www.almasar.co.il
 
 

احمد حازم: قراءة في اعلان الشيخ رائد صلاح مقاطعة الأعراس!

أقرأ الكثير من المقالات في المواقع الالكترونية الإخبارية (عربية كانت...

وقفة احتجاجية في أم الفحم تضامنًا مع الناشطين محمد طاهر واحمد خليفة ومطالبةً بوقف الحرب على غزة

شارك العشرات من الناشطين، مساء اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية نظمت في...

قيصر كبها: كيف نجت عين السهلة من التهجير؟ وما دور المرحوم احمد الشوملي (ابو عمر) في ذلك؟

اذكر انه في مرحلة الطفولة المبكرة كنا انا وأترابي نلعب ولا نكل ولا...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

احمد كيوان: زنوبيا تكسر أغلالها..!

التاريخ : 2016-04-09 14:24:12 |



لأنها تدمر، "الارض المقاومة" كما يستدل من اسمها، وعروس الصحراء كما ارادت لها ان تكون ملكتها الشجاعة زنوبيا التي شيّدت على ارضها ارقى الحضارات وأهمها قبل اكثر من ألفي عام، ولكي تحميها من الغزاة والطامعين جعلت منها حصنا منيعا وعصّيا على هؤلاء، فهي التي قاتلت الرومان ولم تستسلم. وحين ظفر بها الامبراطور اورليان طلب منها ان تركع له، لكن كبرياءها وعزتها وكرامتها ابت ان تفعل ذلك. وتجلّى ذلك حين قالت للإمبراطور الروماني: ان السادة لا يركعون للعبيد. وآثرت الموت على ان تكون اسيرة عند اورليان حين تناولت السم الذي احتفظت به في خاتمها..!
ان هذه الملكة العربية السورية العظيمة، التي تركت للإنسانية حضارة باقية للأبد وأصبحت جزءاً من التراث الانساني، قد تمتد اليها اليد الهمجية، لكن لا احد يستطيع ان يمحوها من الوجود. وقبل حوالي العام، وتحديداً في شهر ايار من العام الماضي، دخلت تدمر القدم الهمجية، ممثلة بعصابات "داعش" الارهابية التكفيرية. وراحت تعمل تحطيما وتكسيرا في المدينة الاثرية لمحو الذاكرة. وهو ما لم تفعله كل الوحوش البشرية على مر التاريخ. فهؤلاء الذين انقضّوا على تراث تدمر، وعلى حضارة تدمر، لا يمكن ان يكون لهم اي انتماء لسوريا، او العروبة ولا حتى للإنسانية. ومع ان هيئة الاثار السورية كانت قد اخذت الحيطة والحذر في وقت مبكر، إلا ان سقوط تدمر كان انتكاسة كبرى. ومع كل الخراب والدمار الذي اصاب المعابد والأعمدة، إلا ان القدم الهمجية لم تستطع ان تقتلع الحضارة، وظلت والأعمدة شامخة لان اسرار المدينة الاثرية كانت في عهدة الدكتور الشهير خالد الاسد، عالم الاثار السوري والعالمي المعروف، حيث رفض التعاون مع تتار العصر الجديد، ورفض ان يسلمهم اسرار المدينة الاثرية. فقاموا بإعدامه بقطع رأسه في الساحة العامة في تدمر، للتدليل على مدى همجيتهم ووحشيتهم.
وظلت زنوبيا تتلوى كمدا والما احد عشر شهرا، وهي تنتظر اللحظة التي يقوم بها ابناؤها بكسر اغلال تدمر، عروس الصحراء. وما كان ابناؤها بغافلين عما يجري، فاستعدوا نسورا في الجو ونمورا على الارض للحظة الحاسمة. وقد حانت في الاسبوع الاخير من آذار الماضي حين انطلقوا لكسر اغلال تدمر وتحريرها، لتعود مرة اخرى الى حضن الوطن كعروس للصحراء، وكشاهد على الحضارة العظيمة التي شيّدتها زنبويا، ملكة العزة والكرامة والكبرياء. ولم تكن معركة تحرير تدمر سهلة او بسيطة، فالذين اغتصبوها وعاثوا فيها خرابا ودمارا كانوا يعتقدون ان لا قوة فوق الارض تستطيع ان تخرجهم منها. فقد كان هناك اشرس المقاتلين وأشدهم، وكان تسليحهم متطورا جدا، وتوفرت لهم اعلى التقنيات ووسائل الاتصال والأجهزة التي لا تتوفر إلا عند جيوش الدول العظمى. لقد حولوا تدمر والتلال المحيطة بها الى قلاع وحصون منيعة، فوق الارض وتحت الأرض. وزرعوا آلاف العبوات الناسفة والألغام لتفجيرها بواسطة الاجهزة المتطورة لديهم عن بعد. وكانت خطتهم ان يجعلوا من تدمر مقبرة للقوات السورية.
لكن حساباتهم شيء وحسابات الجانب السوري وحلفائه كانت شيئا آخر، فتم التعامل معها على هذا الأساس. وكانت الخطة المرسومة تقضي بتجنيب المدينة الاثرية اي شكل من اشكال الدمار، وان تكون الخسائر في اقل القليل. وهكذا كان، فالأسلحة التي استعملها الجيش العربي السوري وحلفاؤه كانت نوعية وقوية ومناسبة. فبالرغم من انتشار مئات الانتحاريين في البيوت والحارات والشوارع، إلا ان ذلك لم يمنع النمور الزاحفة من اقتحام تدمر، وقتل حوالي 500 مسلح تكفيري من اشرس المقاتلين واعتاهم. ولان طبيعة المعركة كانت معقدة ونوعية، فان الجانب السوري دفع ثمنا غاليا، حيث استشهد في معركة تحرير تدمر 150 مقاتلا سوريا بمن فيهم الحلفاء. وكان ان سقط ضابط روسي، كان احد المستشارين في هذه المعركة الفاصلة. وكانت المشكلة بعد التحرير في ابطال مفعول العبوات المزروعة، وهي بالآلاف. ولم يكن هذا الامر معهودا في المعارك السابقة، وتم زراعتها بشكل يصعب الاهتداء اليها لتفكيكها، بعد ان تم تحييدها بالتشويش الالكتروني على وسائل اتصال التكفيريين الدواعش، الذين فشلوا في تفجيرها في القوات المقتحمة. واقتضى الامر ان تطلب سوريا من الحليف الروسي ان يرسل مائة خبير من جنوده لمساعدتها في الاهتداء الى هذه العبوات وتفكيكها، وهو ما يجري الآن.
وبالرغم من انتهاء معركة تدمر بأقل الخسائر البشرية والأثرية، إلا ان التاريخ العسكري سيتوقف يوما عند هذه المعركة، لان الانجاز الكبير الذي تحقق سيكون بلا شك مادة خصبة في كليات اركان الحرب لدى الدول جميعها. فالذين قالوا ان محاربة داعش قد يستغرق عشرين عاما رأوا، وبالتجربة العملية في الميدان، ان هذا العدو - الذي ترتعد فرائص العالم من قسوته وشراسته وهمجيته - يمكن دحره وكسره والقضاء عليه. ولا يمكن ان يتم ذلك بالغارات الجوية، او التحالفات الفارغة، وإنما يمكن ان يكون ذلك على الارض وبهمّة الذين يملكون الخبرة والتجربة في الحرب على الارهاب.
صحيح ان الامريكيين لم يعارضوا معركة تحرير تدمر، لكنهم لم يباركوها وهم الذين يدّعون الحرب على الإرهاب. فالذي قام به السوريون وحلفاؤهم الروس، في غضون ستة اشهر، عجز عنه التحالف الامريكي في عام ونصف، وسيظل عاجزاً، لأنهم غير جادّين في هذا المجال. وستبقى معركة تحرير تدمر مقدمة لتحرير دير الزور والرقة وباقي الارض السورية، من كافة الظلاميين والمتشددين الذين زجّت بهم دول في الإقليم ودول كبرى اخرى، ولان سوريا المنتصرة حتما ستكون المحرقة والمقبرة لهؤلاء الذين تطاولوا عليها. وما تحرير مدينة القريتين، بعد تدمر من عصابات داعش، إلا عزم وإصرار للسير في طريق الانتصارات، بعد ان اخذ الجيش العربي السوري وحلفاؤه زمام المبادرة على الأرض. وهذا سينعكس ايجابا على كل مباحثات قادته في جنيف او غيرها. اما المدينة الاثرية في تدمر، والأضرار التي لحقت بها، فان سوريا تملك من الطاقات القادرة على اعادة الترميم، حتى تعود تدمر، بآثارها الخالدة وأعمدتها الراسخة ومعابدها الحضارية الرائعة، لتكون ملكا للتراث الانساني من جديد. وعلى منظمة اليونسكو ان تأخذ دورها في هذا المجال، ولن يستغرق الوقت اكثر من سنتين. ومن حق زنوبيا ان تستريح الآن، بعد ان تكسرت أغلالها، فقد كان ابناؤها بررة، لم يخذلوها..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR