هعيمك" كان أول مستشفى في البلاد تمت به اجراء عملية قيصرية بطريقة طبيعية، هذه الطريقة توفر اتصالًا مباشرًا وفوري بين الام وطفلها بالاسلوب المُسَمَّى " الجلد للجلد" " skin to skin".
ابتداءًا من اللحظة التي تبشًّر بها المرأة بأنها حامل، تبدأ بتخطط للحظة الكبيرة، الولادة الطبيعية، والتي من خلالها تُنْشِأ اتصالها الاول مع طلفها بعد انتظار دام 9 شهور. لكن يجب الاخذ بعين الاعتبار بأن 20% من الولادات في العالم وايضًا في اسرائيل، تنتهي بعملية قيصرية لعدة اسباب:
وضعية الطفل في الرحم، وزن الجنين، ولادة بعملية سابقة واسباب اخرى. في اغلب مستشفيات العالم، وايضا في اسرائيل، تتم هذه العملية بالطريقة التي تدعى " الطريقة المحافظة"، بهذه الطريقة لا تتمكن الام من رؤية طفلها وقت اخراجه بسبب وجود ستار فاصل يمنع الام من رؤية " الحقل الجراحي" ، بالاضافة الى ذلك اللقاء الاول بين الام وطفلها يتم بطريقة سريعة جدًا بدون ملامسة الطفل. يُأخذ الطفل بعدها فورًا لقسم الحضانة للعناية وعادةً تمرُ ساعات طويلة حتى تتمكن الام من حضن مولودها.
يقول بروفيسور رائد سليم مدير غرف الولادة بقسم النساء والتوليد الذي يديره بروفيسور " أليعزر شليف":- " أن الطريقة الطبيعية هي طريقة جديدة التي بدأت في استراليا، ونحن في مستشفى هعيمك تبَنَّينا هذه الطريقة التي يتم اقتراحها على النساء المقبلات على الولادة لسبب ما بعملية قيصرية. هذه الطريقة تعطي حلًا عمليًا لنساء التي ترغب بمشاهدة عملية الولادة، حضن الطفل "جلدًا لجلد" والرضاعة مباشرة بعد الولادة بطريقة مشابهة لولادة طبيعيَّة".
أن هذه الطريقة تتطلب اعداد وتنسيق مُسبق من قبل الطاقم الطبي المشارك في العملية الطاقم يكون من اطباء التوليد، اطباء اختصاصي التخدير، القابلات وممرضات من قسم الحضانة، لكل جزء من هذا الطاقم دور مهم في هذه الطريقة.
تشرح الدكتورة جوليا كرميلي، المسؤولة عن الوالدات في قسم التخديروغرف العمليات، ان العملية القيصرية تتطلب اعدادًا وتنسيقًا مسبقًا من طبيب التخدير حتى يُتاح للام التمتع باللحظات الاولى في لقائها مع طفلها. " نحن نستخدم تقنيَّة تخدير التي تتيح للمرأة ان تكون شريكًا فعالًا في ولادة الطفل. الطبيب المخدر يرافق المرأة من اللحظة الاولى لدخولها لغرفة العمليات وحتى انتهاء العملية.
مشابهًا للولادة الطبيعية، كذلك بالعملية القيصرية الطبيعية، تشارك قابلة من غرفة الولادة، القابلة تستلم الطفل من يد طبيب النساء الجراح وتضعه مباشرة على صدر الأم والجزء العلوي من جسمها. تعتني القابلة بالأم والطفل في حين يقوم الطبيب الجراح بخياطة الرحم واغلاق الشق الناتج عن العملية عمليًا هذا الاجراء مشابه جدًا للولادة الطبيعية. في الساعة التي تحظ الام بتجربة لحظات الامومة الاولى مع طفلها تكون العملية الجراحية مستمرة". هذا ما شرحته ايلانيت بركوفيتش الممرضة والقابلة المسؤولة في غرفة الولادة.
تقول يعيل عمير، الممرضة المسؤولة في قسم الاطفال: " النساء التي تفضل عملية ولادة طبيعية يكُنَّ مهتمات بالرضاعة مباشرة بعد الولادة ويفضلن أن يتناول الطفل حليب الام فقط. ولهذا اوجدنا حلًا لهذه المشكلة تكمن في شفط الحليب على يد الام قبل ساعات من العملية المخططة بأرشاد من ممرضة من قسم حضانة الطفل. يتم شفط اللبأ المغذي والغني، الحفاظ عليه بظروف معقمة، تقدمه للطفل بعد العملية الجراحية حتى تتعافى الأم جزئيًا من الجراحة و تكون حاضرة لارضاعه بنفسها. بعد نقل الام من غرفة الانعاش لقسم الوالدات، تستمر الممرضات ومرشدات الرضاعة بأحضار الطفل لأمه وارشادها عن عملية الرضاعة. حتى اللحظة التي تستطيع الام القيام من سريرها واسترجاع عافيتها ونشاطها.
يلخص البروفيسور رائد سليم " أن النساء اللواتي اجروا في قسمنا عملية قيصرية طبيعية يُصرَّحْنَ ان هذه التجربة فعلًا قريبة بتجربة الولادة الطبيعية، ان احد الفوائد والايجابيات البارزة هي التعافي من العملية بشكل اسهل لان الام تكون منشغولة بلحظات الامومة والعناية بطفلها من لحظة ولادته بدلًا من انشغالها فقط بالالام التي ترافق المرحلة بعد العملية".