www.almasar.co.il
 
 

اصدار جديد للدكتور محمد حبيب الله: "خليل السكاكيني.. المفكر والفيلسوف التربوي الفلسطيني"

صدر عن دار الأمانة في عرعرة هذه الأيام للدكتور محمد حبيب الله كتابه...

د. ثائر طه: هذه الحشرة من أخطر الحشرات الموسمية على الصغار والكبار.. احذروها!!

في ظل الأجواء الربيعية التي تشهدها البلاد وارتفاع درجات الحرارة...

وقفة احتجاجية في أم الفحم تضامنًا مع الناشطين محمد طاهر واحمد خليفة ومطالبةً بوقف الحرب على غزة

شارك العشرات من الناشطين، مساء اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية نظمت في...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

د. محمد حبيب الله: فصول من الفكر التربوي في الإسلام.. نظرة الإسلام إلى اللعب وتطورها بين الماضي والحاضر

التاريخ : 2017-03-22 15:03:35 |



ان أهمية اللعب في علم النفس التربوي الحديث، جعلت الناس تنظر إليه اليوم على انه طريقة من طرق التعليم. وان البحوث الدائرة حول موضوع "اللعب"، لتدل على التحول الذي حصل في التربية الحديثة تجاه الطفل وكل ما يتعلق به.

وليس في هذه الظاهرة ما يدعو إلى الاستغراب، إذ أن موضوع "لعب الأطفال" شغل الفلاسفة والمربين القدماء أيضًا. وان النظرة إلى اللعب كانت تختلف باختلاف الأزمنة التاريخية وباختلاف الثقافات وكذلك في الثقافة الواحدة بأزمنة مختلفة. لذا فإن هذه القضية متشعبة وواسعة، ومناحي البحث فيها كثيرة ومتباينة، من الناحية النفسية ومن النواحي الاجتماعية والفلسفية والتربوية.

ولم يأت هذا المقال لكي يبحث في ماهية اللعب وتعدد أنواعه وكذلك ليس المكان هنا لنشرح فوائده ووظائفه، سوف لن أبحث هنا المسألة فيما إذا كان الولد مفطورًا على اللعب منذ الولادة أو أنه يكتسب هذا الشيء ويتعلمه من محيطه، كذلك لن أتعرض لنقطة المقارنة بين اللعب عند شعوب مختلفة وبين ثقافات مختلفة لان هذا موضوع خاص لعلم الاجتماع التربوي ويجب أفراد بحث مستقل له. إن بحثنا هنا متمركز حول اللعب في الثقافة والحضارة العربية الإسلامية، ومن وجهة نظر فلسفية - تربوية.

أما الأسئلة التي سيتناولها البحث فهي: هل الثقافة العربية الإسلامية ترفض اللعب عند الأطفال أم انها تشجعه وتؤيده؟ ما هي نظرة العرب والمسلمين إلى اللعب في الماضي وما هي في الحاضر هل شجع الإسلام اللعب؟ ما هي النظريات الشائعة في هذا الموضوع؟ وهل النظرة الحديثة عند العرب بالنسبة للعب نتيجة لعقلية قديمة متوارثة عن الماضي؟ وأخيرًا كيف يمكن لنا أن نفسر ظواهر معينة ومواقف معينة تجاه اللعب في المجتمع العربي الحديث؟

طريقة البحث:
لكي نجيب على الأسئلة أعلاه، ولكي نفحص طبيعة النظرة إلى اللعب عند العرب في الماضي والحاضر، فلقد عاينت المصادر المتصلة مع تاريخ التربية الإسلامية في القرون الوسطى، ومع التربية الحديثة في أيامنا. والحقيقة ان قضية المصادر التي تبحث في موضوع التربية عند العرب والمسلمين هي قضية جدية خاصة إذا كان الموضوع متعلقًا بالقرون الوسطى، فكيف إذا كان متعلقًا بقضية فرعية جدًا مثل "اللعب". ان المصادر التي وصلت إلينا من القرون الوسطى هي عامة، تبحث في تاريخ العرب والمسلمين. وان طابع هذه المصادر هو أدبي أو تاريخي أو فلسفي. ومن هنا فالصعوبة كامنة في استخراج المادة المطلوبة من خلال هذه المصادر العامة مثل: "الأغاني" و "معجم الأدباء" وكتب التاريخ كالطبري والمسعودي إذ لا نستطيع أن نخرج منها إلا بمعلومات قليلة. لقد اهتم المؤرخون مثلاً بتسجيل التقلبات السياسية واخبار الحروب والانتصارات دون ان يتركزوا في المجال التربوي وشرح التطور التعليمي عند المسلمين فالمدارس التي اشتهرت كثيرًا في زمن نظام الملك (القرن العاشر الميلادي) كتب عنها سطور قليلة في كتب التاريخ. من هنا نستخلص بأنه إذا ما أردنا بيان النظرة الإسلامية للعب، فعلينا أن نتفحص المراجع العامة في المجالات المختلفة والمراجع الخاصة مثل الرسائل التي كتبها بعض المربين المسلمين في موضوع التربية والتعليم مثل: الزرنوحي (1195م) وابن سحنون (870م) وابن جماعة (1332م) والقابسي (1012م) والغزالي (1111م) وابن خلدون (1406م) ففي هذه الكتب يمكننا أن نجد فصولاً في التربية وملاحظات عن اللعب والنظرة إليه، هذا بالرغم من حقيقة ان المادة المستخلصة لا تسد حاجة الباحث الحديث، كما أكدها خليل طوطح في كتابه. "التربية عند العرب" (1).
ان الباحث في موضوع اللعب في العالم العربي في الماضي والحاضر، لا بد ان يلاحظ ثلاث فترات مرت بها النظرة إلى اللعب.
الأولى هي العهد الإسلامي من زمن الرسول وحتى بدء حكم العثمانيين، ويضم هذا العصور الوسطى وحتى سنة 1492م.
والثانية هي العهد العثماني منذ بداية حكم الأتراك للعالم العربي والإسلامي وحتى الحرب العالمية الأولى (1914) والثالثة هي العهد الحديث حتى يومنا هذا - وسنقتصر في بحثنا على الفترتين الأولى والثالثة.
أ) العهد الإسلامية حتى سنة 1492م:
نصادف في هذه الفترة مدرستين متناقضتين الأولى ذات نظرة إيجابية للعب ويمثلها الغزالي (1111م)، ويرى أصحاب هذه المدرسة في اللعب شيئًا طبيعيًا، وطالبوا بإفساح المجال للعب الأطفال لأن هذا أمر ضروري لنموه وتطوره الجسمي والنفسي ولتقدمه العلمي. أما الثانية فذات نظرة سلبية للعب، ويمثلها القابسي (1012م)، وأتباع هذه المدرسة يرون في لعب الولد مخالفة تجب معاقبته عليها. وسنطلق في هذا البحث اسم مدرسة الغزالي على المدرسة الأولى، ومدرسة القابسي على المدرسة الثانية، وسنبحث في كل مدرسة على حدة.

