www.almasar.co.il
 
 

اصدار جديد للدكتور محمد حبيب الله: "خليل السكاكيني.. المفكر والفيلسوف التربوي الفلسطيني"

صدر عن دار الأمانة في عرعرة هذه الأيام للدكتور محمد حبيب الله كتابه...

د. ثائر طه: هذه الحشرة من أخطر الحشرات الموسمية على الصغار والكبار.. احذروها!!

في ظل الأجواء الربيعية التي تشهدها البلاد وارتفاع درجات الحرارة...

وقفة احتجاجية في أم الفحم تضامنًا مع الناشطين محمد طاهر واحمد خليفة ومطالبةً بوقف الحرب على غزة

شارك العشرات من الناشطين، مساء اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية نظمت في...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

د. محمد حبيب الله: مكانة الطفل في التربية الإسلامية

التاريخ : 2017-02-16 15:55:20 |



يعتقد البعض ان التربية العامة في عصور التربية الإسلامية المختلفة قد أهملت الطفل، خاصة وأن هذا الموضوع لم يدرس بعد بشكل واضح منفصل، ولم يأخذ الطفل بعد مكانه في الدراسات التربوية العربية. والواقع اننا عند التعمق في الموضوع نجد ان الطفل حاز غاية الاهتمام من قبل أهل التربية في العصور المختلفة سواء على الصعيد الديني أو التربوي أو الشعبي البسيط.
وهذا ما سنحاول الآن بحثه وتوضيح جوانبه لنؤكد للقارئ بأن الفكرة السائدة عن إهمال الطفل حتى بداية عصر التربية الحديثة هي فكرة خاطئة نجمت عن عدم توفر الدراسة وليس عن عدم توافر الحقائق.

• الناحية الدينية:
ولنبدأ الآن من الناحية الدينية فنرى ان الأبناء زينة الحياة كما جاء في قوله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا". وتستحق هذه الزينة كل لطف ومحبة وتقدير ودراسة في التربية الإسلامية والحديث الشريف حيث نرى الكثير جدًا من الأحاديث التي تحبب الطفل إلى القلب وتحدد منزلته من الأهل.
ومن هذه الأحاديث: "ريح الولد من ريح الجنة". وكذلك "الولد من ريحان الجنة" و "بيت لا ولد فيه لا بركة فيه". وهذه البركة تستوجب ان يهتم بها الأهل، والآباء ليسوا أحرارًا في إهمال أطفالهم، لأن الشرع يفرض واجب العناية بهم وتوفير التربية الخلقية الصالحة لهم، حسب قوله صلعم: "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم فإن أولادكم هدية الله إليكم". ولا تقتصر هذه العناية على التربية وإنما تتعداها إلى واجب التعليم كقوله صلعم محددًا هذه الواجبات: "حقُّ الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة. وأن لا يرزقه إلا حلالا طيبا". وبالطبع فإن هذه الحاجات كانت هي اللازمة في تلك العصور، ولكن الرسول يؤكد اعترافه بالاختلاف الزماني، وبتبدل الأوضاع والحاجات والوسائل حسب العصور المختلفة، مما يستدعي تغيير وسائل ومواد الدراسة، على ما نراه في قوله صلعم: "خلِّقوا أولادكم بغير أخلاقكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم".
وبعد هذا نجد ضرورة الاهتمام بالمساواة بين الأولاد وعدم التفضيل بينهم لأن هذا يكون سببًا للتحاسد والكراهية مما يؤدي بهم إلى تربية غير صالحة وعداء مستحكم. ويؤكد صلعم هذه القاعدة بقوله: "ساووا بين أولادكم في العطية". وفي حديث آخر نرى الاهتمام بضرورة المساواة حتى في أبسط الأشياء التي تدخل السرور إلى القلب، ويتمثل هذا بقوله: "إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل". وهكذا فالوالدان مأموران بالنظر إلى نفسيات أطفالهم ومراعاة مشاعرهم في الصغيرة والكبيرة، وحتى في القبلة والتفضيل مكروه لأنه قد يثير نوعًا من مشاعر التبرم بطاعة الوالدين وقد يؤدي إلى نوع من عقوق الوالدين الذي يكرهه الشارع. ولهذا يترتب على الوالدين ان يستعملا الفطنة والذكاء وتوزيع العدل والمساواة. قال صلعم: "رحم الله والدا أعان ولَدَه على بِرِّهِ". وقال أيضًا في حديث آخر: "أعينوا أولادكم على بركم. من شاء استخرج العقوق من والده". وهكذا الأب والأهل هم المسؤولون عن تصرف الأبناء تصرفًا مرضيًا حميدًا بحسن تربيتهم عن طريق المساواة من جهة والصدق والمحبة من جهة أخرى. ويظهر هذا في الحديث القائل: "لا يعد الرجل صبية ثم لا يفي". ثم إن هذه الوصايا والأحاديث المرشدة إلى كسب محبة الأطفال كثيرة في الحديث الشريف. من ذلك الحث على الرحمة والمحبة وتقبيل الأطفال وابداء كل مشاعر المحبة لهم. وتظهر هذه الحقيقة بأوضح صورها في قصة صغيرة تقول ان "الأقرع بن حابس رأى مرة رسول الله صلعم وهو يُقبِّل الحسن - وهو حفيده لابنته فاطمة - فقال الاقرع بن حابس: إنِّ لي عشرة من الولد ما قبِّلتُ واحدًا منهم. فقال له الرسول صلعم: "إن من لا يرحَمْ لا يُرحم". وهكذا فالاهتمام بالطفل وبذل المحبة له والحنو عليه والرأفة به، كل هذه الوسائل تربط بين الأهل والطفل فتجعله يحبهم ويطيعهم ويهتم بهم في مستقبل حياته.
وأخيرًا، فإننا نجد في الحديث النبوي أيضًا بالغ الاهتمام بمشاعر الأطفال الذين يحبون اللعب وحتى الخروج عن الحدود المعتادة بعض الأحيان، وما شابه ذلك من طيش وخفة ومفارقة للمألوف من الألعاب والتصرفات فيعترف بها جميعًا.
وهذا ما ينادي به علماء التربية الحديثة من ضرورة إعطاء فرص اللعب الكاملة للأطفال وعدم اعتبار حب اللعب شراسة. فلا يزال بعض الآباء يعتقدون حتى اليوم بأن كثرة لعب الأطفال غير محمود يضر بمستقبل حياتهم وتعليمهم. أما الرسول فاعترف للأطفال بهذا الحق وأكد أن اللعب لا يضر بالطفل بل يزيده ذكاء وخبرة في الحياة فقال صلعم: "عُرامُ الصبي في صغرهِ زيادة في عقله في كبره".
وهكذا فنحن نرى عند الرسول صلعم وفي أحاديثه الصادقة اهتمامًا بالطفل والطفولة كلها كسن لها حقوقها ورعايتها، وبالأطفال على أساس كونهم بحاجة إلى محبة وتهيئة نفسية تغرس فيهم صالح التربية والعلم والخلق الحميد لمستقبل حياتهم.
وحتى لا يعتقد البعض بأن المقصود بذلك كله هم الأبناء دون البنات والذكور دون الإناث نذكرهم بالأحاديث التي تؤكد المساواة كقوله صلعم: "لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات" "أو قوله أيضًا: "إنما النساء شقائق الرجال" وهذا عنوان المساواة.

• الأطفال في تاريخ التربية الإسلامية:
يجد الدارس بالغ الاهتمام بالطفل منذ مطلع التاريخ الإسلامي حتى عند رجال لا نعرف عنهم انهم اشتهروا في تاريخ التربية كمربين وإنما كذوي عقل وبصيرة، مما يؤكد لنا ان هذه النظرة إلى الطفل هي نظرة شاملة واعية متسامحة متراحمة. وحتى لا نطيل نقدِّم هنا نموذجًا من هذه الأحاديث التي تصلح ان تظل قاعدة تربوية. كان معاوية جالسًا ذات مرة غاضبًا من ابنه فدخل عليه الأحنف بن قيس - وهنا وجد معاوية إمكانية للتخفيف عن نفسه، فسأل الداخل عليه في لهجة الحائر الغاضب: ما رأيك في الولد؟ فأجاب الأحنف: "يا أمير المؤمنين: ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة... فإن طلبوا فأعطِهم. وإن غضبوا فأرضهم، يمنحوك ودَّهم، ويحبون جهدكم. ولا تكن عليهم قُفلاً ثقيلاً فيملوا حياتك ويودوا وفاتك، ويكرهوا قربك". وعندها قال معاوية: "لله أنت يا أحنفُ، لقد أرضيتني عمن سخطتُ عليه من ولدي" - ونحن نرى بهذا التعبير الرائع كل ما يتعلق بالطفولة من ارتباط متبادل مع الأهل. فهم ثمار القلوب وفلذات الأكباد، ومهمة الأهل أن يضحوا بأنفسهم من أجل حياة أطفالهم. والرابط الذي يربط الأهل بهم هو رابط المحبة المتبادلة، لأنهم ثمرة الحياة كلها ولأن نظام العائلة السعيدة يقوم على الاهتمام بكسب ود الأطفال صغارًا، ولا يجوز معهم مطلقًا غير أسلوب الرفق والرأفة والتقدير. أما القسوة والشدة فممنوعة مطلقًا في التربية الإسلامية وأفضل برهان على ذلك تلك القصة التاريخية المشهورة التي تحدثنا بأن أحد الولاة دخل على الخليفة عمر بن الخطاب فوجده مستلقيًا على ظهر وصبيانه يلعبون حوله، فأنكر الوالي عليه طريقة ملاعبة الأطفال هذه، وعندها سأله الخليفة عمر: كيف أنت مع أهلك؟ فأجاب الوالي: "إذا دخلتُ سكت الناطق" فما كان من الخليفة إلا أن قال له: "اعتزل عملنا" وهكذا عزله الخليفة لأنه رأى فيه القسوة والشدة التي لا تحب الطفولة ولا ترحمها، وهي صفة تكرهها التربية الرشيدة.
وإذا عدنا إلى بعض الآراء التربوية الخاصة بالأطفال لوجدنا الغزالي مثلاً يهتم بالفروق الفردية بين الأطفال، كما يهتم بتعليمهم وتعويدهم حميد الأخلاق منذ الصغر، وذلك إلى جانب التشجيع بالمكافآت على كل عمل حميد الاقتصاد في اللوم والتغيف. وقد أمن رجال التربية منذ القديم بضرورة تعليم الطفل منذ الصغر مصداقًا للمثل القائل: "العلم في الصغر كالنقش في الحجر".
أما ابن سينا فإنه في كتاب "السياسة" يهتم بالميول والغرائز ليعلم الأطفال من خلالها وعن طريق المحاكاة والتقليد، لتسود روح المحبة مع الجميع من الناس الذين يختلط بهم الطفل. ويحذر العبدري في كتابه "المدخل" من استعمال العصا إلا في حالة اليأس من نجاح طرق الإصلاح باللين والمحبة والشفقة. ويؤيده ابن خلدون في مقدمته ويقول: "من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك... ضيَّق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها... وقعد عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل... وبذلك تنقلب النفس عن غايتها ومدى انسانيتها" - والعبدري المذكور أعلاه يؤكد ضرورة إتاحة فرص اللعب والترويح عن النفس للطفل بعد ساعات الدرس وبنفس الرأي قال الغزالي الذي أكد حرصه على الطفل حتى في الملعب والاهتمام به هناك فقال: "وينبغي ان يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبًا جميلاً يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعبُ في اللعب" - ولهذا كان الغزالي من أوائل من اقترح دروس الرياضة للأطفال فقال: "ويُعوَّد الصبي في بعض النهار المشي، والحركة، والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل".
وهكذا رأينا بجولة سريعة اهتمامًا بالغًا بالأطفال وحياتهم وصحتهم وغرائزهم مما يؤكد ان الطفل لم يكن مهملاً - وسنرى في القسم الثاني الاهتمام بألعابه على الصعيد الشعبي البسيط.


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR