الإعلامي أحمد حازم: ربع السعودية فقراء والمليارات تنفق على مساحيق التجميل!

التاريخ : 2017-06-09 09:00:20 |

يُعرّف الفقر في العالم، حسب معلومات الأمم المتحدة، بانه حالة اقتصادية تتمثل في نقص المال والضروريات الأساسية للحياة، مثل الغذاء والماء والتعليم والرعاية الطبية.
ومؤخراً، أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها من مستوى الفقر في بعض مناطق السعودية، فقد ذكر فيليب ألستون، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، أنه زار السعودية الشهر الماضي لمدة 12 يوماً، وقام ايضا بزيارة منطقة جازان في جنوب غرب البلاد، كونها المنطقة الأكثر فقراً في السعودية، وصدم من واقع الحال هناك.
وتقول المعلومات ان السعودية تحتل المرتبة الأولى من إنتاج النفط على مستوى العالم، وأكبر اقتصاد في العالم العربي. وفي الوقت الذي تجني فيه السعودية ثروات هائلة بإنتاجها النفطي، إلا أن ذلك كله لم يمنع الفقر من أن يتسلل إلى ملايين السعوديين، اذ تؤكد المعلومات نفسها أن 25% من السعوديين فقراء، في دولة هي الأولى عالمياً في إنتاج النفط..!
جاء تقرير نشرته "الشركة السعودية للصحة والجمال"Saudi Health) and Beauty) أن حجم اقتصاديات سوق مستحضرات التجميل في السعودية يعادل 15 مليار دولار سنوياً. ووفق التقرير، تبلغ حصة الشرق الأوسط نسبة 20 في المئة من إجمالي السوق العالمية، تتصدرها السعودية. وهي سوق مرشحةٌ للارتفاع بشكل أكبر نظراً للقوة الشرائية لدول المنطقة، التي تخصّص أعلى معدلات الإنفاق في العالم على هذه المنتجات.
وقد لفت نظري أن كثيرين من الإعلاميين استغربوا من ضخامة صفقة السلاح التي أبرمتها السعودية، مؤخراً، مع الإدارة الأمريكية بمليارات الدولارات. او بالأحرى، وبكلام أصح، تم إجبارها على إبرام هذه الصفقة من قبل الرئيس الأمريكي ترامب. لكني لم ألمس أي استغراب بدر عن هؤلاء المتابعين لمجريات الأمور من إنفاق السعودية مليارات الدولارات على مستحضرات التجميل.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من القول ان المرأة السعودية تعد من النساء الأكثر إنفاقاً على مستحضرات التجميل بين نساء العالمين الغربي والعربي، وحتى بالمقارنة مع قريناتها الخليجيات. وقد أظهرت إحصائية صادرة عن مصلحة الجمارك السعودية العامة أن كميات مستحضرات التجميل الواردة إلى السعودية بلغ حجمها حوالى خمسن مليون كيلوغرام.
وعلى الرغم من أن النساء السعوديات لا يخرجن من بيوتهن إلا وهن متوشحات بالسواد، إلا أن صحيفة "فاينناشال تايمز" البريطانية قالت إن المرأة السعودية هي الأكثر إنفاقًا في هذا المجال بين نساء الشرق الأوسط، حيث تنفق السعوديات أكثر من مليارين ونصف المليار دولار سنويا على مواد التجميل والماكياجات والمساحيق والكريمات.
هذه المعلومات عن البذخ اللامعقول، تؤكد أن العالم العربي غريب عجيب في سلوكياته السياسيه، وفي ممارساته الاقتصادية، وحتى في تعامله مع فئاته الاجتماعية. كما أن هذا العالم يتميز بالتناقضات، فالدول الخليجية المنتمية اليه هي الأكثر غنى في العالم، لكن هناك شعوب عربية تعتبر بين الشعوب الأكثر فقراً على الكرة الأرضية.
يوجد حوالي أربعين مليون إنسان عربي يعانون من الجوع، ومنهم من يموتون بسبب حاجتهم إلى الغذاء. والجوع المنتشر في سوريا واليمن وغيرهما خير مثال على ذلك.
وقد أصدرت المنظمة السورية لحقوق الإنسان دراسة، جاء فيها أن مواطناً سورياً يموت كل عشر ساعات بسبب الجوع، كما يموت شخص سوري من البرد كل ثماني ساعات.
وفي اليمن، الذي حمل في الماضي لقب "اليمن السعيد"، فقد تحولت سعادته إلى تعاسة، وأصبح إحدى الدول الأكثر فقراً وجوعا في العالم.
وقد اعلن برنامج الغذاء العالمي ان نصف سكان اليمن تقريبا يعانون من الجوع، ومنهم من يموت جوعاً، ولا سيما من الأطفال والمسنين..!!