• مدرسة الغزالي:
وردت كلمة "لعب"، والفعل لعب في القرآن الكريم بمعنى: مرح ولها ولعب بالشيء: اتخذه لعبه، ولعب في الدين: اتخذه سخرية، وفي التنزيل (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا).
ولعب: عمل عملاً لا يجدي نفعًا (ضد جد)(2) - وفي القرآن "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل بالله وآياته ورسوله كنتم تهزئون" (3) و قالوا يا آبانا مالك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون، أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وأنا له لحافظون (4). و (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو، وللدار الأخرة خيرٌ للذين يتقون أفلا تعقلون) (5)...
وعن الرسول انه عندما تزوج من عائشة بنت أبي بكر الصديق وكان في الخمسين من عمره، وكانت هي في العاشرة، كان يخرج معها في نزهات إلى خارج مكة ليلعب معها لأنها "كانت ذات ولع باللعب والمرح"، "وكان يدع بني بناته يداعبونه أثناء صلاته" (6).
ان نظرة الإسلام الأولى للعب تظهر في القصة المرتبطة بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب فقد مر في أحد شوارع مكة، بصبية يلعبون في وسط الطريق، وعندما رأوه هربوا منه جانبًا إلا صبيًا واحدًا ظل مستمرًا باللعب، وعندما سأله عمر: لِمَ لَمْ تهرب؟ أجاب: "ليست الطريق ضيقة فأوسع لك". وفي هذه القصة ما يدل على إعطاء الحرية للأولاد ليلعبوا أينما شاؤوا. فعندما فكروا في فصل الكتاب عن المسجد بسبب ضجة ولعب الأولاد، لم يفكروا بمنع الأولاد من اللعب، وإنما نظروا إلى اللعب كظاهرة طبيعية يجب مراعاتها، ونصحوا بإبقاء الأولاد مع الكتاب الذي يتعلمون به بعيدًا عن المسجد لقدسية المكان من ناحية، ولإعطاء الأولاد حرية اللعب من ناحية أخرى، لقد نظر المسلمون إلى اللعب كأمر حتمي لا يمكن تجاهله، وان من حق الولد أن يلعب، خاصة بعد يوم تعلم طويل. لقد انتبهوا إلى كون اللعب عاملاً في تخفيف التوتر الذي يصحب التعليم عادة، إلا انهم لم ينظروا إلى اللعب كطريقة من طرق التعليم كما هو اليوم، بل فصلوا بين الدرس وبين اللعب، وللطالب الحق في أن يركض ويتحرك ويلعب خارج غرفة الصف، ولقد قدرت التربية الإسلامية حاجة الولد إلى اللعب، فاللعب أمر ضروري من الناحيتين النفسية والجسمية (7).
ان اللعب واحد من الأسس التربوية التي تقوم عليها مدرسة الغزالي، فالمربون المسلمون شعروا بحاجة الولد إلى اللعب خاصة بعد الدروس وفي أيام العطل والأعياد، هذا إذا تذكرنا ان السكوت والإصغاء وقت الدرس، كان أحد المبادئ التعليمية عندهم. فلقد كان الولد يشعر بالتعب ويريد التحرر من قيود الدرس. ويحب أن يتحرك ويلهو ويلعب لكي يخفف عنه من عناء الدرس. لذلك سمح له باللعب خارج غرفة الصف لكي يجدد روحه. ولقد نصح الغزالي المعلمين بالسماح للولد باللعب، ففي رأيه (8) "ينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب ان يلعب لعبًا جميلاً. يستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب من اللعب وارهاقه فإن منع الصبي من اللعب وارهاقه إلى التعلم دائمًا يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه راسًا. "وكذلك يعود في بعض النهار المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل...". أي ان اللعب في نظر الغزالي يؤدي إلى نتيجة طيبة للجسم والعقل، ومنع الولد منه يؤدي إلى نتائج سلبية في نفسه. ان في اللعب تجديد لنشاطه وتحفيز لذكائه، لقد أثرت نظرية الغزالي هذه فيمن تلاه من المربين المسلمين الذين رأوا رأيه وكانت نظرتهم للعب إيجابيه. ونذكر من هؤلاء:
العبدري (صاحب كتاب المدخل - 1331م)، الذي أكد أهمية اللعب وإعطاء الحرية للولد والتخفيف عنه بعد ساعات الدرس اليومية. وربما توضح لنا هذه الحقيقة ظاهرة عطلة آخر الأسبوع في المؤسسات التعليمية في الإسلام.. والتي كانت تمتد من ظهر يوم الخميس وحتى صباح يوم السبت، هذا بالإضافة إلى الأعياد الدينية (9). أما نظرة ابن سينا للعب، فهي أيضًا إيجابية، ففي رأيه "إذا انتبه الصبي من نومه، فالأحرى ان يستحم ثم يخلي بينه وبين اللعب ساعة، ثم يطعم شيئًا يسيرًا، ثم يطلق له اللعب وقتًا أطول، ثم يستحم ثم يغدى...(10)، ويستفاد من هذا ان ابن سينا يؤكد حاجة الجسم والعناية به إلا ان المربين المسلمين الذين أجازوا اللعب للأطفال، حذروا من المبالغة فيه، كما حذروا من المبالغة في التعليم. فقد طالبوا عدم إجهاد الجسم لأن في هذا فشل في التعليم، وان الجسم المجهد أو المريض لا يساعد العقل على الفهم، وان على الطالب أن يواصل الدرس، ما نشط عقله وفطن، فإذا أحس في عقله فتورًا، فليتوقف عن العمل وليلجأ إلى اللعب، فإن العقل المكدود ليس لرويته لقاح، ولا لرأيه نجاح (11). وتعلق أسماء فهي حسن (12) على هذا الكلام بقولها: ان من الضروري إعطاء الولد راحة كهذه يلعب خلالها، لأن التعليم كان مجهدًا جدًا، فطريقة التعليم (المحاضرة) لم تكن لتهتم بميول الولد ولم يكن بها ما يجذب أو يشجع أو يقلل من التوتر، كما هو الحال في طرق التعليم الحديثة. فكان الولد يشبع رغباته هذه في الحركة والعمل في الوقت القصير المخصص للعب خارج غرفة الصف. وقد حفل كتاب الإرشاد والتعليم - أحد كتب الصوفية بنصائح هامة في ذلك الموضوع نقتبس بعضها فيما يلي (13)" "ومن العجب ان يفرح الناس بالأطفال القليلي الحركة البعيدين عن اللعب، ويعتبروهم عقلاء متزنين، ويتوسموا فيهم الخير ولم يعلموا ان الأطفال الذين طبعوا على السكون وعدم الحركة لا بد ان يكونوا مصابين بأمراض جسمية أو عقلية، بحيث ينتهي أمرهم إلى ضعف الحياة وكدر المعيشة إذا لم يؤخذوا من الصغر بالرياضة والحركة وتنبيه أجسامهم ولذلك يجب أن يترك التلاميذ بل أن يرشدوا إلى اللعب والجري والأعمال المساعدة على نمو أجسامهم، لتطيب لهم لذة العيش ويفرحوا بالحياة وتنمو أجسامهم ويتربى احساسهم فعل القائمين على تربية الطفل سواء أكان في المدرسة، أم في المنزل، أن يجعلوا للأطفال نصيبًا من اللعب والرياضة، خصوصًا في أواسط النهار وبعد انصرافهم وحضورهم إلى المنزل.
وفي هذا الكتاب "الإرشاد والتعليم"، الذي ألفه جماعة من الصوفية، تصنيف لألعاب الأطفال "فمنها ما يدعو إلى كثرة الحركة كلعب الكرة والجري ومنها ما يدعو إلى قليلها كاللعب بالأشياء والحيوانات" (14).
ويطالب المؤلفون بمراقبة الوالدين للأطفال أثناء لعبهم وإرشادهم كيف يلعبون... بل واللعب معهم أحيانًا لينتهزوا فرصة اللعب معهم، فيربوا عقولهم ويعلموهم". وهذه في رأي طريقة متقدمة جدًا في التربية غير المباشرة واستغلال ميل الطفل الطبيعي للعب، لتربية عقله وذوقه.
لقد لاحظ المربون المسلمون العلاقة الوثيقة بين الجسم والعقل... (فالعقل السليم في الجسم السليم". فاهتموا بتنمية الجسم وعدم إجهاده، وذلك لكي يستطيع حمل النفس ومساعدة صاحبها على التعليم. وفي صحيح البخاري، ان الرسول (صلعم) شاهد رجلاً يكثر الصلاة ويصوم ولا يفطر فأمره بعدم الإسراف في العبادة وقال له: "ان لبدنك عليك حقًا" - هذا إذا تذكرنا ان الإسلام نظر للتعليم كضرب من ضروب العبادة... ويرى الدكتور أحمد شلبي (15) ان المربين المسلمين أدركوا حاجة الطفل الطبيعية للنشاط والحركة، فكانوا يغذون فيه هذه الطبيعة لعلمهم ان في نشاط الجسم يقظة العقل.. كما وكانوا يرون ان من غير الطبيعي ان يكون الطفل هادئًا ساكنًا، ويرجعون سكونه إلى مرض أصابه أو يأس نزل به - سأل أبو القاسم عبد الله بن محمد أحد علماء المغرب معيقب بن أبي الأزهر: ما حال صبيانكم في الكتاب. فأجاب معيقب: ولع كثيرًا في اللعب. فقال أبو القاسم: ان لم يكونوا كذلك. فعلّق عليهم التمائم... وليس في رأيي أوضع قولاً أشمل من هذه النظرة الإيجابية للعب. فكما جعل النوم للراحة. جعلت اليقظة للحركة والعمل. واللعب للأطفال هو جزء من العمل. والأطفال مطبوعون عليه بالفطرة وهو يبعث فيهم نشاطًا عقليًا وجسميًا ولذة في حياتهم..." (16). ولتأكيد رأي مدرسة الغزالي في اللعب نورد ما قاله ابن مسكوية (1030) "وينبغي أن يؤذن للطفل في بعض الأوقات، ان يلعب لعبًا جميلاً، ليستريح إليه من تعب الأدب، ولا يكون في لعبه ألم ولا تعب شديد، فالرياضة تحفظ الصحة وتنفي الكسل وتطرد البلادة وتبعث النشاطة وتذكي النفس" (17).

مدرسة القابسي:
وعلى عكس هذه النظرة الإيجابية للعب، نجد علاقة سلبية متمثلة في نظرة بعض المربين والفلاسفة المسلمين وعلى رأسهم المربي والفيلسوف علي بن محمد أبو الحسن ابن القابسي (1012م) صاحب "الرسالة المفصلة لأحوال المعلمين والمتعلمين" وفي رأيي، ان أصحاب هذه المدرسة استمدوا نظرتهم للعب من مفهوم اللعب بمعنى اللهو والعبث والسخرية والقيام بأعمال لا تجدي نفعًا، وهو عكس الجد والعمل المثمر، ولما كان الهدف الديني يسود التعليم الإسلامي في الغالب، ولما كانت أكثرية المواضيع التي تدرس في الكتاب والمسجد والمدرسة دينية أو مرتبطة بالدين، كان المطلوب من الدارس ان يقبل على هذه العلوم بجد واحترام، لذا كان أي تصرف فيه لهو ومرح وعبث، يفسد وكأنه مناف للمقام والمقال... ومن هنا نشأت هذه النظرة السلبية للعب ولاقت تأييدًا من رجال الدين المتزمتين ومن الناس المحافظين الذين يريدون ان يحيطوا العلم والتعليم بالجدية التامة، وسنرى فيما بعد، ان لهذه النظرة السلبية رواسب لا تزال تعمل في المجتمع العربي الإسلامي وتصطدم أحيانًا مع متطلبات التربية الحديثة.
يقرر القابسي في رسالته قواعد سلوكية لحياة الولد اليومية (18) فهو يذهب للكتاب في الصباح الباكر، ويبدأ يتعلم القرآن شفهيًا ومن ثم يتعلم الكتابة، وعند الظهر يرجع إلى البيت لتناول طعامه، ويعود بعد ذلك للكتاب مرة أخرى، ويبقى فيه حتى المساء.. فإذا ما أخطأ الولد في الكتابة أو في الحفظ غيبًا، وإذا ما أهمل واجباته أو ذهب ليلعب أو هرب من الكتاب فمن حق المعلم معاقبته، ويكون العقاب بالنصح مرة وبالتهديد مرة أخرى وبالضرب مرة ثالثة هذا إذا لم يفد النصح ولا التهديد. "وكما يعاقب المعلم تلميذه على إهمال دروسه، يعاقبه على الإسراف في لعبه ولهوه، وعلى الهرب من كتابه وعلى إيذاء إخوانه.." هذا هو ما يراه القابسي (19). فهو يرى في اللعب - جرمًا ليس بعده جرم، واللعب في نظره واحد من الصفات الرديئة (20) واحد الأشياء التي تحول انتباه الولد عن الدرس وعن الإصغاء للمعلم. لقد آمن القابسي بان اللعب من طبيعة الأولاد، لكنه اعتبره مخالفة أخلاقية تستحق العقاب، فإن اكتسب جرمًا ولعب وهرب من الكتاب فينبغي للمعلم أن يستشير أباه.. ويعلمه إذا كان يستأهل من الأدب فوق الثانوي (21) وهو يوافق المعلمين في ردهم السلبي على لعب الأطفال وفي معاقبتهم على ذلك (22).
والقابسي في رسالته يربط دائمًا بين اللعب والهرب من الكتاب كمخالفتين يستحق الولد عليهما العقاب، وتقديري ان الهرب من الكتاب كان نتيجة حتمية لمنع الأولاد من اللعب، فكرهوا المكان الذي ينافي طبيعتهم والذي يمنعون في داخله من اللعب "فلو سمح للولد باللعب لما هرب...
ويتبع لمدرسة القابسي بعض المربين الإسلاميين، وفيهم من سبقه ومن جاء بعده.. جاء في وصية الرشيد للأحمر، مؤدب ابنه الأمين: "وقوِّمْهُ ما استطعت بالضرب والملاينة، فإن اباهما فعليك بالشدة والغلظة.." قال الأحمر: فكنت كثيرًا ما أشدد عليه في التأديب، وامنعه الساعات التي يتفرغ فيها للهو واللعب (23). أما ابن سحنون (870م) الذي جاء قبل القابسي ومنه تأثّر الأخير فيرى ان تأديب الولد يكون على اللعب والبطالة (24). ويرى ابن جماعة (1332م) في كتابه: "تذكرة السامع والمتكلم، في أداب العالم والمتعلم" ان من واجب المتعلم الا يجلس في الباب ولا في الممرات": ولا يكثر من التمشي في ساحة المدرسة بطالاً من غير حاجة إلى راحة أو رياضة" (25).
هذا هو رأي مدرسة القابسي في اللعب وهو كما يبدو رأي مخالف لما ارتأته مدرسة الغزالي في ذلك ونحن هنا أمام مدرستين الواحدة تقليدية والأخرى مجددة. فاتباع مدرسة الغزالي رأوا في اللعب عاملاً مشجعًا ومضاعفًا للمقدرة على التعلم لهذا شجعوه عند الأولاد. واتباع مدرسة القابسي رأوا في اللعب عاملاً محبطًا للتعلم ومعوقًا لتقدم التلميذ العلمي، فمنعوه وعاقبوا عليه.. فكأن المدرستين تلتقيان في نقطة واحدة، فالهدف النهائي عند المدرستين تحسين تحصيل الطالب، فبينما رأت الأولى في اللعب عاملاً في هذا التحسين رأت فيه الثانية معوقًا لهذا التحسين. والنقطة التي يجب ان نتنبه إليه هو كون أصحاب المدرسة التقدمية من الشرق الإسلامي، وأصحاب المدرسة التقليدية من شمال أفريقيا. فبينما كان الإسلام مستقرًا في بلاد الشام والعراق نراه جديدًا في شمال أفريقيا، وربما كان في هذا ما يفسر هذه النظرة التقليدية المحافظة عند مربي شمال أفريقيا. ان تغيير اماكن التعليم في الشرق ومن المسجد إلى الكتاب ثم إلى المدرسة. ليدل دلالة واضحة على تسليم أهل الشرق بلعب الأولاد كظاهرة طبيعية يجب تشجيعها، فمنع الأولاد من اللعب في المسجد لقدسيته ونقل التعليم إلى الكتاب لدليل على هذه النظرة الإيجابية للعب. ومن ناحية أخرى. فإن تمسك أهالي شمال أفريقيا بالمسجد كمؤسسة علمية - لأن المدارس لم تنتشر هناك - ادى إلى هذه النظرة المتطرفة السلبية للعب. فالتعليم في محيط القابسي كان في المساجد، ولكي نحافظ على طهارة وقدسية المساجد منع الأولاد من اللعب.
وفي النهاية، فإن ما يوجد بين المدرستين هو مطالبة الولد بالمحافظة على الآداب أمام من هو أكبر مه سنًا.. وذلك عن طريق ترك اللعب أمامه.. ولهذا الأدب تأثير على العصر الحديث في مجتمعنا العربي فكأن ترك اللعب أمام الكبار دليل وعلامة على احترامهم.

ب) العهد الحديث:
ان الفرضية السائدة عند كاتب هذا المقال، وتقديره الناتج عن قراءات في المراجعة الحديثة حول اللعب، وعن مشاهدات ومعلومات عامة هو ان النظرة للعب في العالم العربي اليوم هي إيجابية وسلبية ويتعلق الأمر بعاملين: الأول: مدى ثقافة الوالدين، والثاني مكان السكن إذا كان في القرية أو في المدينة. والافتراض هو ان النظرة السلبية التقليدية يتبناها أناس عديمو الثقافة. فقد كنا نلاحظ إلى عهد ليس ببعيد ان المجتمع القروي لا يشجع الأولاد على اللعب ولا يرشدهم إلى ذلك، بل ويمنعونهم أحيانًا. فالبنات يقللن من اللعب، ويحدث ان يشي الولد بأخيه عند أبيه إذا كان قد لعب وأهمل دروسه، ويؤكد هذه النقطة بعض الباحثين في هذا الموضوع (26) في القرية العربية الإسرائيلية البعيدة عن حياة المدينة والتي تحافظ على نماذج حياتية أصيلة. هذا بالرغم من التطور والتغييرات التي حدثت في القرى العربية. ان المعلومات التي يعطينا إياها أ. توما والتي استمدها من تجربته الذاتية - كما يعبر هو عن ذلك في بداية مقاله - تؤكد ان الولد يبدأ بالخروج للعب قرب البيت مع أولاد في سنه دون مراقبة أو محافظة عليه. فألعاب الأولاد تكاد تكون معدومة، والأولاد يتصرفون بحرية أثناء لعبهم. هذا في الوقت الذي تبدأ فيه البنت من سن الرابعة بمساعدة أمها في ترتيب أمور البيت" وما يسمح به للأولاد ممنوع على البنات، فالأولاد يحظون بساعات لعب طويلة حرة في المدرسة وخارجها.. وعلى البنات المساعدة في البيت قبل ذهابهن إلى المدرسة صباحًا وبعد رجوعهن منها - والأهل - يمنعهن من الخروج للعب بعد الرجوع من المدرسة... (27). ومن الطبيعي ان هذا التوجّه قد تغيّر في السنوات الأخيرة.
وبالرغم من ان كثيرًا من الحقائق الواردة في المقال أعلاه لا يزال لها رواسب في مجتمعنا العربي إلا ان وجوه الأشياء قد تبدلت بسبب التطورات السريعة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية - هذا إذا تذكرنا ان الصورة التي يعرضها لنا أ. توما كانت قبل عشرين سنة. فالنظرة للعب بدأت تتجه نحو الإيجابية ويسمح الآباء لأنفسهم بشراء ألعاب لأولادهم.. والمعلمون في المدارس يوجهون الطلاب للعب، ويستعملونه أحيانًا كطريقة للتعليم. - دون تمييز بين ولد وبين بنت - إلا ان الرواسب لا تزال تفعل فعلها والبنت منطوية على نفسها أحيانًا، وتميل إلى اللعب منفصلة عن الولد وكما يعبر عن ذلك أ. توما في مقاله من ان الأولاد والبنات في المدرسة يكونون مجموعتين منفصلتين، تلعب كل مجموعة على حدة.
والسؤال الآن: ماذا عن اللعب والنظرة إليه في العالم العربي اليوم. ان افتراضي هو ان وجه الأمور لا يختلف كثيرًا عما هو في المجتمع العربي الإسرائيلي، لآن التقدم والتطور في حياة الناس عام وشامل وظاهرة عالمية مع وجود بعض الفوارق بين دولة وأخرى.. ونتيجة لاحتكاك مباشر بيني وبين مجتمع كان محسوبًا حتى حرب الأيام الستة على دولة عربية مجاورة. لاحظت التقدم الذي حصل أيضًا هناك بالنسبة لنظرة الناس العاديين إلى اللعب. فالأولاد يلعبون في المدرسة وخارجها، ذكورًا وأناثًا، لكن على انفراد. وقد أمكنني ملاحظة نقطة هامة. وهي ان مدى الحرية التي يشعر بها الأولاد في المجتمع العربي الإسرائيلي أكثر من الحرية المعطاة للولد أثناء اللعب في المجتمع العربي المجاور... إلا ان هذا الأمر يحتاج إلى بحث علمي أساسي لإثباته.
ويشرح الباحث العربي المعروف حامد عمار النظرة المتطرفة السلبية للعب في البلاد العربية، وذلك في بحث له أجري في قريته في جنوب مصر (28). يقول حامد عمار ان الأولاد في مصر مطلوبون للعمل مع أهلهم والفترة المسموح بها للأولاد باللعب هي فترة الطفولة، وحسب رأيه: فالولد في سن الثامنة أو التاسعة يقضي معدل ساعة يوميًا في اللعب. وهذه الساعة تقل تدريجيًا كلما تقدم الولد في السِّن (29). هناك في قريته يلعب الأولاد والبنات كل على انفراد. وكبار السن في القرية لا ينظرون بارتياح على فتيان يلعبون لان حياة البالغ يجب ان تكون جدية وفيها نفع.. وفي رأي حامد عمار "ان إحدى علامات البلوغ هناك الابتعاد عن اللعب" (30).

اجمال:
ان استنتاجاتنا المبنية على بحث حامد عمار من ناحية، والأقوال التي وردت قبله من ناحية أخرى تؤكد الافتراض الذي بدأنا به عن النظرة إلى اللعب في العالم العربي اليوم، وهو وجود نظريتين، الواحدة إيجابية والأخرى سلبية. والنتيجة عندي هي ان النظرة الإيجابية الحديثة تتمثل في جمهور المثقفين من ناحية وأكثرية مجتمع المدينة من ناحية أخرى. وأصحاب هذه النظرية يشترون لأولادهم الألعاب في سن مبكر وينمون عندهم الميل للعب ويزودونهم بألعاب تعليمية في الحساب واللغة، وأما الفرضية التي تحتاج إلى تحقيق علمي فهي ان النظرة الإيجابية هذه للعب تختلف بين بلد وبلد، فالمجتمع العربي الإسرائيلي مثلاً، في القرية وفي المدينة بدأ يتحرر تدريجيًا من النظرة السلبية التقليدية للعب، وربما كان سبب ذلك عدم احتياج الأهل لابنائهم في العمل، ووقت الولد موزع بين التعلم واللعب.
أما النظرية السلبية للعب فتتمثل في الكبار والمتقدمين في السن أكثر من الشباب والمتعلمين فالكبار يريدون للولد أن يكون جديًا ويهتم بمستقبله. وينظرون إلى اللعب كمضيعة للوقت وكعامل في إبعاد الولد عن الانتباه لدروسه، ويجب صرف وقت الفراغ في التعلم. ان هذه النظرية تذكرنا بنظرة بعض المربين المسلمين اتباع مدرسة القابسي للعب.. ويرى حامد عمار ان أحد أسباب هذه النظرية السلبية للعب هو العامل الديني.. والإشارة هنا إلى التيار الفكري الصوفي الذي يرى في اللعب استهتارًا (31) وهذا لا يعني بالضرورة ان هذه النظرة مستمدة من القرآن. ان أحد مظاهر هذه النظرة السلبية للعب هي ان مكان لعب الأولاد بعيد عن البيت وعندما يبدأ الولد باللعب في البيت أو قريبًا منه نجد الآباء ينهرونه لكي يبعد (32).
وفي الختام أود أن أعطي تفسيرًا لهذه النظرة السلبية للعب في عصرنا الحاضر وحتى في الماضي.. ان لعب الأولاد في الشارع بسبب عدم وجود ملاعب عامة للأولاد - يكون خطرًا على حياتهم ولكي نحافظ على حياته تمنعه من اللعب.. وان وجود ملاعب للأولاد في أماكن معينة عامل في تغيير نظرة الناس هناك إلى اللعب. هذا تفسير واحد، أما التفسير الثاني فهو ان المرأة في البيت لا تحبذ ان يلعب أولادها فيه. لأن هذا يؤدي إلى اتساخ ثياب الولد وقلب نظام وترتيب البيت.. وبالتالي إلى اجهادها في الغسيل والترتيب.
وتفسير ثالث، فالآباء يهتمون كثيرًا بمستقبل ابنهم العلمي.. وهم يرون في اللعب أمرًا يعوق عليهم تطلعاتهم للمستقبل. هذه التطلعات التي تتمثل في ابنائهم. ان حقيقة العلاقة بين اللعب والتعليم هي التي أدت في القرون الوسطى إلى إيجاد المدرسين اللمثين حملت نظريتين متباينتين للعب.. مدرسة الغزالي الإيجابية ومدرسة القابسي السلبية. فرأت الأولى في اللعب عاملاً مساعدًا للتعلم ورأت الثانية فيه عاملاً معوقًا لتقدم الولد العلمي.

• المصادر:
1) طوطح، خليل، التربية عند العرب القدس 1933، ص 20.
2) إبراهيم، محمد إسماعيل. معجم الألفاظ والإعلام القرآنية، دار الفكر العربي، القاهرة ط 2 1968 ص 183.
3) سورة (9) التوبة. آية 65.
4) سورة يوسف (12) الآيات 11 - 12.
5) سورة المائدة آية 32.
6) هيكل، محمد حسين - حياة محمد، مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة 1354 ص 224، ص 226.
7) أسماء فهمي حسن، اسس التربية الإسلامية القاهرة 1947 ص 112.
8) الغزالي، أحياء علوم الدين - المجلد الثالث، دار المعرفة بيروت، لبنان، بدون تاريخ، ص 73.
9) الابزاشي، محمد عطية، التربية الإسلامية القاهرة 1964ص 163، (انظر أيضًا، أسماء فهمي حسن - ص 112).
10) شلبي أحمد - تاريخ التربية الإسلامية، مكتبة النهضة المصرية طبعة ثالثة، القاهرة، 1966 ص 291.
11) نفس المصدر ص 307.
12) أسماء فهمي حسن - أسس التربية الإسلامية. ص 112.
13) شلبي، أحمد - ص 308.
14) شلبي أحمد. ص 309.
15) نفس المصدر ص 307.
16) نفس المصدر ص 309.
17) ابن مسكوبة - تهذيب الأخلاق - وتطهير الإعراق - ص 20.
18) الأهواني، أحمد فؤاد - التربية في الإسلام، القاهرة 1967 ص 53.
19) انظر: حبيب الله محمد - العقاب والثواب في التربية الإسلامية - مجلة دارنا، إصدار دار المعلمين العرب - حيفا، صيف 1971.
20) الاهواني، أحمد فؤاد - التربية في الإسلام ص 137.
21) المصدر نفسه ص 128.
22) نفس المصدر ص 128.
23) شلبي، أحمد، ص 271.
24) الاهواني، أحمد فؤاد - ص 137.
25) طيباوي، عبد اللطيف، تاريخ العرب والإسلام - دار الاندلس. بيروت، لبنان 1963 ص 511.
26) انظر المقال الذي كتبه أ. توما:
א. תומא - חינוך בכפר ערבי מגמות כרך ו' מס' 2 אפריל 1955 עמ' 133 - 136
27) نفس المصدر ص 136.
28) أنظر كتاب حامد عمار بالإنجليزية
Ammar, H. - Growing up in an Ejyptian Village London, Routledge anb K. Paul. 1954.

29) نفس المصدر ص 144.
30) نفس المصدر ص 155.
31) المصدر نفسه ص 144.
32) المصدر نفسه ص 156.


• المراجع:
1) إبراهيم، محمد إسماعيل - معجم الألفاظ والاعلام القرآنية - دار الفكر العربي القاهرة طبعة ثانية 1968.
2) الإبراشي، محمد عطية - التربية الإسلامية - القاهرة 1964.
3) الاهواني، أحمد فؤاد - التربية في الإسلام، القاهرة 1967.
4) هكيل، محمد حسين - حياة محمد - مطبعة، دار الكتب المصرية القاهرة 1354.
5) حبيب الله، محمد - العقاب والثواب في التربية الإسلامية، مجلة دارنا. إصدار دار المعلمين العرب، حيفا، صيف 1971.
6) طيباوي، عبد اللطيف - تاريخ العرب والإسلام، ج 1، دار الإندلس، بيروت، لبنان 1963.
7) طوطح، خليل - التربية عند العرب القدس 1933.



Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR