www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: حكايات من تحت تراب غزة!

لا أسمع الانتحاب ولا أصوات البكاء ولا أرى الدموع ولا أرى الوجوه التي...

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: فطوم وعصر الحيص بيص

التاريخ : 2017-05-09 00:09:47 |



حكاية امرأة سورية، دمشقية، كانت تقف بحزم وقوة ، حيث تدير فندقاً يحمل عنوان " صح النوم " ، الزمن مختلف ، لكن ما أصغر الدهشة ، الفرحة ، حين يكون الشر والمقلب هاجس "غوار" دريد لحام، الذي يشعر أن غريمه " حسني البرزان "نهاد قلعي" قد استطاع الحصول على حبيبته " فطوم حيص بيص ".
لا أريد أن أغمس ذاكرتي في محبرة الماضي ، لكن وجه الفنانة السورية " نجاح حفيظ " أو فطوم حيص بيص ، التصق على جدران اعجابي ، حيث كانت النسخة الصادقة للمرأة العاشقة ، التي تحب ، تلف وتدور وتقدم للحبيب ابتسامتها وتقربها ، لكن الحبيب لا يشعر بها ، والأدهى كلما تقربت من الحبيب يأتي الغريم - غوار - ويضع العثرات كي يفشل التقرب بمساعدة صديقه أبو عنتر - ناجي جبر - ، ولا تهنأ الحبيبة فطوم بحبيبها حسني الذي يقع دائماً ضحية للخداع .
من شرفة النسيان ، أطل على صورة " نجاح حفيظ " تلك الصورة التي اقنعتني أن المرأة تستطيع أن تأمر فتطاع ، وأن تقوم على تشغيل الرجل وتستعبده ، وأن يكون لها الكيان والقرار ، والرفض والموافقة ، وفي ذات الوقت أن تكون القطة الناعمة ، الهادئة ، التي تقف أمام الرجل الحبيب عاجزة ، خادمة ، مطيعة .
" نجاح حفيظ " ماتت بهدوء كانت جنازتها متواضعة لم يتجاوز الذين ساروا في جنازتها أصابع اليدين ، يمكن لأن الموت في سوريا يحصد الأرواح بجنون ، ولم تعد الجنازات طقساً من طقوس الحزن المكلل بالسير واضفاء الهيبة المحاطة بالتكريم .
لكن كانت الفنانة نجاح حفيظ في سنوات السبعينات عبارة عن قطعة كريستال تشع نوراً ، من خلال انتظارها للحبيب - حسني البرزان - وتهيئة الأجواء لكي ينجز مقاله الصحفي الذي كان يردد طوال الحلقات - اذا اردنا ان نعرف ماذا في إيطاليا علينا أن نعرف ماذا في البرازيل - وحتى تلفت فطوم نظره كانت تسعى لأن يحصل على أفضل الخدمات ، لكن - غوار - دريد لحام كان يهدم ويدمر العلاقة بدهائه وخططه التي يقوم بها كي يكون الفشل هو النتيجة ليتزوجها هو .
مسلسل " صح النوم " الذي اخرجه المخرج السوري " خلدون المالح " تمدد على عرش الكوميديا النظيفة حتى أصبح من أشهر المسلسلات العربية ، التي تُقدم للمشاهد فناً بدون اسفاف وكلمات بذيئة ، وعبارات يخجل منها المشاهد ، لقد قدم المخرج مع الممثلين - أبو كلبشة ، وياسين بقوش ، وعمر حجو - مسلسلاً حصد في ذلك الزمن في السبعينات اهتمام المشاهدين ، حيث كانت تفرغ الشوارع من الناس ، الجميع ينتظر ماذا سيفعل غوار بحسني ؟ وما هو مصير " فطوم " الحبيبة التي لا تعرف الاستقرار والزواج من حبيبها ، وبين هدنة وهدنة يمنحها غوار لهما - فطوم وحسني - يشتعل الحب الذي يؤدي الى باب المأذون ، سرعان ما يعود غوار الى مقالبه التي تفسد وتبعد الحبيبين ، فدائماً في قصص الحب العالمية والعربية هناك من يعكر ويفسد العلاقات بين الحبيبين ويعمل على التفريق بينهما .
لم تكن " نجاح حفيظ " مجرد ممثلة تؤدي دورها بإتقان بقدر ما كانت تجسد أحلام ومشاعر امرأة ، خجلها الذي يرتسم على وجهها حين تقف أمام حسني البرزان وتلعثمها الذي يجعلها مترددة ، ثم شخصيتها الأخرى المرأة الحازمة ، القوية صاحبة المصلحة ، حين تقف أمام غوار وتأمره بالعمل .
في نهاية المسلسل ، حين أصاب " فطوم " اليأس من الحب قامت باختيار أضعف الرجال ، الخادم المطيع - ياسين بقوش - الذي يعمل في فندقها ، لأنها لم تعد تثق بالرجال ، وبقي غوار يغني - فطوم فطوم فطومة - تلك الأغنية التي كانت آنذاك اغنية الموسم ، يغنيها الجميع ، حيث يتوسل اليها ويقنعها أنها حياته لا يستطيع العيش بدونها ، لعلها ترجع اليه .
بصراحة أنا انتمي الى قبيلة ما أن تشم رائحة الذكريات حتى تتسلل الى مشاعري صور الذين عاشوا فترة في ايامي وكست وجوههم خيالي وعطلت عباراتهم زمني ، حين كنت اردد كلماتهم ، ومسلسل " صح النوم " كان تفاحة البراءة والضحكة النقية والدهشة ، كان أيضاً عالماً من وجوه الأحبة ، أفراد العائلة ، الأقارب ، الجيران ، الأصدقاء ، يتابعون المسلسل بنهم ، لا كلام ، فقط أصوات الضحكات .
أتأمل إيقاع الزمن ، كل شيء تبدد وذهب ، فقط ما زالت أصوات الضحكات ، وقرقعة قبقاب غوار وهو يركض بعد أن ينفذ مقلبه ، وفطوم حيص بيص ، تنظر الى حسني البرزان بطرف خفي ، تعكس نظرات المرأة العربية العاشقة التي لا تفصح عن مكنونات قلبها ، تتقرب اليه وتردد - حسونتي بدك شي - ، فينظر اليها الرجل حسني، ويقول بصوته الرجولي المتأفف والمتذمر الذي لا يشعر بحبها ، لأنه لم ينته من كتابة مقاله .. لا .. لا .
اسمع هدير الزمن .. رحلت فطوم ، وتركت لنا عصر الحيص بيص.


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR