|
|
|
آرام كيوان ... بقلم: صراع صهيوني قديم - جديد!التاريخ : 2022-12-30 10:55:08 |يعيش المجتمع العلماني اليهودي، هذه الايام، حالة من النفير إزاء ما تنوي هذه الحكومة فعله إذا ما تسنى لها النجاح. وهذا يكرّر صراعًا صهيونيًا تاريخيًا بحلة جديدة. وتشير المصادر التاريخية الى انه بعد النكبة واجه بن غوريون مشكلة مع المنظمات الصهيونيّة، الّتي رفضت الانصياع لسلطة الدولة واحتكار الدّولة للعنف والسلاح. ووصل به الأمر إلى إغراق سفينة تنقل السلاح لإحدى هذه المنظمات، والتسبب بقتل العشرات ممن كانوا عليها. ومن يتابع تاريخ الصراعات الصهيونية الداخلية، قبل اعتلاء الليكود لسدة الحكم أول مرة عام 1977، أذ رافقهم اتهام تدمير الدّولة بالمفهوم الّذي أقيمت على أساسه، وحضر اسم هتلر والنازية في الاتهامات الصهيونيّة المتبادلة. لقد أضاف الليكود بصمته لطابع الدولة ومؤسساتها، من خلال تعميق الاستيطان وقوانين أخرى سجلت باسمه مثل إعطاء الحق للقضاة باستعمال "تراث إسرائيل" في المرافعات القضائية. ولكنه لم يتمكن (وربما لم يرد) إخضاع جهاز الدّولة. وما يحدث اليوم هو إعادة تدوير لهذا الصراع بحلة جديدة، مع ما طرأ عليه من قبول شامل لأهمية الدّولة ككيان بحد ذاته، كون منظمات اليمين الفاشي لا تطيق الدّولة بحلتها الحالية، وتفضل دولة العصابات على الدّولة الحالية، أو ما يصطلح عليه بـ"الدولنة" أي أن الدولة تحتكر كل السلطات. ولا شك ان التحول إلى دولة العصابات والابتعاد عن "الدولنة" يثير مخاوف المجتمع العلماني، حتى من بعض المعدودين على شقه اليميني. وهنا يبرز سؤال الموقف وخطة العمل الفلسطينية من هذا الصراع، الّذي من المبكر توقع نتائجه. وأنا هنا لا أضع الكلمة الأخيرة والحل النهائي، بل اسجل بعض التأملات فقط: - في حالة تسنى لهذه الحكومة فعل ما تشاء، فإنّنا سنعيش مرحلة صعبة جدًا على المستوى القريب، ولكن دولة العصابات الّتي يراد إحلالها ستحتوي في داخلها عوامل تفسخها، وعلى أقل إضعافها فالعصابات هي نقيض الدّولة كمفهوم. والسؤال المعلق هو العامل الفلسطيني في ظل تحولات كبيرة تعيشها المنطقة ككل، من سقوط الإسلام السياسي واتفاقيات أبراهام والتحولات الداخلية الّتي تعيشها المنطقة وأنظمتها. اما الحالة الفلسطينيّة الداخلية فتتجه إلى نوع من التنظيمات، يتجاوز الحركات التاريخية - مثال عرين الأسود. لست أغالي ولا أبالغ عندما أقول إن القرار في المرحلة القادمة سيحكمه الإرادة الفلسطينيّة وليسَ الرأي العام الإسرائيلي؛ على اعتبار ان إسرائيل وصلت إلى مرحلة مجنونة من التوحش، والشعب الفلسطيني ضاق ذرعًا بواقعه، وهذه نقطة الانطلاق!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |