أحمد حازم: "أهلاً وسهلاً في إسرائيل".. لتتعلموا ممارسة العنصرية وقوانين التمييز

التاريخ : 2016-06-17 09:00:00 |

المتعارف عليه في الدول المشهورة بسياحتها أن أماكنها السياحية تتصدرها لوائح ترحيب بالسائحين والزوار، مثل "أهلاً وسهلاً بكم" احتراماً من الجهات المسؤولة للسياح الأجانب والمحليين أيضاً الذين يزورون تلك الأماكن. وهناك أيضاً لوحات مكتوب عليها "رافقتكم السلامة" خلال عودة السائحين. وبما أن إسرائيل تعتبر إحدى الدول المعروفة سياحياً في العالم، فلا بد لها أن تحذو حذو الدول التي ترحب بالسائحين وتزيد معلوماتهم الثقافية:
"أهلاً وسهلاً في إسرائيل".. البلد الذي تتعرض فيه أقلية المواطنين العرب للعنصرية، والذي يقوم فيه أفراد الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على مواطنيه العرب. و"هبّة القدس والأقصى" عام ألفين خير شاهد على ذلك. فعندما خرجت الجماهير الفلسطينية في البلدات العربية في انتفاضة للدفاع عن الأقصى ومؤازرته، كانت ردة فعل الشرطة الإسرائيلية لهم بقتل 13 مواطناً، لأنهم فقط رفعوا صوتهم لدعم الأقصى. هؤلاء الشهداء الشباب لم يرتكبوا أعمالاً إجرامية، بل تم قتلهم بدم بارد لأنهم فقط فلسطينيون هبّوا من أجل كرامة الأقصى الذي هو جزء من كرامتهم.
" أهلاً وسهلاً في إسرائيل" السياحية، التي أقدمت شرطتها في شهر تشرين الأول عام 2014 على قتل الشاب خير حمدان من كفر كنا، بشبهة محاولة طعن أحد أفراد الشرطة. وهذه كذبة لا مثيل لها، ولا يمكن تصديقها.

فالمعروف أن أفراد الشرطة في أي بلد يخضعون لتدريب شامل، يتضمن أيضا إلقاء القبض على شخص يهدد حياتهم دون قتله. فكيف يمكن لشاب يحمل سكيناً (حسب ادعاء الشرطة) أن يشكل خطراً على مجموعة أفراد من الشرطة مدججين بالسلاح؟! لكن أفراد الشرطة هؤلاء، أحفاد هرتسل وإخوان شارون ونتنياهو وليبرمان، لم يرق لهم استخدام الأساليب الإنسانية في التعامل مع المواطن الكناوي الشاب، فرأوا أن قتله هو أفضل وسيلة للخلاص منه، وأطلقوا النار عليه لإشباع حقدهم الأعمى ضد كل من هو عربي. والأنكى من ذلك أن الجهات المسؤولة أغلقت ملف التحقيق مع أفراد الشرطة المتورطين في جريمة قتل الشاب الكناوي..!

" أهلاً وسهلاً في إسرائيل" البلد السياحي الذي يسن برلمانه (الكنيست) قوانين لتثبيت وتعزيز التفرقة العنصرية. والبلد الذي قامت الشرطة فيه بقتل 48 مواطناً عربياً منذ شهر تشرين الأول عام ألفين، بدون أي سبب أو أي مبرر لعمليات القتل.
هذا البلد السياحي الذي يفضل القضاء فيه (عملياً) المواطن اليهودي على المواطن العربي. مركز "عدالة" الحقوقي نشر ستين قانوناً إسرائيلياً عنصرياً ضد فلسطينيي الداخل في كل مجالات الحياة، كالأرض والتخطيط والتعليم والميزانيات وخدمات الدولة والسجناء والمعتقلين وحقوق مدنية وسياسية. ومركز "مدى الكرمل" للدراسات الإجتماعية والتطبيقية نشر استطلاعاً، كسف فيه أن نصف مواطني فلسطينيي الـ48 تعرضوا للعنصرية في العام الماضي، وأن 67 بالمائة من الذين عبّروا عن رأيهم يرون أن الحكومة الاسرائيلية مستمرة في التمييز ضدهم لصالح اليهود.
" أهلاً وسهلاً في إسرائيل" الدولة التي تغض الطرف عن اعتداءات المستوطنين والمتطرفين فيها على المواطنين الفلسطينيين. متطرفون يهود قاموا، فجر يوم الجمعة الماضي، باعتداء على معرض لبيع السيارات في بلدة يافة الناصرة، حيث اقدموا على حرق سيارتين وكتبوا شعارات عنصرية معادية للفلسطينيين.
"رافقتكم السلامة" وعدم نسيان المعلومات عن هذا البلد السياحي..!!