www.almasar.co.il
 
 

اصدار جديد للدكتور محمد حبيب الله: "خليل السكاكيني.. المفكر والفيلسوف التربوي الفلسطيني"

صدر عن دار الأمانة في عرعرة هذه الأيام للدكتور محمد حبيب الله كتابه...

وقفة احتجاجية في أم الفحم تضامنًا مع الناشطين محمد طاهر واحمد خليفة ومطالبةً بوقف الحرب على غزة

شارك العشرات من الناشطين، مساء اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية نظمت في...

د. محمد حسام عدنان عبد الهادي محاميد: اورام الرأس والرقبة.. اعرضها وتشخيصها وطرق علاجها

د. محمد حسام عدنان عبد الهادي محاميد: اورام الرأس والرقبة.. اعرضها...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

محمد عبد ابو شقرة (أبو يوسف): كلمة وفاء وعرفان في حقّ راحلنا الحاج مفضي أحمد جبارين كما عرفته

التاريخ : 2018-04-20 13:29:47 |




في فجر يوم الاثنين في هذا الاسبوع.. نعى النعاة نبأ وفاة أخٍ عزيز عليّ وعلى الكثير الكثير من أهل بلدي, إنّه الحاج مفضي أحمد جبارين، والذي كان يعتبر واحدًا من ضمن باقة طيّبة من جيل طيّب, وهو ممّن قام على تأسيس دعوتنا الاسلامية في بلدنا الحبيب أُم الفحم.
شخصيًّا ما إن سمعت نبأ وفاته من خلال مكبرات الصوت المنتشرة من على مآذن بلدنا ومن خلال مواقع التواصل المختلفة, وإذ بخيوط الذكريات تجرّني سريعًا إلى الوراء, قرابة ما يزيد عن خمس وثلاثين عامًا, ولتذكرني بالجيل الاوّل جيل الفطرة, جيل التضحية وسمِّه إن شئت الجيل المؤسِّس لهذه الدعوة.
تذكّرت إخوانًا لي واستعرضتهم جميعًا فردًا فردًا, وبخاصةً الموتى منهم، ممّا أحدث لي في الصدر غصّة وفي القلب ندبة وحرقة, ووجدت القلب يعتصر حزنًا وألمًا وكمدًا على فراقهم. ترى كيف لا يكون كذلك، وأنا أتذكّر موقع كلّ واحد منهم، ولاسيّما الذين غيّبهم الموت عنّا؟! ومن باب الوفاء لهم علينا ألّا ندع ونسمح لقاموس النسيان أن ينسينا فضل أهل الفضل بما قدّموا من جهد إلى بداية طريق الدعوة إلى أن توفّاهم الله عزّ وجلّ .
لقد كانوا حقًّا هم جنود الخفاء ورجاله, أذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الشيخ الحاج أحمد محمد ملك "أبو عمّار"، والحاج مروان محمد صادق جبارين, الشيخ سليمان أبو شقرة ، الحاج محفوظ محمد سليمان، وتوفيق أبو محفوظ، والحاج صبحي محمود جبارين، وغيرهم...
فليعذرني الاهل والاحباب إن كنت قد نسيت هذا الاخ أو ذاك؛ فما مردّ كلّ ذلك إلا لأنّ الذاكرة تخون صاحبها أحيانًا، فلنترحم على من ذكرنا ومن لم نذكر... أمّا أولئك الذين لا يزالون أحياءً بيننا فندعو لهم بطول العمر حتى نتعلّم من تجاربهم في حقل الدعوة.
عزيزي القارئ؛ أنا لا أجامل أحدًا, ولا أبالغ إن ذكرت أنّ نبأ وفاة أخي الحاج مفضي قد وقع عليّ وقوع الصاعقة, مع أنّي كنت قد توقعت وتهيأت لمثل هذا الخبر المؤلم، وبخاصةً واني عدت الفقيد قبل ساعات معدودة من وفاته، حيث كان يرقد في مشفى العفولة... جلست إلى جانبه وهو يئن في سريره وفي وضعه الحرج، وكان بصحبتي الاستاذين جواد صبيح والاستاذ نائل فواز.. أقول وبينما أنا جالس استرقت النظر ونظرت إلى الرجل المتألم في سريره، وقرأت ما شاء الله لي من كتاب الله ودعوت الله ان يخفف عنه ما هو فيه من آلام رأيت فيها سكرات الموت... خرجت من عنده بعد أن ودّعته بنظراتي .. إلا أنّني لم أجد كلمة أواسي فيها زوجه أُم أحمد وأبنائه أو بناته الذين كانوا يتحلّقون من حوله في سريره؛ ولا ابالغ إن قلت أيضًا بأنّي وجدت نفسي بحاجة لمن يواسيني، فمصابهم مصابي وإن لم نكن في الدرجة سواء .
عزيزي القارئ؛ تعرّفت على الحاج مفضي لمّا أُسندت إليّ مهمة رئاسة لجنة الزكاة، وكان ذلك في أواخر السبعينات... كان رحمه الله عضوًا في لجنة الزكاة وأمينًا للصندوق... من بداية الطريق توسّمت فيه خيرًا، ووجدت فيه شخصية رجلٍ قويّ في مصاف الرجال الذين عاشوا الرجولة قولًا ومعنى على مدار حياتهم... كان يبدي رأيه بشجاعة، لا يهاب ولا يتردّد ولا يتلعثم, حتى ولو كان رأيه مخالفًا لكل من يجلس حوله وفي أي محفل كان سواء في لجنة الزكاة أو في غيرها من اللجان التي كان يعمل فيها، وكثيرة هي... كان يحاول بما أوتي من جهد وحجّة لإقناع الاخرين بوجهة نظره، إلا أنّ هذا ما كان ليمنعه عن التنازل عن رأيه إذا رأى أنّ الامر يستدعي ذلك.
ومن باب الامانة اقول: كان أمينًا، ونعم الامين كان لصندوق لجنة الزكاة. وأذكر مثالًا متكرّرًا عشته معه, فأحيانًا كنت آتيه لبيته لتسلّم مبلغ من المال لأسرة فقيرة، أو لمشروع ما؛ كنّا نتناقش حول كلّ شاقل أطلبه إلا أنّه إن لم يقتنع بفقر الاسرة كان يردّ عليّ قائلا: أنا أمين الصندوق فلا يجوز لي شرعًا أن اعطيك من ماله ما دمت غير مقتنع بصحة فقر الاسرة التي تطلب لها المال، إلا أنّني سآتيك من مالي الخاص. وفعلًا يدخل إلى غرفة أخرى من بيته ويرجع إليّ بالمبلغ المطلوب من ماله الخاص، وذلك حتى يبرّئ ذمّته؛ فلعلّ تلك الاسرة بحاجة فعلا إلى مثل هذا المال.
هذا موقف منه والمواقف المشابهة كثيرة ،وكلّها تشهد على أمانته وفي نفس الوقت على جوده وأكثر. لقد رأيت في الحاج مفضي وفي اخوانه الذين قضوا نحبهم، وممّن لا يزالون بيننا ونتمنى على الله لهم عمرًا مديدًا وعريضًا... أقول رأيت فيه رجلًا من الرجال الذين لا يُسأل عنهم كم عاشوا ومتى ماتوا، ولكن يُسأل عنهم كيف عاشوا وماذا قدّموا لدعوتهم!...
إنّ أبا أحمد مفضي يمثل جيلا فريدًا من نوعه، كان الواحد منهم لا يسأل نفسه ما الذي قدّمته لي دعوتي، بل كان يسأل نفسه مساء كل يوم وفي خاتمته ماذا قدّمت لدعوتي!... كان يسأل نفسه في صبيحة اليوم التالي تُرى ماذا سأقدّم لدعوتي هذا اليوم؟!
لقد قلت يوما وكتبت عن ذلك الجيل ما لا يعلمه جيل اليوم عن جنود الخفاء؛ هم الرجال العظام والذين عملوا بتواضع في كل مؤسّسات الدعوة وأحيانًا كثيرة على حساب أوقاتهم وأعمالهم وعائلاتهم، وأذكر أنّ راحلنا العزيز قال لي يومًا في بيته: صدّقني بأني لا أجد الوقت حتى اجلس مع أبنائي، وأُعلّمهم أمور دينهم، وأراجع معهم الدروس المدرسية، وأرجو منكم مساعدتنا في هذا الجانب.
من هنا فإنّي أُكرّر ما ذكرته بأنّ ذلك الجيل لا يُسأل عن طول حياتهم بل عن عرضها؛ هم الذين إذا حضروا لم يُعرفوا، واذا غابوا لم يُفتقدوا ... كنت محظوظًا أن أكون رئيسًا لهؤلاء, الذين رأيت في كلّ منهم رئيسًا لي وشريكًا لي في حمل أمانة الجوانب المالية والمشاريع الاقتصادية، والتي انبثقت عن لجنة الزكاة.
كان المرحوم لا يتردّد من أن يطرق أبواب العلماء والمشايخ في جنين وقباطية ونابلس والقدس بصحبة الحاج علي غالب جبارين والحاج مفيد احمد جبارين، وذلك من أجل التحري والبحث عن الجواب الشافي في أيّ مسألة شرعيّة تتعلّق في أمور لجنة الزكاة بحثًا عن الحقيقة المطلوبة، ولاسيّما وأنّ الزكاة ركن من أركان الاسلام الخمسة.
لقد كان المرحوم عضوًا نشيطًا في الكثير من اللجان, مع أنّه كان مريضًا منذ عرفته، إلا أنّ مرضه لم يمنعه من العمل في العديد من اللجان، وأن يقوم بالمهام المسندة اليه, فبالإضافة لعمله في لجنة الزكاة فقد كان ممثلا لها في الكثير من اللجان التي تفرّعت عنها، فقد كان ممثّلا لها في لجنة ادارة عيادة النور التي بادر لتأسيسها في أواخر سنة 1982 برفقة الدكتور سليمان أحمد رئيس الرابطة الاسلامية في حينه والشيخ علي غالب؛ كما أنّه كان عضوًا فعّالا في لجنة معسكر العمل الاسلامي وفي لجنة العمل الاسلامي، والتي كانت تقوم بمشاريع حيويّة على مدار العام في الروضات الاسلامية وفي المدارس والشوارع وغيرها, كما أنّه كان يدير الامور المالية في المكتبة الاسلامية التي تطورت لتصبح فيما بعد جزءًا من شركة الايمان, كما أنّه كان عضوًا في لجنة الزكاة القطرية وعضوا في اتحاد الجمعيات الاسلامية؛ ونتساءل اليوم كيف كان له أن يقوم بكلّ هذه المهام، والتي أنيطت به؛ فلعلّ تفسير ذلك إلى بركة الوقت التي كانت نصيب ذلك الجيل الطيّب!
كان... وكان... إلا أنّه كان لابدّ أن يستسلم لقضاء الله وقدره، ليرحل عنّا ولينتقل الى رحمته تعالى.
وأخيرًا- وليس آخرًا- فإنّني أهمس في آذان أُسرته فردًا فردًا لأقول لهم: إنّ أباكم قد ترك لكم ميراثًا زاخرًا من الدين, والخلق, والطيبة, والشهامة والكرم؛ فكونوا أوفياء لهذا الميراث, خذوا منه ما استطعتم حتى تكونوا نعم الابناء ونعم الاوفياء لأبيهم.
أمّا نحن الاحباء والإخوان فسنبقى نُردّد بأسًى وحسرة:
سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم ففي الليلة الظلماء يُفتقد البدر

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR