www.almasar.co.il
 
 

عرين الكلمات.. جديد الكاتب الفلسطيني الراحل تميم منصور.. الخامس في سلسلة ما بعد الرحيل

صدر عن دار الوسط اليوم في مدينة رام الله والشوقيات للإعلام والنشر...

استشهاد الطفل محمد التميمي من النبي صالح إثر إطلاق الاحتلال الرصاص على سيارة والده قبل ايام

شيعت جماهير فلسطينية غفيرة، مساء اليوم الإثنين، جثمان الطفل الشهيد...

مذكرات معلم سابق - يوم الاستقلال ... بقلم: تميم منصور

استغلت المؤسسات الأمنية والمدنية الحاكمة في إسرائيل حالات الهلع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

تميم منصور/ من أعماق ذاكرة الحكم العسكري.. سليم كوهين!

التاريخ : 2011-12-03 10:21:40 |



لم يكن سليم كوهين مسؤولاً عادياً في سلطة ضريبة الدخل، بل كان حاكماً عسكرياً آخر، مهمته مطاردة وملاحقة المواطن العربي تحت غطاء جهاز مدني يسمى "ضريبة الدخل".
هذا الحاكم غير العسكري- الذي هو من أصل عراقي- زرع هو الآخر حالات الرعب, وصلت إلى حد الهروب من البيوت والاختباء في السهول. فهذه الممارسات لا يقل تأثيرها عن ممارسات رجالات الحكم العسكري طوال فترة وجوده.
كان اسم سليم كوهين يعشش في ذاكرة غالبية المواطنين العرب. يلاحقهم كالشبح ليل نهار، بصورة خاصة سكان في المثلث الجنوبي. فعندما كان يقوم بزيارة إحدى القرى كان المزارعون يرتعدون منه خوفاً، فيتركوا بيوتهم ومزارعهم، ويختفوا عن الأنظار، لأنه بالنسبة لهم آفة يحاولون تجنب أضرارها، فهو يحمل في زياراته الخراب والدمار.
لم يعمل سليم كوهين في جهاز ضريبة الدخل وحده، بل كان موجهاً من قبل سلطات عليا تخطط دائماً كيف تنتقم من المواطنين العرب. في ذات الوقت كان هناك جهاز كامل من المرتزقة والمنافقين والمخبرين والمنفذين لأوامره، يحركهم من مركزه في مدينة نتانيا، وضم هذا الطابور الخامس عدداً من المرتزقة العرب, الذين قرروا نيل شهادات الولاء للدولة, في ذلك الحين, مقابل تسخير ضمائرهم وكرامتهم للمساهمة في هدم مستقبل أسر عربية كاملة.
لقد ساهم سليم كوهين ومكتب الضريبة, الذي كان يقف على رأسه, في إذلال المواطنين العرب، وحوّل الكثيرون منهم إلى متسولين وعاطلين عن العمل, بعد أن صادر أملاكهم وحرمهم من متاعهم وباع أرزاقهم في المزاد العلني. كل هذا بحجة عدم قيامهم بتسديد ما فرض عليهم زوراً وبهتاناً من قبل ضريبة الدخل. واضطر الكثيرون منهم إلى اللجوء إلى البنوك للحصول على سلف أو قروض من اجل تسديد الغرامات وفوائدها دون رحمة. ولم تختلف طرق الجباية التي استعملها مكتب سليم كوهين في نتانيا عن الطرق التي استخدمها العثمانيون في عصرهم. فقد استخدم العثمانيون لهذه الغاية نظاما يدعى نظام الالتزام، وكان المسؤول فيها يسمى "الملتزم", وكان من حق هذا "الملتزم" استخدام كل وسائل القمع والبطش ضد المواطنين لانتزاع وتحصيل ما فرض عليهم من ضرائب. ورغم عجز وفقر المواطنين الذين عانوا من الجوع والفقر والجهل والمرض، كان "الملتزم" يصادر ممتلكاتهم دون أن يردعه احد. هذا ما فعله سليم كوهين، الذي كان يستعين بالشرطة لإلزام المواطنين, من مزارعين وتجار وغيرهم, لتسديد ما يفرض عليهم ظلماً. وكانت المستحقات المفروضة غير منطقية وواقعية، تساوي أضعاف أضعاف المبالغ الحقيقية المستحقة من المواطنين، خاصة المزارعين من بينهم. أما بالنسبة للقروض البنكية, التي اضطر المزارعون للاستعانة بها، فقد كانت الإجراءات التي تتم للحصول عليها غير قانونية، وكان مكتب سليم كوهين هو الذي يحدد مبلغ القرض المالي، وهو الذي يختار البنك. كما كان ينهي المعاملات دون علم المزارع, وما على هذا سوى الإذعان والتوقيع على المستندات الخاصة بهذه القروض، كي يتحاشى الحجز على ممتلكاته وعرضها للبيع في أسواق الدلالة.
إن سياسة نهب وتشليح المزارعين حرمت الكثير منهم فلاحة الأرض، فوجدوا أنفسهم داخل أسواق البطالة أو عمالا أجيرين يعملون بأجور متدنية. فقد كانت سياسة سليم كوهين تهدف إلى تحطيم وتدمير حالة المزارع العربي, بهدف تفريغ الأرض من أصحابها, وتحويلها إلى أراض بور, يسهل بيعها أو مصادرتها لأغراض أمنية أو تطويرية. كما استخدم هذا الأسلوب, من نهب أراض المواطنين العرب, في الجليل أيضا.
ولا أنسى صرخة ذلك الشيخ الذي أكد وهو يتكلم عن سليم كوهين قائلا: "والله كنت أخاف من سليم كوهين أكثر من اللي خلقني، اللي خلقني رحيم غفور, أما هذا فكان شيطان رجيم..!!
*****
إن الذاكرة الفلسطينية مليئة بالصور والحكايات من أمثال سليم كوهين, وكل فترة لها سليمها وكوهنها، لكن لا بد أن نفتح البوم الحكم العسكري.

**أنا في خندقي وأنت بخندقك**
**بارودتك على كتفك**
**وبرودتي على كتفي**

قائل هذه الكلمات مواطن عادي، لكنه اشتهر بجرأته وصراحته، وعرفه الجميع بابي جميل. كان آنذاك مزارعاً معروفاً في قريته لما له من دراية وخبرة في طرق الزراعة وأصولها, خاصة كروم العنب. استغل طاقته وخبرته فجعل من كرم العنب الذي يملكه نموذجاً بالنسبة لكثير من الكروم في بلدته في إنتاجه كما وكيفا.
وفي موسم القطاف كان التجار يتزاحمون لكسب ود "أبو جميل", كي يبيعهم من ثمار كرمه, المتميزة في حجم عناقيدها ولونها وصلابة حباتها. لم يخش "أبو جميل" سليم بك- كما نادى بعض المزارعين مسؤول ضريبة الدخل في نتانيا.
ولم يتردد "أبو جميل" في مواجهته إذا اقتضت الضرورة، وفي نهاية كل موسم كان يذهب برجليه إلى مكتب الضريبة في نتانيا حاملاً وصولاته وفواتيره اللازمة، تشمل الدخل والمصروف. كان شعاره: "إذا بتوكل اطعم الله بعطيك", لكن سليم كوهين كان يريد دائماً أن يأكل كل شيء ولا يطعم. انه لا يستطيع أن يرى مزارعاً عربياً موفقاً وناجحاً. أرسل دون سابق إنذار مرتزقة من فرق الحجوزات للحجز على بيت "أبو جميل"، الا أن أبا جميل تصدى لهم وواجههم الحجة بالحجة, ووعدهم بأنه سوف يقابل سليم كوهين في مكتبه. وعندما قابله في نتانيا وضع أمامه فواتيره ووصولاته, التي شملت كشوفات كل السنوات الماضية. نظر سليم كوهين إليه باستخفاف وقال له:
- زين... انا أول مرة أشوف مزارع عربي منظم، بلي، لكن آكو سنة انت لم تسدد ضريبتها؟ افتكر زين عيني..!
سأله أبو جميل: أية سنة تقصد؟ الوصولات قدامك!!

سارع سليم كوهين للرد عليه قائلاً:
- هل سددت (الظريبة) عن سنة 1949؟!!
صعق ابو جميل وحجظت عيناه عند سماعه هذا السؤال المستفز:
- ايش بتقول يا سيد كوهين؟! انت ودولتك شو الكم عندي في هذه السنة؟ أولا حضرتك في هذه السنة كنت في العراق، وإذا حضرتك كنت في البلاد في هذه السنة كانت حرب. وقتها انا كنت في خندقي، وانت كنت في خندقك, بارودتي على كتفي وبارودتك على كتفك.. كل واحد منا كان يطخ على الثاني. انت بتقدر تغير التاريخ؟!
عندما سمع سليم كوهين هذا الرد الحاسم قال لأبي جميل: هيك فهمت من المسؤولين, خليني أراجعهم.
لكنه لم يرجع لأبي جميل بخصوص هذا الموضوع فيما بعد ابد الآبدين..!!

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR