أعجبني ما كتبه المحلل السياسي ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم أمس الثلاثاء، الذي قال في تحليله "إن بن غفير وسموتريتش هما الذيل الذي يهز الكلب وأخشى أن يكون قولاً غير محدث؛ فهما ليسا الذيل بل الكلب، رباهما نتنياهو ووحّدهما". نتائج الانتخابات (حتى كتابة هذه السطور صباح اليوم) لم نظهر كلياً، وقد تتغير المعادلة من لحظة إلى أخرى، لكن النتيجة الثابتة هي كما ذكرت في مقالي يوم الإثنين الخوف من "البعبع" نتنياهو الذي تقول كافة الاستطلاعات والنتائج الأولية أنه سيعود مرة ثانية إلى الجلوس على كرسي رئاسة الحكومة، رغم وجود ملفات بحقه في المحاكم ورغم فساده. فأي دولة هذه التي تسمح لسياسي متهم بالفساد وموجود ضده لوائح اتهام بترشيح نفسه لانتخابات الكنيست؟

أنا شخصياً لا يهمني هذا الأمر، لأن هذه الدولة هي دولتهم. ألم يسنوا قانون القومية الذي ينص على أن إسرائيل هي دولة اليهود وأن "عرب إسرائيل" هم صفر على الشمال؟ وهؤلاء عرب إسرائيل ماذا يفعلوا إزاء هذا الوضع؟ طبعاً أنا لا أقصد بـ "عرب إسرائيل" كتعميم، لأنه حسب تقييمي من الناحية السياسية، يوجد في دولة قانون القومية "عرب إسرائيل" ويوجد "فلسطينيو الـ 48" والفرق شاسع بين الفئتين. الفئة الأولى "عرب إسرائيل" تؤمن بـ"إسرائيليتها" وبكذبة الديمقراطية في دولتهم، وتؤمن بالكنيست، وإمكانية تحصيل الحقوق من خلال هذه الكنيست. الفئة الثانية "فلسطينيو الـ 48" لا تؤمن بالكنيست ولا بأصحاب الكنيسة ولا من هم خلف الكنيست. هذه الفئة على حق. لأن ممارسات وتعامل الدولة مع الفئتين لا يوحي أبداً بوجود عدالة أو مساواة، ولا يوجد حتى أي احترام من دولة للمواطنين الأقلية فيها.

لنعد إلى الانتخابات. مؤشرات نتائج الاقتراع تظهر بوضوح أن رئيس حزب الليكود نتنياهو سيعود حتما الى رئاسة الحكومة لأن المعسكر اليميني الداعم له حصل على عدد مقاعد في الكنيست تؤهله لرئاسة الحكومة. هذا يعني أن "البعبع" نتانياهو سيعتمد في حكومته المقبلة على عضوي كنيست يمينيين متطرفين هما بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، وسيحصلان على الوزارات التي يريدونها لأنهما حصلا على 14 مقعداً.

الإثنان يعتبران خليفين للمتطرفين الفاشيين السابقين مائير كاهانا وباروخ جولدشتاين. كاهانا مؤسس حركة (كاخ)العنصرية الفاشية وعضو كنيست سابق اشتهر بالعداء الكبير للعرب وكان برنامجه تهجير فلسطينيي الداخل لكي تكون إسرائيل يهودية بشكل تام . أما جولدشتاين فهو مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في شهر رمضان في الخامس والعشرين من شهر فبراير/شباط عام 1994حيث أطلق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم صلاة الفجر وقتل 29 مصلياً.

إذاً، "عرب إسرائيل" بانتظار حكومة يمين تكن عداءً لكل عربي أينما وجد وبالتحديد ضد كل فلسطيني. والسؤال المطروح: ماذا سيفعل نواب "عرب الكنيست" إزاء هذا الوضع غير التمتع بامتيازاتهم؟ يعني ماذا سيقولون لمن انتخبهم . هل يتجرأوا ويعترفوا بعجزهم، أم أن عنجهيتهم لا تسمح لهم قول ذلك؟

وأخيراً...

لس مهماً أن يكونوا عشرة أعضاء كنيست،ـ بل الأهم ماذا سيقعلون لناخبيهم. يا ريت يخبرونا