|
|
|
الشيخ رائد صلاح: معركة الثوابت (18) ثوابتنا وطائر الحباريالتاريخ : 2017-07-05 14:39:35 |إنتصارا لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية ، ومتابعة لما كتبته في الحلقات السابقة أواصل وأقول: لقد روى أكثر من راو وكتب أكثر من كاتب قصة طائر الحباري الذي كان يعيش مع المئات من أترابه من طيور الحباري وسط صحراء كثرت فيها الواحات ومنابع المياه ومخابىء الأرزاق ، وكان ذاك الطائر معززا مكرما بين أترابه ، وكانت تؤثره على نفسها وتقدم له كل ما كان يقع بين أيديها من لذيذ الطعام وعذب المياه ، حتى سمن وازداد وزنه أكثر من المعتاد ، وبات يطير بصعوبة ، ولا يقدر على التحليق لمسافات بعيدة، وذات يوم دهم صياد موطن ذاك الطائر، فطارت جميع طيور الحباري ونجت بنفسها ، إلا ذاك الطائر الذي طار لمسافة قصيرة ثم سرعان ما سقط على الأرض فأسرع نحوه الصياد واصطاده حيا دون أن تسقط منه ريشة واحدة. ولما همَّ الصياد أن يذبحه كي يشويه على النار ويأكل لحمه ويتلذذ بعظمه ، وإذ بذاك الطائر قد تكلم وقال للصياد : ما رأيك ان تتركني حيا، وأن تطلق سراحي ، وأن أعود الى موطني ، وأنا أعدك سلفا أنني سأتحايل على سائر أترابي من طيور الحباري وسأستدرجها كي تقع فريسة سهلة بين يديك ، وهكذا سيسهل عليك أن تصطادها وأن تأكلها الواحدة تلو الأخرى في قادمات الأيام، فتوقف الصياد عن ذبح ذاك الطائر وفكر هنيهنة بما سمعه من ذاك الطائر، ثم أعاد سكينه الى غمدها ،وقال بنبرة حازمة جازمة : لقد وافقت على عرضك ، ثم أطلق سراح ذاك الطائر فورا ، وعندما عاد ذاك الطائر مرة ثانية للعيش مع أترابه من طيور الحباري أخذ يحدثها عن بطولاته الوهمية ، وكيف أنه نجح أن يصرع الصياد وأن يسقطه على الأرض وأن يفلت من قبضة يده الشريرة، فازدادت ثقة طيور الحباري بذاك الطائر المخادع ، ورأت فيه البطل المغوار والزعيم المفدى وحامي الحمى الذي لا يجوز لها أن تعصي له أمرا أو أن تعترض على أي توجيه من توجيهاته، وهكذا بدأت تحيط به وتزوده بلذيذ الطعام وعذب الشراب بلا توقف ، فازداد سمنة على سمنة. وبدأ يطير بصعوبة شديدة جدا، لدرجة أنه بدأ يختار لنفسه أن يقطع مسافات الصحراء سيرا على قدميه ثم أبصر ذات يوم بالصياد قد جاء من بعيد ، فطلب من إحدى طيور الحباري حتى تبقى معه وأكد لها أن الصياد لن يجرؤ على الإقتراب منه، ولو أقترب منه لأوجعه ضربا ولأسقطه على الأرض ، فصدقت تلك المسكينة قوله وظلت معه ظانة أنها تلوذ بحماه، حتى وصل الصياد الى موقع ذاك الطائر المخادع فأخذ تلك المسكينة، ثم ذبحها وأكلها بعد أن شواها على النار ، ثم هدأت الأوضاع مرة ثانية في صحراء تلك الحباري والتأم صفها والتفت حول ذاك الطائر المخادع دون أن تتجرأ أي منها وتسأل عن مصير تلك المسكينة المفقودة. تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |